تقرير: عدة دول لا تستطيع انتاج اللقاح بسبب احتكار أمريكا للمواد الأولية

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2021:05:11.15:41

11 مايو 2021/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أعلنت إدارة بايدن في 5 مايو الجاري، أنها تدعم إلغاء حماية براءات الاختراع للقاح كوفيد-19. ويقول المؤيدون لهذا القرار، أن هذه الخطوة ستسمح للدول الأخرى أيضا بإنتاج لقاحات ضد كوفيد-19، مما سيسرع تقدم عملية التطعيم العالمي. لكن وكالة رويترز أشارت في الثامن من الشهر الحالي إلى أن هذه الخطوة لن تحلّ مشكلة أخرى ملحة بنفس القدر، وهي عدم استعداد الولايات المتحدة لتصدير المواد الخام للقاحات ومعدات الإنتاج. وهو ما يجعل العديد من مصنعي اللقاحات حول العالم يواجهون نقصًا في المواد المتعلقة باللقاحات، مما يؤدي إلى تفاقم التوزيع غير المتكافئ للقاحات العالمية ويعيق جهود مكافحة الوباء.

وتقول تقارير بأن الولايات المتحدة تمارس "الاحتكار" في المواد الخام للقاحات التي تحتاجها الدول الأخرى بشكل عاجل. قبل ذلك، كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد قد طبّق في ابريل من العام الماضي "قانون الإنتاج الدفاعي الوطني" لتقييد صادرات المواد الخام لإنتاج اللقاحات. مع إعطاء الأولوية للحكومة الأمريكية في شراء لقاح كوفيد -19، المنتج في الولايات المتحدة وغيرها من الضروريات المضادة للوباء. ولايزال هذا الحظر ساريا حتى يومنا هذا.

غير أن المسؤولين الأمريكيين حاولوا التقليل من تأثير "قانون الانتاج الدفاعي الوطني" على عملية إنتاج اللقاح في العالم. حيث قال مسؤول كبير في إدارة بايدن، طلب عدم ذكر اسمه، مؤخرًا إن الولايات المتحدة لم تحظر صراحة الصادرات وإن الموردين سيواصلون شحن المنتجات إلى الخارج بعد إعطاء الأولوية لمصنعي اللقاحات داخل الولايات المتحدة. وأضاف نفس المسؤول إن مصدر المشكلة ليس "قانون الإنتاج الدفاعي الوطني"، بل ارتفاع الطلب العالمي.

وقالت وكالة رويترز أن قانون الانتاج الدفاعي الوطني يضمن حصول الأمريكيين على اللقاحات بشكل موثوق. ووفقًا للبيانات الصادرة عن جامعة أكسفورد، فقد تلقى حوالي 45٪ من الأمريكيين جرعة واحدة على الأقل من لقاح كوفيد-19. مع ذلك، فإن عشرات البلدان في العالم، مثل جنوب إفريقيا، وغواتيمالا، وتايلاند وغيرها من الدول، لا يزال معدل التطعيم فيها أقل من 1٪.

في الوقت الحاضر، تنتج العديد من الدول حول العالم مواد أولية ومعدات متعلقة باللقاح، بما في ذلك الصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها من الدول. لكن المقرّات الرئيسية لبعض موردي المواد الخام، مثل تيرمو فيشر، وشركات بال وسيتيفيا التابعتان لدانر، تقع في الولايات المتحدة.

وخلال الآونة الأخيرة، اتصل العديد من مصنعي اللقاحات حول العالم بالولايات المتحدة وعبروا عن إنتقادهم لقانون الإنتاج الدفاعي الوطني. حيث وجه الرئيس التنفيذي لمعهد سيروم الهندي آدار بوناوالا في تغريدة على تويتر في 16 افريل الماضي، نداء إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن بإسم مصنعي اللقاحات خارج أمريكا، لرفع الحظر على تصدير المواد الخام الخاصة باللقاح من الولايات المتحدة.

يُذكر أن معهد سيروم الهندي يخطط لإنتاج مليار جرعة من لقاح نوفاكس الأمريكي في غضون عام بدءًا من شهر مايو، ولكن في حال عدم الحصول على المواد الأولية من أمريكا، سيتم تقليل كمية الإنتاج بأكثر من النصف.

وتجدر الإشارة إلى أن معهد سيروم الهندي هو أكبر موردي خطة كوفاكس، التي تعد آلية اقتناء عالمية للقاحات كوفيد-19. وقد وعدت هذه الخطة في البداية بتوفير ما لا يقل عن ملياري جرعة من لقاح كوفيد-19 للدول منخفضة ومتوسطة الدخل. كما يتولى المعهد المذكور مهمة انتاج لقاح كوفيشيلد الذي تم تطويره بالاشتراك بين أسترازينيكا وجامعة أكسفورد، لفائدة المملكة المتحدة وكندا والمملكة العربية السعودية وغيرها من الدول.

لم يكن الوضع الذي واجهه معهد سيروم الهندي استثناءا، فقد ذكرت شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية "كيور فاك" أيضًا أنها لم تتمكن من الحصول على المواد الأولية اللازمة للقاح من الولايات المتحدة.

وفي جنوب افريقيا يعتمد معهد بيوفاك للأبحاث بشكل رئيسي على أكياس المفاعلات الحيوية التي تنتجها الشركات الأمريكية لزراعة الخلايا. وقد حذر المورد الأمريكي للمعهد الجنوب إفريقي، من قانون الإنتاج الدفاعي الوطني، قد يتسبب في تأخير موعد تسليم المواد الأولية بأكثر من 14 شهرا.

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية أن الموردين والإدارات ذات الصلة قد لاحظت خلال الشهرين الماضيين تناقص حجم العرض لمئات المكونات اللازمة لإنتاج اللقاحات. بما في ذلك القوارير الزجاجية المستخدمة في نقل المواد الخام وحاويات التصنيع وغيرها من المكونات. ويجمع الرأي العام الدولي في الوقت الحاضر، على أن التداول الحر للمواد الخام والمعدات الخاصة باللقاحات لديه أهمية قصوى في تسريع عملية التطعيم والسيطرة على انتشار الوباء.