القاهرة 26 يوليو 2021 (شينخوا) بحث رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي ونائب رئيس جمهورية جنوب السودان الدكتور جيمس واني إيجا، خلال لقائهما بالقاهرة اليوم (الاثنين)، الارتقاء بمستوى "التكامل الاستراتيجي" في العلاقات بين البلدين.
وترأس مدبولي وإيجا اجتماعات الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة بين البلدين، التي عقدت بالقاهرة اليوم بحضور وفد وزاري رفيع المستوى من الجانبين.
وبدأ نائب رئيس جمهورية جنوب السودان زيارته لمصر اليوم والتي تستغرق عدة أيام، لبحث سبل التعاون بين الجانبين والارتقاء بالعلاقات الثنائية لمستوى "التكامل الاستراتيجي".
وعقب انتهاء اجتماعات الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة، عقد الجانبان مؤتمرا صحفيا مشتركا، أكد رئيس الوزراء المصري في بدايته، دعم مصر الكامل لجهود جنوب السودان من أجل تحقيق السلام في البلاد، والبناء على ما تم التوصل إليه من خلال "اتفاق السلام المنشط"، والمضي قدما في تنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية طبقا لنصوص الاتفاق.
كما أكد مدبولي على دعم مصر المتواصل لجنوب السودان في مواجهة الفيضانات، وأزمة جائحة فيروس كورونا "كوفيد 19"، والظروف الاقتصادية، وذلك تحقيقا لتطلعات شعب جنوب السودان نحو التوصل إلى السلام والاستقرار والتنمية.
وأشار إلى أنه تم خلال الاجتماع التأكيد على الإرادة المشتركة للوصول بالعلاقات الثنائية لمستوى "التكامل الاستراتيجي" بين البلدين، بما يسمح بالاستغلال الأمثل لكافة فرص الاستثمار وتحقيق الرخاء الاقتصادي، بالشكل الذي يخدم مصالح البلدين.
وأوضح أنه تم تناول مختلف مجالات التعاون الثنائي وسبل دفعها إلى آفاق أرحب، في عدة مجالات منها التعليم والتعليم العالي، بالإضافة إلى تنشيط المشروعات الخاصة بتعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية، والري، والكهرباء والاتصالات والنقل، في مختلف الولايات بدولة جنوب السودان، فضلا عن نقل الخبرات المصرية، وتوفير الدعم الفني وبرامج بناء القدرات في مختلف القطاعات المهمة، كالصحة، والزراعة، والري وغيرها.
ونوه إلى أن الحكومة والدولة المصرية قامت بتقديم العديد من المعونات الصحية العاجلة للأشقاء في جنوب السودان، بالإضافة إلى افتتاح وتشغيل عدد من المنشآت الصحية المهمة، معربا عن استعداد الحكومة المصرية لاستمرار وتفعيل التعاون في هذا القطاع على وجه الخصوص، في ظل ظروف جائحة فيروس كورونا.
وأضاف أن المداولات شهدت أيضا تبادلا لوجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، التي تسهم في تحقيق أمن واستقرار المنطقة، والحفاظ على مصالح شعوب الإقليم.
وأشاد رئيس الوزراء المصري بجهود القيادة في دولة جنوب السودان في تحقيق الوساطة بين الحكومة السودانية والفصائل الثورية المسلحة، وهى الجهود التي أسفرت بنجاح عن التوقيع على اتفاق السلام بين الطرفين في شهر أكتوبر الماضي.
ودعا المجتمع الدولي للوفاء بتعهداته والتزاماته تجاه دولة جنوب السودان في مسيرتها نحو بناء مستقبل أفضل، مؤكدا دعم مصر لمساعي جنوب السودان لرفع العقوبات الدولية، من منطلق تقدير مصر لمساوئ خيار العقوبات وتداعياته على الشعوب، وأهمية رفع العقوبات لدعم عملية الانتقال الجارية في جنوب السودان.
