بكين 13 مايو 2021 (شينخوا) في صباح اليوم الباكر، اصطف مسلمون من أنحاء المدينة أمام مسجد الصحابي أبي وقاص في قوانغتشو حاضرة مقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين، مستعدين للاحتفال بعيد الفطر السعيد.
ويرجع تاريخ المسجد المذكور إلى عهد أسرة تانغ الامبراطورية ( 618 -907 ميلادية)، حيث يغطي مساحة 25 ألف متر مربع، باعتباره أكبر مسجد في جنوبي الصين. ويستقبل حوالي ألف مسلم للقيام بصلواتهم كل يوم جمعة حاليا.
وبعد عرض رموز الحجز المسبق وقياس درجة حرارة الجسم، يمكن للمسلمين أن يدخلوا إلى المسجد ليجدوا مواقعهم المخصصة للصلاة عبر مسح رموز الاستجابة السريعة (كيو آر) بواسطة الهواتف المحمولة.
وحول ذلك؛ قال وانغ ون جيه، رئيس الجمعية الإسلامية في مدينة قوانغتشو، إن ذلك يعتبر أحد الإجراءات التي تتخذها المدينة لضمان الاحتفال بعيد الفطر بشكل سلس، مضيفا أن السلطة تطلب من جميع المؤمنين ارتداء الكمامات خلال أداء الصلاة والاحتفاظ بمسافة تبلغ متراً واحداً.
وبسبب ظروف وباء كوفيد-19، أغلقت المساجد في مدينة قوانغتشو العام الماضي كإجراء وقائي لمنع احتمالات انتشار العدوى، بينما لم تعقد فعاليات احتفالية لعيد الفطر بشكل مركز. وأردف وانغ أن القيام بهذه الفعاليات في العيد يرجع إلى الجهود والتدابير الصينية الفعالة للوقاية والسيطرة على الوباء، الأمر الذي يخلق بيئة سليمة للاحتفال بعيد الفطر، كما يبرز احترام الصين للحرية الدينية وفهمها، والسعي لضمان حياة دينية للمسلمين.
ولاحظ مراسلو شينخوا تركيب سقيفة تقي من المطر خارج قاعة الصلاة، ما يوفر فضاء أكبر وبيئة أكثر راحة للمصلين.
وبجانب مسجد الصحابي أبي وقاص، أقامت ثلاثة مساجد أخرى وهي هوايشنغ وهوبان ودونغيينغ مع ثلاثة مواقع مؤقتة للصلاة في المدينة فعاليات احتفالية لعيد الفطر، وسط اجراءات الوقاية والسيطرة على الوباء، حيث استقبلت قرابة 6000 مصلٍ في عيد الفطر.
وحضر رشيد أحمد من البنغال إلى مسجد الصحابي أبي وقاص في الساعة السادسة والنصف صباحا، وقال إنه مسرور جدا للاحتفال بعيد الفطر في المسجد، معبراً عن شكره لجهود الصين للوقاية والسيطرة على الوباء وضمان قيام الفعاليات الاحتفالية لعيد الفطر، الأمر الذي يوفر للمسلمين التمتع بحياتهم الدينية بشكل أفضل ويخلق جوا جيدا للعيد.
وبدوره قال حسين علي دارفيشي موتيفالي رئيس القنصلية الإيرانية في قوانغتشو إنه يشكر الحكومة الصينية لتوفير مواقع مناسبة للصلاة في هذا العيد الكريم، في الوقت الذي تمنع فيه العديد من الدول التجمعات الكبيرة لتجنب مخاطر انتشار الوباء.
وقام علي بابي من مالي بعمل التطوع في مسجد الصحابي أبي وقاص، مشيراً إلى تشابه الجو الاحتفالي في الصين مع نظيره في مسقط رأسه، وقال: "بعد الإنتهاء من عملي هنا، سأتناول الطعام مع أسرتي وأجتمع مع أقربائي وأصدقائي. "