سراييفو 19 مايو 2021 (شينخوا) قال إميل كوفاسيفيتش سفير البوسنة والهرسك السابق لدى الصين إن "البحار الصعبة تصنع بحارة أشد قوة، وقد أثبت الحزب الشيوعي الصيني أنه ملاح ماهر".
أدلى الدبلوماسي السابق بهذه التصريحات خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، تحدث فيها عن تاريخ الحزب الشيوعي الصيني الذي يمتد لقرن من الزمان.
يتولى كوفاسيفيتش الآن منصب الرئيس التنفيذي لأحد البنوك في تيرانا، وكان قد عمل سفيرا للبوسنة والهرسك في الصين في الفترة من 2010 إلى 2013. وقبل ذلك، كان محاضرا في جامعة سراييفو الدولية، حيث قام بتدريس علم الإدارة في كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال. إن خبرته السياسية والاقتصادية الثرية ومراقبته الوثيقة للصين منحته فهما فريدا وعميقا للحزب الشيوعي الصيني.
"إذا ما قارنا المجتمع (الصيني) بجسم الإنسان، فإن المؤسسات الحكومية تمثل الأعضاء والعظام والعضلات، لكن الحزب الشيوعي الصيني يمثل الجهاز العصبي الذي ينسق عمل الوظائف السلسة لجسم الإنسان. إذا لم يكن هناك جهاز عصبي مركزي، فلن يمكن الوصول إلى الإمكانات الكاملة لجسم الإنسان. وإن نجاح الصين اليوم لا يمكن أن يتحقق بدون الدور المحوري لأكثر من 90 مليون عضو في الحزب الشيوعي الصيني"، هكذا قال كوفاسيفيتش في معرض شرح فهمه لدور الحزب الشيوعي الصيني في المجتمع الصيني.
وخلال فترة عمله في الصين التي استمرت ثلاث سنوات، تركت تعاملات كوفاسيفيتش مع العديد من مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني والمسؤولين الحكوميين في نفسه أثرا عميقا.
"لدي شعور قوي بأن الحزب الشيوعي الصيني يمثل أقوى منظمة سياسية في العالم. وقد استمدت هذه القوة من التركيز القوي على الجدارة والقيم الأخلاقية التي تخلق باستمرار مجموعة مختارة من الأفراد الأكفاء الذين يخدمون ويعملون جاهدين معا من أجل ازدهار أمتهم ورفاهها"، حسبما قال السفير السابق.
وذكر "أعتقد أن الكثير من الأحزاب السياسية في جميع أنحاء العالم يمكنها أن تتعلم الكثير من الحزب الشيوعي الصيني فيما يتعلق بكيفية تجنيد وتنظيم وتحفيز أكثر الأفراد كفاءة في بلادهم للمساهمة في الصالح العام".
وفضل كوفاسيفيتش تحليل نجاح الصين من منظور تخصصه في مجال الإدارة. فهو يؤمن إيمانا راسخا بأن دولة عملاقة مثل الصين بحاجة إلى أن تُحكم بطريقة فعالة وكفؤة، وبقدرة على الحكم تكون قوية بما يكفي للتعامل مع العديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي غالبا ما تكون صعبة للغاية.
وأوضح كوفاسيفيتش أن "الهدف الأسمى لأي منظمة سياسية ينبغي أن يكون ازدهار الأمة ورفاه الأفراد. وقد فشلت العديد من المنظمات السياسية في الماضي في القيام بذلك، بيد أن نتائج التحول الاقتصادي الرائع للصين وتحسين نوعية حياة الفرد العادي تشهد على نجاح الحزب الشيوعي الصيني".
في عام 2020، اجتاحت جائحة كوفيد-19 جميع أنحاء العالم. ولكن في العام نفسه، أكملت الصين الهدف التاريخي المتمثل في القضاء على الفقر المدقع، وحققت أهداف الحد من الفقر المنصوص عليها في خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 قبل 10 سنوات من الموعد المحدد، ما قدم مساهمات تاريخية في القضاء على الفقر والتنمية السلمية في جميع أنحاء العالم.
وذكر كوفاسيفيتش إن "الكفاح من أجل القضاء على الفقر هو أعقد نشاط اجتماعي في تاريخ البشرية. وإن تصميم الحزب الشيوعي الصيني على تحقيق هذا الهدف لم تهزه الجائحة".
كما أشاد بدور الصين في المكافحة العالمية للجائحة. وأشار إلى أن "الصين قدمت الكثير من المعدات الطبية واللقاحات والخبرات التي أنقذت الكثير من الأرواح في جميع أنحاء العالم، ويتعين علينا أن نكون ممتنين لحضور الصين في هذا الصدد".
وفيما يتعلق بالحالة السياسية الدولية خلال العقد الماضي، أشار كوفاسيفيتش إلى أنه من المؤسف رؤية بعض الاتجاهات السلبية على الساحة الدولية، بما في ذلك كراهية الأجانب والانعزالية، والتي فتحت بدورها صندوق باندورا للتمييز وانتهاكات حقوق الإنسان.
وقال كوفاسيفيتش "ينبغي أن ندعو إلى مستقبل شامل ومشترك، بغض النظر عن العرق أو العقيدة أو الوضع الاجتماعي. وأعتقد أن الجهود الشاملة التي تبذلها الصين في هذا المجال تمثل صوتا قويا. والصين مستمرة في إرسال إشارات على الاستقرار والمسؤولية إلى العالم".
وذكر"إنني أشيد بقيادة الحزب الشيوعي الصيني وأعضائه على تطورهم غير المسبوق".