تقع صحراء كوبوتشي في مدينة أوردوس بمنطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم في شمالي الصين، هي سابع أكبر صحراء في الصين، حيث تبلغ مساحتها الإجمالية 18600 كيلومتر مربع. كانت فيما مضى مليئة بالرمال الصفراء حتى أنها في بعض الأحيان تبتلع الحقول الخصبة والمنازل. ولكن الآن، قد تم التحكم بثلث مساحة الصحراء، ما شكل مشهدا طبيعيا جديدا حيث يتعايش الإنسان والرمال في وئام تام.
كانت المناطق الداخلية في صحراء كوبوتشي مقفرة وموحشة حتى أطلق عليها "بحر الموت"، حيث ابتلعت الرمال منازل المحليين، ولم تكن لديهم وسائل نقل سوى الإبل حينذاك، حتى أنه في إحدى المرات كانت هناك امرأة حامل تعاني من عسر الولادة وقد ماتت بسبب عدم قدرتها الوصول إلى المستشفى في وقته لأنه حوصرت داخل الصحراء. ما زال هناك العديد من المآسي مثل هذه في الصحراء، التي تدل على تأثيرات الصحراء وأضرارها على حياة المزارعين والرعاة.
التحكم في الرمال هو حلم لأهل كوبوتشي حيث قاموا بمكافحة الأضرار التي جلبتها الرمال بشدة منذ عقود. في إطار سياسة الحكومة السابقة المتمثلة في "توزيع الأراضي المقفرة على العائلات، والمزروعات والأشجار فيها تعود لمن يزرعها ويعتني بها، وحق الملك لها لا يتغير في المدى الطويل وقابل للوراثة". خاض المزيد من الأفراد والعائلات عملية زراعة الأشجار والتحكم في الرمال جيلا بعد جيل، حتى يغيرون أحوال الصحراء القاسية.
وإضافة إلى ذلك، قامت الحكومة المحلية بتعبئة الجماهير وتنظيمهم لبناء الطرق عبر الصحراء، التي قطعت البحر الرملي ووقفت تحرك الكثبان الرملية مما حد من توسع صحراء كوبوتشي بشكل شامل، كما ساعدت المنطقة التخلص من الفقر. ودخل عدد كبير من الشركات والمحلات التجارية الفردية إلى صحراء كوبوتشي للتحكم في الرمال وزراعة الأشجار، وتطوير صناعة الغابات والرمال والاقتصاد الصحراوي. وفي نفس الوقت، تنقل المنتجات الزراعية والحيوانية مثل الأعشاب الطبية ولحوم البقر والضأن من الطرق عبر الصحراء إلى المناطق الأخرى في الصين، ما جلب الفوائد الاقتصادية الكبيرة للمزارعين المحليين.
حققت إدارة صحراء كوبوتشي الفوائد الإيكولوجية والاقتصادية والاجتماعية في نفس الوقت، حتى أعلنت الأمم المتحدة أن صحراء كوبوتشي هي "منطقة تجريبية للاقتصاد البيئي"، وأصبحت معجزة الخضراء المعروفة في الصين وخارجها.