القدس 13 يونيو 2021 (شينخوا) تحول نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد وزعيم حزب (يمينا) المتشدد في أشهر قليلة من حليف لسلفه بنيامين نتنياهو، إلى خصم ساهم في إزاحته من المشهد السياسي في إسرائيل.
ولد نفتالي بينيت المعروف بخطابه الديني اليميني القومي المتشدد في عام 1972 في مدينة حيفا شمال إسرائيل، وهو ابن لمهاجرين أمريكيين من كاليفورنيا ويحمل الجنسية الأمريكية، وأب لأربعة أبناء.
ويحمل بينيت درجة البكالوريوس في القانون من الجامعة العبرية في مدينة القدس.
ودخل بينيت مجال السياسة بعد بيع شركته في مجال التكنولوجيا الفائقة بمبلغ 145 مليون دولار أمريكي في عام 2005، حيث أصبح بعدها رئيسا لمكتب بنيامين نتنياهو، الذي كان يشغل وقتها منصب رئيس المعارضة في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست).
وخدم السياسي الملياردير قبل ذلك في وحدة النخبة (سايريت ماتكال)، وكذلك في وحدة (ماجلان).
وفي عام 2010، أصبح بينيت رئيسا لمجلس المستوطنات في الضفة الغربية وغزة "يشع".
وتولى في عام 2012 مسؤولية حزب "البيت اليهودي" اليميني المتشدد، الذي كان يواجه إمكانية خسارة جميع مقاعده في الكنيست، إلا أنه استطاع الفوز في الانتخابات والدخول إلى الكنيست بعد تصريحاته حول الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.
ويتبنى بينيت أيديولوجية واضحة، ويدعم حق إسرائيل فيما يعرف باسم "أرض إسرائيل الكبرى من النهر إلى البحر"، ويؤيد ضم إسرائيل 60 في المائة من أراضي الضفة الغربية.
كما يدعم نفتالي بينيت مشروع القانون الأساس "قانون القومية" الذي يعتبر إسرائيل دولة يهودية، كما أنه ضد منح الحقوق القومية للأقليات مثل العرب في إسرائيل، ويعتبر من أشد المعارضين لقيام دولة فلسطينية.
ومنذ عام 2013 إلى اليوم، تولى بينيت خمس حقائب وزارية، من بينها وزارة الدفاع والاقتصاد والتعليم في عهد حكومة نتنياهو عام 2020.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن نفتالي بينيت بالشراكة مع يائير لابيد، زعيم حزب (يوجد مستقبل) الاتفاق على تشكيل ائتلاف حكومي بعد فشل نتنياهو في ذلك بعد أربع جولات انتخابية في غضون عامين كان أخرها في 23 مارس الماضي.
وفي أعقاب ذلك، تعرض بينيت لهجوم حاد من كتلة اليمين، وعلى رأسها نتنياهو، الذي وصفه بأنه باع النقب لمنصور عباس، فيما رد عليه بينيت، قائلا إن الحكومة الحالية ستكون "يمينية" أكثر من الحكومة السابقة.
وخلال الانتخابات الأخيرة حصل حزبه يمينا على ستة مقاعد.
وأدى بينيت الليلة اليمين الدستورية بصفته رئيس الوزراء الثالث عشر لدولة إسرائيل، لينهي بذلك حقبة نتنياهو أطول رئيس وزراء حكما في تاريخ إسرائيل.
ويشغل نتنياهو منصب رئيس الوزراء منذ عام 2009، ويحاكم في ثلاث قضايا فساد منفصلة، وهي الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
وخلال الانتخابات الأخيرة، تعهد بينيت بعدم الجلوس في حكومة مع العرب أو اليسار، إلا أنه في الأخير شكل حكومة مع لابيد، ومع منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة.
وفي خطابه أمام الهيئة العامة للكنيست قبيل تنصيب الحكومة الجديدة، قال بينيت إن الحكومة الإسرائيلية تحت قيادته "ستعمل جاهدة للتوصل إلى حلول عملية حقيقية لمشاكل دولة إسرائيل الحقيقية".
وقال الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية إن بينيت "ليس لديه ما يخسره، فهو يضع اسمه إما في حلقة منسية أو في قائمة التاريخ" .