人民网 2021:05:08.15:19:08
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

ثالث الجرائم الخمس الفظيعة لانتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة:افتعال المشاكل في الدول الأخرى وجعلها تعاني من اضطرابات كبيرة

2021:05:08.13:18    حجم الخط    اطبع

أعلن الرئيس الأمريكي بايدن مؤخرًا أنه سيسحب القوات الأمريكية المتبقية من أفغانستان قبل يوم 11 سبتمبر من هذا العام، مُنهيًا بذلك أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة. أسفرت الحرب الأفغانية التي استمرت 20 عامًا عن مقتل ما لا يقل عن 2500 جندي أمريكي ومقتل أكثر من 30 ألف مدني أفغاني في الحرب وإصابة أكثر من 60 ألفًا وتشريد نحو 11 مليون لاجئا. دخل الجيش الأمريكي أفغانستان باسم مكافحة الإرهاب، لكنه ترك فوضى عارمة وانسحب بهدوء. لقد شنت الولايات المتحدة حروبا في العراق وسوريا وأفغانستان، بالإضافة إلى حروب خارجية أخرى تحت ستار الأخلاق والعدالة، وخلقت سلسلة من المآسي الإنسانية التي تسببت في الفوضى العارمة وجلبت معاناة لا نهاية لها للسكان المحليين.

أشار الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في أبريل 2019 إلى أن الولايات المتحدة هي أكثر دولة شنت حروبا في تاريخ العالم. خلال 242 عامًا منذ تأسيسها، لم تدخل الولايات المتحدة في حرب إلا لمدة 16 عامًا فقط. حيث إن التدخل الأجنبي يمر عبر كامل سياساتها الخارجية. خلال الأيام الأولى لتأسيسها ولاستحواذها على أراضي الغرب الأمريكي، شن المستعمرون البيض إبادة جماعية وحشية ضد قبائل الهنود الحمر ودفعها للعيش في محميات نائية ومقفرة. في القرن التاسع عشر طرحت الولايات المتحدة "مبدأ مونرو" وأدرجت كامل الأراضي الأمريكية علانية مجالا لنفوذها ولعمليات الدمج والتوسع على نطاق واسع. خلال الحرب الباردة تورطت الولايات المتحدة من ناحية بشكل مباشر في الحرب الكورية وحرب فيتنام، ومن ناحية أخرى انخرطت في حروب بالوكالة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية ردًا على ما يسمى بالتهديد الشيوعي ولمهاجمة حكومات الدول الأجنبية المعادية لها. بعد انتهاء الحرب الباردة وصل التدخل الأجنبي الأمريكي أيضًا إلى مستوى جديد. كما أشار الباحث الأمريكي في العلاقات الدولية روبرت كيوهان في كتابه "بعد الهيمنة: التعاون والنزاعات في الاقتصاد السياسي العالمي"، "منذ أحداث 11 سبتمبر دخلنا حقبة جديدة تتميز باستخدام الولايات المتحدة النشط لقوتها السياسية والعسكرية غير المسبوقة".

إن الدماء التي سالت بسبب الحروب الأمريكية أكبر من أن تُسجل، حتى أن صحيفة "انترسبت" الأمريكية سجلت واحدة من مثل هذه الحالات. في الساعة 1 من صباح يوم 29 يناير 2017، داهمت قوات البحرية الأمريكية قرية نائية في محافظة البيضاء باليمن تحت غطاء مروحيات مسلحة. لكن على سفح التل تعرض فريق العمليات الخاصة الأمريكي إلى هجوم مضاد من قِبل المقاومين. مما تسبب في حالة من الذعر لدى القوات الأمريكية فما كان من طائراتهم العسكرية إلا أن قصفت القرية بأكملها وهاجمت عشرات المباني وهدمت المنازل الحجرية التي ينام فيها الناس. وقد تسببت هذه العملية في قتل ما لا يقل عن 6 نساء و 10 أطفال دون سن 13 بالإضافة إلى نفوق أكثر من 120 رأس من الماشية.

وأوضح البنتاغون في وقت لاحق أن الغارة كانت لاعتقال أو قتل قاسم الريمي، زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. هذه القضية ليست سوى مثال لحالات لا حصر لها من "القصف غير المتعمد" و "وقوع جرحى أبرياء" في السنوات العشرين منذ أن بدأت الولايات المتحدة الحرب على الإرهاب. وأشارت مجلة "ناشيونال" الأمريكية إلى أن القوات الأمريكية الخاصة اتُهمت في السنوات الأخيرة بارتكاب مجازر وقتل وإساءة معاملة السجناء واغتصاب أطفال واعتداءات جنسية وتهريب المخدرات وسرقة ممتلكات حكومية. ومع ذلك لا يوجد من يتحمل مسؤولية إعطاء هذه الأوامر.

الولايات المتحدة مهووسة بالتدخل الأجنبي وتصدير نظامها المؤسسي، الأمر الذي أغرق العديد من البلدان التي كانت مسالمة في الأصل في اضطرابات مستمرة. في الشرق الأوسط استخدمت الولايات المتحدة القوة لكسر التوازن الإقليمي الأصلي. فقد أصبحت البلدان التي كانت مستقرة في السابق مثل العراق وسوريا بؤرًا لتكاثر الإرهاب. وقد نما تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف وجلب مخاطر خفية كبيرة للسلام والأمن العالميين. في بعض بلدان رابطة الدول المستقلة أنشأت الولايات المتحدة منظمات غير حكومية باسم "التحول الديمقراطي" وأقامت قوى مناهضة للحكومة ونفذت عمليات تسلل سياسي طويل الأمد وجندت منظمات طلابية شابة متطرفة باعتبارها طليعة لإطلاق ثورات ملونة وفرض سياسة الشوارع، التي أدت إلى تمزيق داخلي لهذه الدول المعنية وسقوطها في فوضى الاقتتال الداخلي طويل الأمد. وجد البحث حول مشروع "تكلفة الحرب" لمعهد واتسون للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون في الولايات المتحدة أن الحرب على الإرهاب التي استمرت من عام 2001 حتى الآن أدت إلى مقتل أكثر من 800 ألف شخص بسبب الحرب المباشرة، بما في ذلك حوالي 335 ألف مدني. كما تسببت هذه الحروب في نزوح حوالي 21 مليون شخص في أفغانستان والعراق وباكستان وسوريا أو أجبرتهم على العيش في ظروف قاسية للغاية.

من يتسبب في إشعال الحرائق لابد أن يكتوي بنارها. لقد أشارت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية إلى أن "سعي الولايات المتحدة للهيمنة جلب لها المزيد من المعارضين والأعداء، كما أفسد نظامها السياسي أيضا، مما أدى إلى مزيد من الانقسام وكراهية الأجانب في الولايات المتحدة".

العالم ثري وملون، لكن بعض السياسيين الأمريكيين لا يمكنهم رؤية ذلك. حيث إنهم لا يهتمون إلا بالنظريات التي عفا عليها الزمن وبالألعاب ذات المعادلة الصفرية وسيادة الهيمنة والتفوق العرقي وصراع الحضارات إلى غير ذلك من النظريات وفرض سياسة العصا الغليظة والعمل بمقولة لا أُريكم إلا ما أرى. لقد أدت الاضطرابات التي صدرتها الولايات المتحدة إلى الخراب والدمار في العديد من البلدان والمناطق ودمرت حياة الناس وشرّدت عددًا لا يحصى من العائلات. وإذا كان هذا ما تتشدق به الولايات المتحدة حول "حقوق الإنسان" ، فهذا أمر مخيف للغاية. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×