بغداد 9 فبراير 2021 (شينخوا) في ورشة صغيرة ملحقة بمبنى شركته للألكترونيات بمنطقة المنصور غربي العاصمة العراقية بغداد، يعكف المهندس محمد علي كاشف الغطاء، على جمع أجزاء جهاز ألكتروني بسيط، لكنه يؤدي دورا كبيرا في مساعدة مرضى فيروس كورونا، الذين يخضعون للعلاج في المستشفيات.
والجهاز عبارة عن دائرة ألكترونية ترتبط بمركز سيطرة وتحكم رئيسي في المستشفى، ويوضع عند أسرة المصابين بكورونا، بحيث يتمكنون من طلب العون عند حاجتهم لأي نوع من الرعاية والعلاج، بما يضمن سرعة الاستجابة لتقديم الإسعافات اللازمة.
وقال كاشف الغطاء لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن تصميم هذه المنظومة الألكترونية جاء من وحي الحاجة إلى ضرورة الإسراع بتقديم المساعدة للمرضى المصابين بمرض فيروس كورونا، الذين يرقدون في المستشفيات، مشيرا إلى أنهم بحاجة إلى رعاية وعناية خاصة ومتابعة مستمرة على مدار الساعة.
وتابع أنه "من خلال معرفتي ومتابعتي لبعض المصابين بالفيروس، وجدت أن هناك حاجة فعلية لإيجاد جهاز يساعد الكوادر الطبية العاملة في المستشفيات على متابعة حالة المرضى المصابين بكورونا".
وبحكم تخصصه الهندسي في مجال الألكترونيات تمكن المهندس العراقي من تصنيع هذا الجهاز البسيط.
ويصمم كاشف الغطاء اللوحات الألكترونية ويرسلها إلى شركات صينية تقوم بتصنيعها ثم إعادة إرسالها إليه.
وبعد ذلك يقوم كاشف الغطاء مع مساعديه بتركيب المنظومة الخاصة بمتابعة مرضى فيروس كورنا، ونصبها في المستشفيات التي تحتاج إليها، حسب ما قال.
وساعدت الصين، العراق في مكافحة جائحة (كوفيد-19)، وأرسلت في السابع من مارس الماضي فريقا من سبعة خبراء بقي لمدة 50 يوما في هذا البلد العربي للمساعدة في احتواء الوباء عبر بناء مختبر (PCR) وتركيب جهاز (CT)، وهو جهاز متقدم للأشعة المقطعية في بغداد.
كما أرسلت الصين ثلاث دفعات من المساعدات الطبية إلى العراق.
وبحسب المهندس العراقي، يوضع الجهاز عند سرير كل واحد من المصابين في الردهات المخصصة لمرضى كورونا، ويرتبط عبر منظومة سيطرة بكمبيوتر في غرفة الممرضات.
ولدى شعور المريض بأي حاجة إلى مساعدة طبية يضغط على الجهاز، الذي بدوره يصدر تحذيرا إلى الممرضة بأن هناك مريضا يحتاج إلى مساعدة أو علاج، بحسب المهندس العراقي.
ويحتوي الجهاز على عداد للوقت يسجل الفترة الزمنية، التي تستجيب فيها الممرضة لطلب المريض، مما يعطي إدارات المستشفيات تصورا عن سرعة استجابة كل ممرضة.
وبحسب كاشف الغطاء، ساهم الجهاز في اختصار الوقت أمام الكوادر الطبية للوصول إلى المرضى الذين يحتاجون إلى المساعدة، وذلك بشهادة المستشفيات التي تم تركيب الجهاز فيها.
كما ساهم في الاستغناء عن الشخص المرافق للمريض، وهو إجراء معمول به في المستشفيات العراقية، إذ يرافق المريض أحد أفراد عائلته لتقديم المساعدة له عند الحاجة.
وأكد المهندس العراقي "أن الجهاز ألغى دور المرافق للمريض، والذي يمكن أن يكون ناقلا للوباء بحكم تماسه المباشر مع المريض طيلة الوقت".
وبات المريض بكورونا يستطيع الحصول على المساعدة بـ"كبسة زر" عند شعوره بأي تدهور في صحته أو نقص في الأوكسجين، بحسب كاشف الغطاء.
ونصبت منظومة كاشف الغطاء في مستشفى السلام الخاص باستقبال مرضى فيروس كورونا، والذي يضم نحو 400 سرير في بغداد.
كما تم نصب منظومة أخرى في مستشفى البصرة جنوبي العراق، والعمل جار لانتاج مزيد من المنظومات لرفد المستشفيات بها.
وقالت رئيسة الممرضين في مستشفى السلام فاتن مهدي، لـ (شينخوا) إن الجهاز قدم بالفعل خدمة ممتازة للمرضى، واختصر الوقت لمعرفة ما يحتاجون إليه من خدمات، سواء كانت علاجية أو نقص في كميات الأوكسجين.
وروت مهدي ما حدث قبل أسبوع عندما كانت تجلس مع إحدى الممرضات في الغرفة الخاصة بهن، ورن جهاز المراقبة الموضوع إلى جانب أحد المرضى في ردهات المستشفى.
وتابعت مهدي أنه "على الفور توجهت الممرضة إليه (المريض)، ووجدته في حالة صعبة للغاية بعد أن انخفض مستوى الأوكسجين في القنينة المخصصة له بشكل مفاجئ".
وأوضحت "أن مثل هذه المتابعة الدقيقة، التي يوفرها الجهاز قد أسهمت في إنقاذ حياة عشرات المرضى"، ودعت وزارة الصحة إلى تعميم هذه التجربة في كل المستشفيات الخاصة بمرضى كورونا.
وسجل العراق حتى اليوم 632257 إصابة بمرض فيروس كورونا، فيما وصلت حصيلة الوفيات إلى 13134 حالة مقابل 602018 حالة شفاء، في حين يخضع 17105 مريضا بكورونا للعلاج في المستشفيات، بحسب وزارة الصحة.