تقرير إخباري: انتشار الشائعات حول تأثيرات لقاح كورونا باليمن تتسبب في تدني الإقبال على التطعيم

عدن، اليمن 7 مايو 2021 (شينخوا) تنتشر الشائعات في الأوساط اليمنية عن مخاطر وتأثيرات لقاح مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيذ- 19) الأمر الذي أدى إلى تدني الإقبال على أخذ اللقاح.

وبدأت الحكومة اليمنية بدعم من منظمات دولية حملة تطعيم للقاح كورونا (كوفيد-19) قبل نحو شهر في مناطق سيطرة الحكومة، إلا أن الإقبال على أخذ اللقاحات ضعيف للغاية.

ودشنت وزارة الصحة اليمنية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في 20 أبريل الماضي حملة التلقيح ضد مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في البلاد.

وجاء تدشين حملة التلقيح بعد أن تسلم اليمن نهاية مارس الماضي أول شحنة من اللقاحات المضادة للمرض، وتضمنت 360 ألف جرعة من منظومة (كوفاكس)، وهي عبارة عن شراكة بين الائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة (CEPI)، والتحالف العالمي من أجل اللقاحات (غافي) ومنظمة الصحة العالمية.

وبحسب إحصاء رسمي، فان عدد من تلقى اللقاح منذ بدء حملة التقليح قبل نحو شهر لم يتجاوز 19 ألف شخص.

وقال وكيل وزارة الصحة اليمنية الدكتور علي الوليدي اليوم (الجمعة) إن عدد الحاصلين على لقاح فيروس كورونا من الكوادر الطبية وكبار السن في المحافظات المحررة (خاضعة لسيطرة الحكومة) بلغ أكثر من 18 ألفا و555 شخصا.

وأوضح الوليدي لوكالة "سبأ" الرسمية، التي تديرها الحكومة، أنه تم تحصين 7 آلاف و756 صحيا و6 آلاف و745 من كبار السن و4 آلاف من ذوي الأمراض المزمنة في 57 مديرية في المناطق المحررة.

وأكد الوليدي "استمرار التحصين الروتيني لـ "كوفيد 19" بعد أجازة عيد الفطر المبارك من خلال 8 مراكز رئيسية في العاصمة المؤقتة عدن والمراكز الرئيسية بالمديريات لبقية المحافظات فيما سيتم إضافة مواقع تحصين جديدة وبحسب آلية كل محافظة".

وأشار المسؤول في وزارة الصحة اليمنية إلى أن الوزارة سلمت اليوم لمنظمة الصحة العالمية 10 آلاف جرعة لقاح ضد "كوفيد 19" لنقلها إلى صنعاء لتطعيم العاملين الصحيين في المحافظات الشمالية.

وكانت قد أعلنت وزارة الصحة اليمنية في 24 ابريل الماضي، أن جماعة الحوثي رفضت تسلم لقاح كورونا وإدخاله إلى مناطق سيطرتهم، بما في ذلك الجرعات الخاصة بالكادر الطبي.

وعلى الرغم من مرور نحو شهر على بدء تدشين حملة التلقيح ضد كورونا، في مناطق سيطرة الحكومة فإن نسبة الإقبال على أخذ اللقاح متدنية.

وأرجعت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا في اليمن ضعف الإقبال على أخذ اللقاح إلى الشائعات.

وقالت المتحدثة الرسمية للجنة الحكومية، الدكتورة إشراق السباعي، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الإقبال على أخذ اللقاح ما زال ضعيفا، بسبب الشائعات المحلية والعالمية.

وعن تعامل الوزارة مع هذه الإشكالية، أكدت إشراق السباعي أنه سيتم التغلب عليها من خلال التوعية المتواصلة.

وأشارت المسؤولة اليمنية، إلى أن اليمن تسلم الشحنة الأولى من اللقاح في مارس الماضي، وأن الترتيبات جارية لاستقبال الشحنة الثانية.

وقال وزير الصحة اليمني الدكتور قاسم بحيبح، إن "اللقاح هو الحل، وهو متاح اليوم في متناول أيديكم فلماذا التردد والخوف فكل أعراضه الجانبية أو النادرة لا يمكن مقارنتها مع مضاعفات وكوارث كورونا".

وأضاف في تصريحات سابقة، " عالميا يبدو أنه ستكون هناك سياسة جديدة حول أستخدام الكمامات في الأماكن العامة واتجاه تدريجي لرفعها عن الذين أخذوا لقاح "كوفيد 19" كون لديهم مناعة أفضل من غير المطعمين".

وأكد الوزير اليمني أن "اللقاح سيكون شرط إجباري للسفر للخارج في كثير من الدول وأيضا للراغبين بالحج والعمرة فعلى الراغبين بالتلقيح المبادرة بأخذ اللقاح".

وتنتشر شائعات في اليمن أن لقاحات كورونا تسبب تجلطات في الدم، وتؤثر على الخصوبة، وأخرى تتحدث عن أن اللقاح يعمل على إعادة الهندسة الجينية ويغير الحمض النووي، إضافة إلى التأثيرات والأعراض الجانبية المباشرة للقاح.

وقال الصحفي اليمني طه صالح، وهو من ضمن من تلقوا اللقاح في محافظة تعز إنه يعمل على متابعة التغطية الأخبارية لمرض كورونا في تعز ويزور مراكز العزل، وأن حصوله على اللقاح كان بمثابة الفرصة الثمينة للوقاية من المرض.

وأضاف طه صالح لوكالة أنباء ((شينخوا))، بعد تلقي اللقاح كانت هناك أعراض بسيطة في اليوم الأول تمثلت في ارتفاع بسيط في درجة الحرارة، لكنها سرعان ما انتهت باستخدام الكمادات والآن أشعر بالارتياح الكبير وبالأمان.

ونصح المواطنين بأخذ اللقاح والابتعاد عن الشائعات التي لا أساس علمي لها.

وتواجه اليمن موجة ثانية من تفشي مرض كورونا في حين يواجه القطاع الصحي في هذا البلد ضغطا كبيرا، نتيجة استمرار النزاع الدموي منذ أواخر 2014، وخروج نصف المرافق الطبية عن الخدمة.

وأعلنت اللجنة الحكومية لمواجهة كورونا في اليمن اليوم (الجمعة) أن إجمالي عدد حالات الإصابة في مناطق سيطرتها ارتفع إلى 6446 حالة إصابة، منها 1269 حالة وفاة و 2978 حالة تعاف.