تعليق: سد الفجوة الرقمية تواجه تحديًا طويل الأجل

سلط وباء كوفيد -19 الضوء على مزايا التكنولوجيا الرقمية، والاقتصاد الرقمي في الحوكمة الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية خلال الفترة الخاصة، وعزز موجة كاسحة من التحول الرقمي. وفي نفس الوقت، فإن الفجوة الرقمية الجديدة آخذة في الاتساع بهدوء، وإذا لم يتم معالجتها، فلن تؤثر على قبول التكنولوجيا الرقمية والاقتصاد الرقمي فحسب، بل ستسبب المزيد من المشكلات الاجتماعية أيضًا.

يعتقد لو تشوانينغ، الأمين العام لمركز أبحاث الحوكمة الدولية للفضاء الإلكتروني التابع لمعهد شنغهاي للدراسات الدولية، أن جوهر الفجوة الرقمية هو كيفية توفير المزيد من البنية التحتية للمعلومات للسماح لمزيد من البلدان والمستخدمين بالوصول إلى الإنترنت. وقد أدت جولة جديدة من الثورة التكنولوجية المتمثلة في 5G، والذكاء الاصطناعي، وسلسلة الكتل أو بلوك تشين، والتكنولوجيا الكمومية إلى تسريع تطبيق التكنولوجيا الرقمية إلى حد كبير، وتأتي معها فجوة رقمية جديدة ذات نطاق أوسع وكثافة أكبر وتأثير بعيد المدى. ويظهر نوع جديد من الفجوة الرقمية على نطاق واسع بين المستخدمين والصناعات والمناطق، وهو يؤثر على الحياة الطبيعية لبعض المجموعات إلى حدٍّ ضئيل، ويهدد سبل عيش بعض الفئات، بل ويهدد التنمية طويلة الأمد في المنطقة.

ومن وجهة نظر المستخدمين، تتمثل إحدى نتائج التحول الرقمي في استمرار زيادة نسبة استهلاك المنتجات الرقمية في الاستهلاك الكلي. وقد زاد كل من شراء المنتجات الرقمية للبرامج، والأجهزة، وتكلفة نفقات الاتصال بشكل كبير، مما جعل المزيد من "الفئات الضعيفة" لا تستطيع مواكبة ذلك. وبالإضافة إلى ذلك، من المؤكد ان تزيد التكنولوجيا الرقمية الفجوة بين المجموعتين، وحتى في الحالات القصوى، تجعل عمل وحياة "الفئات الضعيفة" مستبعدة تمامًا. وفي ظل النمط الحالي، سيواصل توسيع الفروق بين المناطق الحضرية والريفية والبلدان.

كيف يجب أن ننظر إلى الفجوة الرقمية الجديدة؟ من منظور التطور التكنولوجي، يتطلب التقدم والاختراقات في التكنولوجيا الرقمية قدرًا كبيرًا من القوى العاملة، والموارد المادية، واستثمارات رأس المال، وأن تمتع الرواد والمجموعات المتميزة بفوائد التكنولوجيا الرقمية أكثر أمر لا مفر منه. ومن منظور التنمية الاجتماعية، يعتبر سد الفجوة الرقمية الجديدة مهمة مشتركة تواجهها الحكومة والمجتمع في الوقت الحاضر، وعلامة على نجاح التحول الرقمي.

في الواقع، لطالما كان النقاش حول الفجوة الرقمية الجديدة من الموضوعات الساخنة التي تهم الحكومة الصينية والمجتمع أكمله. ففي نوفمبر 2020، أصدر مجلس الدولة "خطة تنفيذية بشأن الحل الفعال لصعوبات كبار السن في استخدام التكنولوجيا الذكية"، والتي تهدف إلى تزويد كبار السن بتكنولوجيا ذكية أكثر ملاءمة على المستوى الوطني. وفي الوقت نفسه، تقوم الدولة أيضًا ببناء "قرية رقمية". لكن في مواجهة تحدي الفجوة الرقمية الجديدة، فإن رعاية الحكومة وحدها بعيدة كل البعد عن أن تكون كافية، كما أننا بحاجة إلى بذل جهود مشتركة من حيث المفاهيم والسياسات والاستثمار في الموارد الاجتماعية.

أخيرًا، يعد بناء قدرات جميع الناس والمؤسسات في العصر الرقمي تحديًا طويل الأجل. وستستمر التقنيات الجديدة والتطبيقات الجديدة في الظهور، كما قد يصبح رواد اليوم متقاعسين في الغد. لذلك، فإن تعزيز بناء القدرات، وبناء مجتمع التعلم ضروريان لكل مستخدم في العصر الرقمي. ويمكن للحكومة والمجتمع توفير المزيد من موارد التعليم والتدريب لتشجيع المستخدمين على عبور الفجوة الرقمية الجديدة بشكل مستقل.