بكين 4 فبراير 2021 (شينخوا) عملت التبادلات الشعبية بين بكين وواشنطن كجسر وأداة لتقليل الاحتكاك وتيسير التواصل لتحسين العلاقات الثنائية، منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بكين وواشنطن قبل 42 عاما.
وقد ازدهرت هذه التبادلات في مجالات مختلفة وحققت نتائج مثمرة، بدعم من قيادة البلدين. لكن للأسف، أطلقت الإدارة الأمريكية السابقة حملة لسحق الصين خلال الأعوام الأربعة الماضية، ما ثبط من عزيمة الذين يبنون الجسر من الجانبين.
وينبغي ألا تعتبر حقيقة أن هذه الروابط صمدت أمام الرياح المعاكسة، أمرا مسلما به. فعندما أذابت "دبلوماسية البينج بونج" الجليد في العلاقات الصينية - الأمريكية عام 1970، أدرك الشعبان الصيني والأمريكي أن الجانبين يستطيعان إيجاد طريق للتعاون بفضل روح الرياضة.
وبعد اختبار الأزمة المالية 2008 وإطلاق المشاورات الأمريكية -الصينية رفيعة المستوى حول التبادلات الشعبية في 2010، شكلت الروابط الشعبية بين الجانبين، بالإضافة إلى الثقة السياسية المتبادلة والعلاقات التجارية، ثلاث ركائز أساسية في العلاقات الثنائية.
وخلال 42 عاما، ساعدت هذه التبادلات في مجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والرياضة والمرأة والشباب والصحة، الجانبين على فهم بعضهما البعض بشكل أفضل وجعلتهما أكثر قربا.
وقد استفادت الولايات المتحدة نفسها بشكل كبير من هذه التبادلات. حيث زادت زيارات الأفراد بين البلدين من مجرد آلاف في 1970 إلى أكثر من 5.3 مليون في 2017، وقد سجلت شركات أمريكية عديدة، من بينها بروكتر وغامبل وشركة كورنينغ لصناعة الزجاج وجنرال موتورز، أكبر ازدهار في الصين.
وخلال وقت الذروة، درس ما يربو على 400 ألف طالب صيني في الولايات المتحدة وحوالي 20 ألف طالب أمريكي في الصين.
وفقا لإحصاءات أمريكية، بلغ عدد الطلاب الصينيين الذين كانوا يدرسون في الولايات المتحدة في الفترة 2018-2019، حوالي ثلث عدد الطلاب الدوليين، ما أسهم في دخل قيمته حوالي 15 مليار دولار أمريكي خلال عام.
وقد واجهت التبادلات "موجات باردة" حيث تحركت الإدارة الأمريكية السابقة لتقييد الصحفيين الصينيين وتعليق تأشيرات الطلاب الصينيين وإغلاق معهد كونفوشيوس وقمع الشركات الصينية.
وأدت أعمال التخريب التي يقوم بها الصقور المناهضون للصين، إلى تعطيل التفاعلات الثنائية الطبيعية وحرضت على الكراهية بين أبناء الشعب في الجانبين وقوضت العلاقات الشاملة.
إن التبادلات الشعبية بين البلدين لا غنى عنها ليس فقط لأن البلدين مترابطان إلى حد كبير، بل لأن العالم أيضا يدعو إلى التنوع والتعاون بدلا من العزلة والمواجهة.
ومنذ ست سنوات قال جو بايدن الذي كان نائبا للرئيس وقتذاك، في ترحيبه بوفد صيني جاء إلى واشنطن لحضور الاجتماع السادس للتشاور بشأن التبادلات الشعبية الأمريكية الصينية "إن التبادلات الشعبية أدت إلى تقدم ملموس في علاقتنا".
والآن مع وقوف أهم علاقات ثنائية في العالم على مفترق طرق، يمكن أن تكون إزالة العوائق أمام التبادلات الشعبية بداية جيدة لإدارة بايدن.