تحقيق إخباري : شابان سوريان يفتتحان مقهى للطلبة بهدف الدراسة في ظل الانقطاع المستمر للكهرباء

السويداء ـ سوريا 26 يوليو 2021 (شينخوا) افتتح شابان سوريان مقهى في محافظة السويداء (جنوب سوريا) للطلبة بهدف الدراسة، خاصة في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في سوريا، وزيادة ساعات التقنين والتي تصل في بعض المناطق لأكثر من 5 ساعات انقطاع وساعتين وصل، الأمر الذي انعكس سلبا على حياة السوريين عموما وعلى شريحة طلبة الجامعات الذين بدأت امتحاناتهم منذ أسبوع تقريبا وستستمر مدة شهر تقريبا، ليكون هذا المقهى بمثابة بيتهم الثاني.

المقهى الذي افتتح مؤخرا في مدينة السويداء ليس الوحيد ولكنه الأول من نوعه من حيث الخدمة والهدف الذي افتتح من أجله ، فهو لا يقدم النرجيلة للزبائن ، ولا يسمح بلعب ورق "الشدة "، ولكنه يقدم لهم الكهرباء ، والإنترنت ، وبعض المشروبات الساخنة التي تساعد الطلبة على التركيز أثناء الدراسة ، ويوفر لهم الأجواء المناسبة .

ويشعر الطالب خلال وجوده في هذا المقهى وكأنه في بيته الثاني ، فالكل منهمك في كتبه ودراسته والبعض الآخر ينفذ بعض المشاريع على أجهزة الحاسوب المحمولة ، لأن الكهرباء متوفرة بشكل مستمر خلال فترة التقنين ، الأمر الذي شجع الكثير من الطلبة للحضور إلى المقهى ليكون فرصة لتحقيق النجاح والتفوق .

ويقدم أصحاب هذا المقهى الكهرباء للزبائن أثناء فترة التقنين الطويلة من خلال "مدخرات كبيرة" طاقة كل واحدة منها حوالي 200 أمبير، ليتم من خلالها تقديم الكهرباء عبر المأخذ والإضاءة من خلال المدخرات والتي تشحن أثناء فترة مجيء الكهرباء .

ويشار إلى أن سوريا تعاني منذ أكثر من عشر سنوات من عدة أزمات ومنها أزمة انقطاع التيار الكهربائي ولفترات طويلة ، بسبب نقص حوامل الطاقة ، لخروجها من سيطرة الدولة السورية ، إضافة للعقوبات والحصار الجائر الذي تفرضه الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية على سوريا وعدم السماح لناقلات النفط من الوصول إلى الموانئ السورية .

ولم يترك المواطن السوري خلال تلك السنوات العشر الماضية من عمر الحرب ، وسيلة أو حيلة إلا واتبعها بهدف الحصول على الضوء ، ولكن كان دائما يصطدم بعقبات مختلفة وأهمها عدم توفر التيار الكهربائي لشحن المدخرات التي اشتراها لإضاءة منزله أثناء فترة انقطاع التيار الكهربائي .

وقال الشاب عمر الحجار (27 عاما) صاحب هذا المقهى لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن " الهدف الأساسي من افتتاح هكذا مقهى كان بالدرجة الأولى هو تقديم الخدمات للطبلة في ظل انقطاع التيار الكهربائي المستمر في سوريا " ، مؤكدا أن الفكرة كانت متبلورة في ذهني منذ فترة طويلة ولكن الأن خرجت إلى العلن وباتت حقيقة يرتادها الطلبة ومن يبحث عن الهدوء بعيدا عن صخب المقاهي العامة.

وتابع الشاب عمر الذي عبر عن فرحه بافتتاح المقهى ، وقدوم الزبائن إليه بالرغم من الفترة القصيرة من افتتاحه ، يقول " هناك إقبال كثير من قبل الطلبة وبعض الأشخاص الذين يعملون على الانترنت " أون لاين " "، مبينا أن الامتحانات باتت على الأبواب والطلبة يأتون إلى هذا المكان لتوفر الأجواء الهادئة لهم للدراسة ، والكهرباء والإنترنت ، قائلا " هذا المكان أصبح بيتهم الثاني " .

وأشار عمر إلى أنه مستمر بهذا المشروع وبتطويره عبر رفع سرعة الإنترنت لخدمة أكبر عدد ممكن من الزبائن ، مؤكدا أن البداية جيدة ومشجعة .

وقال إننا نحرص على توفير أجواء هادئة خاصة للطلبة الذين يأتون للدراسة .

وأوضح أن المكان مقسم إلى قسمين خارجي للذين يرغبون بالجلوس والتحدث بهدوء دون ضوضاء ، وقسم داخلي مخصص للطلبة والدراسة .

وعلى مقعد خشبي طويل جلس الطالب مناف عماد (23 عاما) في هذا المقهى الدافئ على حد قوله ، ووضع جهاز الحاسوب أمامه، وبدأ بمتابعة دراسته في أجواء هادئة ومريحة .

وقال الطالب مناف ، وهو طالب سنة ثالثة قسم الفيزياء بجامعة دمشق " هذا المكان هو المكان الذي يبحث عنه كل طالب بغية الدراسة بشكل هادئ دون ضوضاء "، مؤكدا أن " الفكرة جيدة جدا ، ولاقت اقبالا واستحسانا لدى شريحة الطلبة الذين لا يستطيعون الدراسة في البيت بسبب عدم توفر الكهرباء والإنترنت بشكل مستمر " .

وتابع يقول " المكان مريح جدا ، وهادئ ، وكل ما نطلبه هو الكهرباء والإنترنت وهما متوفران في هذا المكان " ، موضحا أن هذا المكان هو الأفضل بين المقاهي الموجودة في السويداء ، فهو مناسب لنا من حيث أسعار المشروبات الساخنة المقدمة بالإضافة الى وجود ميزة الاشتراك الشهري او اليومي ، وهذا مناسب لنا كطلبة .

وبدوره قال هشام أبو رأس هو شريك الشاب عمر الحجار في هذا المقهى " نسعى دائما إلى تقديم الأفضل ، وهذا هو شعارنا ، والطلبة هم زملاء وأصدقاء لنا ، ولابد أن نشعر بشعورهم ، ونوفر لهم الأجواء المناسبة ، خاصة في هذه الظروف التي نعيشها حاليا " ، مؤكدا أن راحة الزبائن هي غايتنا " .