سوما، اليابان 16 فبراير 2021 (شينخوا) بعد ثلاثة أيام من وقوع زلزال بقوة 7.3 درجة قبالة مقاطعة فوكوشيما اليابانية، ما زال العديد من أبناء الجالية الصينية المقيمين هناك، يشعرون بذلك الموقف الصعب الذي وقع يوم السبت.
وتذكروا هذا الزلزال الأخير، وزلزال 2011 المدمر وتسونامي الذي تلاه، وهم يعززون الأمل بألا تتكرر مثل هذه التجارب المؤلمة، وأن يواجهوا المستقبل بشجاعة.
تشي لاي، صينية تبلغ من العمر 55 عاما، تعيش في محافظة فوكوشيما منذ عام 2008. بعد ذلك الزلزال القوي الذي بلغت قوته 9 درجات، وأدى إلى مصرع أكثر من 15000 شخص وتسبب في انهيار المفاعل النووي في فوكوشيما، في عام 2011، ظلت هي وعائلتها تعيش في مأوى حكومي محلي لسبع سنوات، وانتقلت لاحقا إلى مدينة نيهونماتسو في المحافظة الشمالية الشرقية.
قالت تشي لـ((شينخوا)) "كنت أنظر إلى هاتفي المحمول عندما ضرب الزلزال القوي فجأة. أردت النهوض والركض، لكنني لم أستطع الوقوف، لذلك جلست على الأرض".
وأضافت "كان قلبي يخفق بسرعة لأن ابنتي وصهري ما زالا في الطابق العلوي. كنت أخشى أن ينهار المنزل. وكنت أتساءل لماذا لا يتوقف الزلزال".
كان منزلها على أرض مرتفعة وعمره أكثر من 20 عاما، لذلك تعرض لأضرار بالغة في الزلزال. تشققت بعض عوارض وجدران المنزل، وانهارت جميع الخزائن، وكان المنزل في حالة من الفوضى.
تتذكر تشي فتقول "لقد توقف الزلزال، لكن ساقاي لا تزالان ترتعشان. وبعدها، أمسك صهري بيدي وخرجنا ببطء من المنزل"، و"شعرت بخوف شديد خلال زلزال 2011، وقد جعلني هذا أكثر خوفا".
وبعد معرفة ظروفها، مدت جمعية النساء الصينيات في اليابان يد العون لتشي.
قالت مادوكا يوكيهيرا، رئيسة جمعية النساء الصينيات في اليابان، لتشي "يمكنك القدوم والبقاء مع أخواتنا بجمعيتنا في طوكيو، لتجاوز فترة وباء فيروس كورونا والشتاء البارد".
وقالت يوكيهيرا لـ((شينخوا))، إنها تأمل في أن يتمكن أبناء الجالية الصينية في اليابان من الاتحاد ومساعدة بعضهم البعض في مواجهة الكوارث.
هان تشيو يوي، سيدة أعمال صينية تعيش في مدينة سوما، تدير مطاعم ومنتجعا صحيا في محافظة فوكوشيما.
ورغم وصفها لزلزال يوم السبت بأنه "مروع ومخيف"، ولكن سرعان ما تماسكت.
تم افتتاح فندقها، وهو مشروع إعادة إعمار لزلزال 2011، منذ عام. وسقط جزء من سقف المبنى، وتصدع كونكريت بركة الينابيع الساخنة الخارجية، وتعرضت العديد من المطاعم لأضرار بالغة.
قالت إنها أصبحت حتى أقوى بعد سلسلة المآسي؛ الزلازل وانهيار المفاعل النووي، والأعاصير، وتفشي كوفيد-19.
وأضافت "كل كارثة تجعلني أشعر وكأنني أواجه اختبارا. العاملون معي يحتاجونني. لقد منحوني الشجاعة".
وبعد أعمال التنظيف، أعيد فتح بعض مطاعمها والفندق يومي الأحد والإثنين. ومع إيمانها بأن "الأزمة تمثل فرصة أيضا"، تبقى واثقة من المستقبل.