رام الله/ غزة 25 يوليو 2021 (شينخوا) احتفل الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة اليوم (الأحد)، بيوم الزي الفلسطيني تأكيدا على هويتهم ومنع تراثهم من الاندثار وجميع محاولات تقويضه.
وجاب المئات من الرجال والنساء والأطفال شوارع مدينة البيرة وسط الضفة الغربية في تظاهرة بدعوة من جمعية (الزي الفلسطيني)، وهم يرتدون الملابس والزي التقليدي المطرز والمزركش بألوان مختلفة للتأكيد على تمسكهم بالتراث والهوية الفلسطينية.
وانطلقت التظاهرة من أمام مبنى بلدية البيرة وصولا الى مركز البيرة الثقافي، حيث تحولت الى حفل تراثي رفعت فيه الأعلام الفلسطينية وعلت صوت الأهازيج والأغاني الوطنية الفلسطينية فيما قدم مشاركون فقرات الدبكة الفلسطينية.
وقال رئيس جمعية الزي الفلسطيني عزام أبو سلامة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الثوب الفلسطيني جزء من ثقافة الشعب الفلسطيني وتراثه الشعبي على امتداد تواجده في الأراضي الفلسطينية والخارج.
وأضاف أبو سلامة، أن الشعب الفلسطيني "يفخر بثوبه المطرز بألوانه المختلفة الذي يعكس تراثا وطنيا وانتماء للأرض"، لافتا إلى أن اختيار 25 يوليو لاحياء هذا اليوم جاء كونه يصادف يوم الثقافة العربية وهذا دليل على الوحدة العربية.
وأشار إلى أن الأزياء النسائية تمثل في كثير من الأحيان مدنا فلسطينية محددة ويرتبط تراث فلسطين بتنوع جغرافيتها، لافتا إلى أن التراث في المناطق الجبلية يختلف عنه في المناطق الساحلية والصحراوية.
وتابع أبو سلامة، أن إسرائيل حاولت في العقود الماضية "تسجيل أثواب فلسطينية باسمها في الموسوعات العالمية، مثل ثوب عروس بيت لحم المعروف باسم (ثوب الملك)"، لافتا إلى أن الثوب هو من الأثواب الفلسطينية.
ويتميز ثوب الملك بحسب أبو سلامة، بغطاء الرأس المسمى الشطوة، وعليه القطع الفضية والذهبية ومرصع بالمرجان، مشيرا إلى أن الكوفية الفلسطينية لم تسلم من هذه السرقة.
ويتهم الفلسطينيون، شركات ومؤسسات إسرائيلية بمحاولة تقليد الزي الفلسطيني وتقديمه على أنه جزء من التراث اليهودي.
وأعربت الشابة ريمي أبو لبن من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية عن سعادتها بالمشاركة في مسيرة الزي الفلسطيني وهي ترتدي الثوب الفلسطيني القديم المطرز باللون الأحمر.
وتقول أبو لبن لـ ((شينخوا))، إن التجمع في الأماكن العامة وسط المدن "وسيلة لإظهار انتمائنا ووفائنا لهويتنا وتراثنا الذي يتعرض للهجوم بشكل مستمر من قبل إسرائيل".
وتضيف أبو لبن، أن التجمع الذي يشارك فيه رجال ونساء وأطفال من مختلف مدن الضفة الغربية كل بزيه الخاص محاولة لإيصال رسالة للعالم بأن هذا "تراثنا وتقليدنا وملكنا وحدنا كفلسطينيين".
ويجري تنظيم التجمع للعام السادس على التوالي تحت شعار "البس زيك مين زيك " في إطار احتفال الفلسطينيون بيوم الزي الفلسطيني الذي جرى اعتماده في 25 يوليو من كل عام بدعم من مؤسسات أهلية.
كما جرى تنظيم معرض فني في غزة حضره عشرات المهتمين بالتراث الفلسطيني عرضت فيه مئات القطع التراثية المرتبطة بالتاريخ الفلسطيني.
وحمل المعرض، الذي تم افتتاحه من قبل الهيئة الفلسطينية للثقافة والفنون والتراث (أهلية)، بالتعاون مع مركز إيوان، وبيت الغصين الأثري الثقافي (غير حكوميين)، اسم "تراثنا هويتنا" ومن المقرر ان يستمر المعرض 5 أيام.
وقال جمال سالم ممثل الهيئة للصحفيين، إن المعرض الذي تشارك فيه 30 سيدة يأتي ضمن "سلسلة أنشطة وطنية تنظّمها الهيئة في إطار اعتبارها عام 2021، للتراث والهوية".
وأضاف سالم، أن المعرض يهدف إلى "تشجيع الإنتاج الوطني وتعريف المجتمع بأعمال السيدات ومشغولاتهن اليدوية وتسويقها محليا، بالإضافة للحفاظ على التراث الفلسطيني من الضياع والسرقة".
وضم المعرض عشرات الزوايا منها "المأكولات الشعبية والمنتجات اليدوية التراثية والمنحوتات الخشبية التي تعبر عن الحضارة الفلسطينية والملابس المطرزة والحقائب النسائية".
وتقول السيدة سهاد صيدم المشاركة في المعرض لـ ((شينخوا))، إن يوم الزي الفلسطيني يمثل فرصة للشعب الفلسطيني "لإحياء التراث الفلسطيني، والتأكيد على تمسك الشعب بالأرض".
وتضيف صيدم، أن الثوب الفلسطيني يروي حكاية الهوية والقضية الفلسطينية والتحديات والظروف التي مرت بها المرأة الفلسطينية على مدار الأعوام السابقة.