بيروت 11 أبريل 2021 (شينخوا) اتهمت قيادات روحية لبنانية اليوم (الأحد) المسؤولين في البلاد بإدخال البلاد في خطر داهم وحالة الانهيار الشامل وبالتشبث بمناصبهم وبمصائر المواطنين منتقدة عرقلتهم تشكيل الحكومة ومطالبتهم بالإقلاع عن خدمة مصالحهم الشخصية.
وقد اتهم مفتي لبنان للطائفة السنية الشيخ عبد اللطيف دريان، في كلمة متلفزة بمناسبة حلول شهر رمضان ، "أياد خبيثة" تعرقل الجهود العربية الشقيقة لتأليف الحكومة وتعمل على إفشال المبادرة الفرنسية حول الحكومة.
وتدعو المبادرة الفرنسية التي كان قد أطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون من بيروت عقب يومين من كارثة انفجار مرفأ بيروت في أغسطس الماضي، إلى تشكيل حكومة من اختصاصيين غير حزبيين.
وقال إن "البلاد ضحية الاستئثار والانهيار والارتهان للمحاور والتدمير المتعمد للمؤسسات" وأن الأزمات يختلط فيها الاقتصادي بالمالي والمعيشي والصحي والوبائي والسياسي والاجتماعي.
ولفت إلى انهيار النظام المصرفي وقال إنه "أصبح أداة بيد المسيطرين، ووسيلة لاستلاب أموال المودعين، لصالح نظام الفاسدين".
وتوجه إلى معرقلي تشكيل الحكومة بالقول "كفاكم تعنتا واستكبارا وتصلبا وتزويرا وخرقا للدستور".
ووجه نداء "الرجاء والاستغاثة والأمل إلى الاخوة العرب"و"لا تنسونا في الشدائد (..) فلا تتخلوا عنا ولا تتركوا الشعب في ضياعه، كي لا يكون فريسة سهلة لمن يريد بلبنان واللبنانيين شرا".
بدوره بطريرك الكنيسة المارونية الكاردينال بشارة الراعي قال إن المسؤولين السياسيين اللبنانيين "يعرقلون تشكيل الحكومة الجديدة لغايات خاصة في نفوسهم فالتقوا على مصلحة مشتركة هي التعطيل، وتركيع الشعب من دون سبب، بتجويعه وإذلاله وإفقاره".
وشدد في كلمة خلال عظة وجهها اليوم على أن تأليف الحكومة هو أولوية الأولويات في الوقت الراهن وأنه مفتاح الحل لمعالجة الأزمات ووقف الانهيار الاقتصادي المتفاقم الذي يشهده لبنان.
وحض المسؤولين السياسيين على تشكيل الحكومة و"الكف عن التعطيل من خلال اختلاق أعراف ميثاقية واجتهادات دستورية وصلاحيات مجازية وشروط عبثية، وكل ذلك لتغطية العقدة الأم وهي أن البعض قدم لبنان رهينة في الصراع الإقليمي/الدولي".
من جانبه خاطب رئيس أساقفة بيروت المطران بولس عبد الساتر في عظة القاها اليوم المسؤولين أن يرحموا الشعب اللبناني وعدم الاستغراق في الأنانية وحب التملك والتسلط.
ويواجه لبنان شغورا حكوميا منذ أغسطس الماضي بسبب خلافات المسؤولين على حصصهم الوزارية وشكل وطبيعة الحكومة العتيدة.
ويرافق الشغور الحكومي سلسلة أزمات اقتصادية ومعيشية وصحية متشابكة أدت لارتفاع معدل الفقر إلى أكثر من 50 في المئة وإلى تفاقم البطالة والتضخم وانهيار العملة المحلية وتآكل القدرة الشرائية والمدخرات ووقف المصارف لسحوبات الودائع بالدولار الأمريكي وتقييدها بالعملة المحلية.