تقرير إخباري: تعليق الملاحة بقناة السويس والشركة المالكة للسفينة الجانحة تعتذر

القاهرة 25 مارس 2021 (شينخوا) أعلنت هيئة قناة السويس المصرية، اليوم (الخميس) تعليق حركة الملاحة بالقناة لحين الانتهاء من تعويم سفينة حاويات عملاقة جنحت بالممر الملاحي، فيما اعتذرت الشركة المالكة للسفينة عن الحادث، الذي أربك حركة التجارة.

وقال رئيس الهيئة الفريق أسامة ربيع، في بيان إنه تقرر"تعليق حركة الملاحة بالقناة مؤقتا، لحين الانتهاء من أعمال تعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة EVER GIVEN الجانحة بالكيلو متر 151 ترقيم قناة".

وأضاف ربيع أن "حركة الملاحة بالقناة شهدت أمس الأربعاء عبور 13 سفينة من بورسعيد، ضمن قافلة الشمال، وكان من المستهدف إكمال مسيرتها في القناة وفقا للتوقعات الخاصة بانتهاء إجراءات تعويم السفينة الجانحة، إلا أنه مع تواصل أعمال تعويم السفينة كان لا بد من التحرك وفق السيناريو البديل بالانتظار بمنطقة البحيرات الكبرى لحين استئناف حركة الملاحة بشكل كامل بعد تعويم السفينة".

وأوضح أن وحدات الإنقاذ وقاطرات هيئة قناة السويس تواصل جهودها لإنقاذ وتعويم سفينة الحاويات، التي جنحت خلال عبورها قناة السويس ضمن قافلة الجنوب في رحلتها المتجهة إلى روتردام بهولندا.

ويعود حادث جنوح السفينة البنمية بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية، جراء مرور البلاد بعاصفة ترابية، بلغت معها سرعة الرياح 40 عقدة، مما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها، بحسب بيان سابق للهيئة.

وفور وقوع الحادث، شكلت هيئة قناة السويس لجنة إدارة الأزمات بقيادة رئيسها أسامة ربيع، لحل الأزمة.

وعقدت اللجنة اليوم اجتماعا مع شركة (SMIT ) الهولندية، التي تعد إحدى كبريات الشركات العالمية المتخصصة في مجال الإنقاذ البحري، والتي أشادت بالإجراءات التي اتخذتها الهيئة لتعويم السفينة الجانحة.

وتقرر أن "تقوم شركة SMIT الهولندية بتقديم الاستشارات الفنية الخاصة بإجراءات تعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة EVER GIVEN للهيئة، على أن يتم التعامل من خلال الوحدات البحرية الخاصة بالهيئة، وفقا لبيان ثان لقناة السويس.

وناقش الاجتماع، السيناريوهات المقترحة لتعويم السفينة، بما في ذلك إمكانية القيام بأعمال التكريك بمحيط السفينة من خلال كراكات الهيئة.

وأوضح البيان أنه "يجرى العمل حالياً على القيام بأعمال التكريك بمحيط السفينة بواسطة كراكتين من كراكات الهيئة، هما الكراكة (مشهور) والكراكة (العاشر من رمضان)، فضلا عن تسهيل عملية التعويم بإزالة الرمال المحتجزة عند مقدمة السفينة من خلال أربعة حفارات أرضية".

وشملت جهود التعويم، أيضا القيام بأعمال الشد والدفع للسفينة بواسطة تسع قاطرات عملاقة، في مقدمتهم القاطرتين (بركة 1) و(عزت عادل) بقوة شد 160 طنا لكل منهما.

وعقب انتهاء الاجتماع، بدأت بالفعل أعمال التكريك بمنطقة جنوح السفينة من أجل إزالة الرمال المحيطة بمقدمة السفينة بكميات تتراوح بين 15 إلى 20 ألف متر مكعب من الرمال، للوصول للغاطس الملائم لتعويمها، والذي يتراوح بين 12 إلى 16 مترا.

وأكد ربيع أن "أعمال التكريك تتم وفقا لأعلى معايير الأمان البحري، بمراعاة عدة محددات أبرزها طبيعة التربة، ووجود التكسيات، والمسافة الآمنة بين الكراكة والسفينة"، وشدد على "ثقته في قدرة رجال هيئة قناة السويس في تعويم السفينة في أقرب وقت ممكن".

ويبلغ طول سفينة الحاويات الجانحة 400 متر، وعرضها 59 مترا، فيما تقدر حمولتها الإجمالية بـ 224 ألف طن، وهي مملوكة لشركة شركة (شوي كيسن) اليابانية.

واعتذرت الشركة اليابانية في بيان على موقعها الإلكتروني، عن الحادث الذي "تسبب في قلق كبير" لحركة الملاحة.

وقالت "نحاول السيطرة على الموقف بالتعاون مع السلطات المحلية.. لكن الموقف في غاية الصعوبة"، قبل أن تضيف "سنستمر في بذل قصاري جهدنا والعمل على حل الموقف".

بينما دعت شركة (إيفر جرين) المستأجرة للسفينة الجانحة، الشركة المالكة إلى "التحقيق في سبب الحادث، والعمل عن كثب مع هيئة قناة السويس والسلطات المعنية لتعويم السفينة المتعثرة بأقصى سرعة ممكنة".

وجنحت السفينة في منطقة لا يوجد بها ازدواج للمجرى الملاحي، ما أدى إلى توقف الملاحة في قناة السويس.

ويبلغ متوسط الدخل اليومي للقناة 15 مليون دولار، وتشهد عبور حوالي 50 سفينة يوميا، حسبما صرح مسؤول مصري، فضل حجب هويته، لوكالة أنباء (ِشينخوا).

وحققت القناة خلال العام 2020 ثالث أعلى إيراد سنوي في تاريخها بمقدار 5.6 مليار دولار، وذلك بعد عبور 1.2 مليار طن، وهو ما يمثل ثاني أعلى حمولة سنوية.

وتعد قناة السويس شريانا رئيسيا لحركة التجارة العالمية المنقولة بحرا، حيث يعبر من خلالها 8.3% من إجمالي حركة التجارة العالمية، ونحو 25% من إجمالي حركة البضائع المُحواه عالميا، و100% من إجمالي تجارة الحاويات المنقولة بحرا بين آسيا وأوروبا، حسب بيانات سابقة لهيئة القناة.

وتستطيع القناة كذلك استيعاب 100% من الأسطول العالمي لسفن الحاويات، و92.8% من أسطول سفن الصب الجاف، ونحو 61.9% من ناقلات البترول ومنتجاته، و100% من باقي أنواع الأسطول الأخرى.