موسكو 30 أغسطس 2021 (شينخوا) ستواصل الولايات المتحدة تشديد موقفها تجاه الصين في محاولة لكبح جماح هذا البلد الآسيوي و"تحويل الانتباه" عن تحدياتها الداخلية وأخطائها الخارجية، وفقا لعالم سياسي روسي.
قال سيرجي ماركوف، المدير العام لمعهد الدراسات السياسية ومقره موسكو، لوكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، إن "الولايات المتحدة تعتبر التنمية الاقتصادية للصين تهديدا وجوديا أساسيًا للشركات الأمريكية وقيادتها العالمية، ومن هنا جاءت محاولات دفع الشركات الصينية، ولا سيما هواوي، للخروج من سوق التكنولوجيا الفائقة".
وقال ماركوف، مع بدء الشركات الصينية في التفوق على منافسيها في الولايات المتحدة في مجال التقنيات التقليدية وقطاعات التكنولوجيا الفائقة، "لن تدخر الولايات المتحدة أي جهد في الحفاظ على ريادتها في الصناعة".
وفي الوقت نفسه، تخشى الولايات المتحدة أن نموذج التنمية الخاص بها لن يكون جذابا ويفسح المجال لبدائل جديدة، في حين أن نموذج الصين، مع التقاليد الثقافية والاجتماعية الفريدة وأنظمة الإدارة والنهج الاقتصادية والتصورات الخاصة بالمؤسسات الاجتماعية ومؤسسات الدولة، كان أكثر جذبا، وفقا له.
وأضاف ماركوف أن هذا النموذج أصبح أكثر جاذبية وسط إنجازات الصين في قطاع الفضاء، في صناعة التكنولوجيا الفائقة، فضلا عن المجالات الاجتماعية والثقافية.
وقال إنه مع نمو الصين بشكل أسرع وتعزيز مكانتها في العالم، تخشى النخبة الأمريكية من "أنهم لن يكونوا قادرين قريبًا على كبح جماح نمو الصين"، وهو ما يفسر سبب توقع المزيد من الخطاب والإجراءات المعادية للصين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التناقضات والتحديات المحلية المتزايدة- من تزايد التقسيم الطبقي الاجتماعي، إلى انخفاض دخول الطبقة الوسطى، وزيادة التفاوتات العرقية، والتضخم المتزايد، والزيادة العامة في المشكلات الاقتصادية - دفعت أيضا النخب الحاكمة في الولايات المتحدة إلى تشديد موقفهم المناهض للصين، وفقا له.
وقال "كل هذا يخلق الحاجة إلى صرف الانتباه عن التحديات الداخلية والتركيز على مشاكل أخرى".
هدف واشنطن، حسب ماركوف، هو تحويل تركيز وسائل الإعلام من التحديات الحقيقية التي تواجهها البلاد إلى تلك الدول التي يتم تصويرها على أنها "أعداء خارجيون" يشكلون ما يسمى تهديدًا للأمن القومي.