من جانبه، قال نائب رئيس جمهورية جنوب السودان الدكتور جيمس واني إيجا، "نحن ممتنون كثيرا للحكومة والشعب المصري لقيامهم بتقديم المساعدات الإنسانية لمواطني بلدنا، كما أن جنوب السودان تعرض خلال الفترة الأخيرة لثلاث أزمات تمثلت في الفيضانات، واجتياح الجراد، فضلا عن جائحة كورونا، وفي هذا الصدد لم تتردد مصر حكومة وشعبا في أن تقدم يد العون مباشرة لشعبنا".
وأضاف إيجا أن دولة جنوب السودان تتمتع بمساحات شاسعة من الأراضي، و95 بالمائة من هذه الأراضي الصالحة للزراعة، مشيرا إلى أن الأولوية لجنوب السودان تتركز في إنتاج الغذاء، وفي هذا الصدد دعا المستثمرين المصريين في المجال الزراعي إلى التعاون مع بلده من خلال ضخ استثمارات في هذا القطاع واستغلال هذه الأراضي.
وأعرب عن ترحيب بلاده بالتعاون في مجالات البترول والتعدين، من خلال ضخ استثمارات مصرية في أي من هذه المجالات المختلفة لتعظيم الاستفادة من تلك الثروات المتنوعة.
وشدد نائب رئيس جمهورية جنوب السودان على أهمية دعم وتعزيز أطر التعاون ونقل الخبرات المصرية في مجال السياحة، وذلك من خلال تنفيذ برامج التدريب المشتركة، بما يسهم في الارتقاء بمجال السياحة في جنوب السودان وتعظيم الاستفادة من المقومات الموجودة لديها.
ونوه إلى أن هذه الزيارة المهمة تستهدف استعراض ومناقشة عدد من مجالات التعاون المشتركة، والتي سيتم التوسع فيها خلال الزيارات واللقاءات المقبلة.
وتشهد العلاقات بين مصر وجنوب السودان زخما كبيرا، منذ حصول جنوب السودان على استقلاله عن جمهورية السودان عام 2011.
وحرصت مصر على دعم جنوب السودان من خلال تفعيل عدة مشروعات تنموية، من بينها مشروع إنشاء المزرعة النموذجية بولاية غرب بحر الغزال، وإنشاء عدد من سدود حصاد مياه الأمطار، وتطهير المجاري المائية بحوض بحر الغزال ونهر السوباط، وتأهيل المجرى الملاحي لمجرى بحر الجبل بجنوب السودان.
ووقع البلدان على اتفاقية بشأن التعاون الفني والتنموي في مجال الموارد المائية في مجال إدارة وتنمية الموارد المائية، وتدريب العاملين على التقنيات المختلفة لتنمية وإدارة المياه والري، وأخرى للتعاون في مجال الكهرباء بين وزارتي الكهرباء والطاقة في كلا البلدين، وثالثة للتعاون في مجال الصحة بين وزارتي الصحة والسكان في كلا البلدين.
وفي 20 أبريل 2013، وقع البلدان على عقود تنفيذ 3 مشروعات بجنوب السودان مع شركة المقاولون العرب بمنحة مصرية قيمتها 7.2 مليون دولار.
كما تتولى مصر إنشاء معمل مركزي لتحليل نوعية المياه منذ عام 2012 بجوبا، الذي يعتبر الأول من نوعه الذي يتم إنشاؤه في جنوب السودان، وتم تزويده بأحدث الأجهزة والمعدات والمهمات اللازمة لعمل جميع أنواع تحليلات المياه للحد من مصادر التلوث بالمجاري المائية بجميع ولايات جنوب السودان.
وفي 18 يناير 2018، جرى توقيع بروتوكول تعاون لإنشاء أكبر منطقة صناعية مصرية بالعاصمة لزيادة حجم الصادرات المصرية.
كما تهتم مصر بتنمية جنوب السودان، عبر تمويل وتخطيط مشروعات ومنح واتفاقيات، من أجل التنمية الشاملة، لاسيما في مجالي التعليم والصحة، منها تنفيذ مشروع لإنشاء مجمعات لمياه الشرب، عبر حفر 30 بئرًا جوفية، لتوفير مياه الشرب الصالحة لأهالي جنوب السودان.