23 ديسمبر 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ عقدت وزارة الخارجية الصينية في 21 ديسمبر الجاري مؤتمرا صحفيا حول شينجيانغ، للإجابة عن التساؤلات والرّد عن الشائعات حول الوضع في المنطقة. حيث التقى قادة الحكومة المحلية وبعض الشخصيات المدنية من شينجيانغ بأكثر من 20 من وسيلة إعلام صينية وأجنبية، ليردّوا على الشائعات المتداولة حول شينجيانغ، ويتحدثوا عن حقيقة الوضع هناك.
ما حقيقة مراكز التعليم والتدريب؟
"لقد تأثرت بالأفكار الدينية المتطرفة في السابق، وكنت أنوي المشاركة في أنشطة غير قانونية. ولم أذهب للبحث عن عمل، ولم أعمل في الحقول. وكنت آخذ مصروف جيبي من أبي وأمي. وقد كنت سببا في شقاء والداي" قال ذلك أبلاي أبلاجان، خريج مركز التعليم والتدريب بمحافظة أكسو في شينجيانغ، أثناء رواية قصته للصحفيين الصينيين والأجانب.
بعد دراسته في مركز التعليم والتدريب، لم يدرك أبلاي أبلاجان مخاطر التطرف الديني فحسب. بل إستطاع أن يحسّن مستواه في اللغة الصينية الفصحى أيضا، وأتقن مهنة إصلاح السيّارات. وبعد تخرجه، افتتح ورشة لتصليح السيارات، وأصبح يكسب ما يزيد عن 10000 يوان في الشهر. كما استخدم الفصحى التي تعلمها في المعهد، للعمل كمترجم للتجار الذين يشترون المنتجات الزراعية، وهذا وحده من شأنه أن يدرّ عليه دخلًا إضافيًا بحوالي 30 ألف يوان سنويًا.
وقال أبلاي إنه لو لم يلتحق بمركز التعليم والتدريب، لتعرض لمزيد من التسمم الايديولوجي، ولما تعلّم حرفة جديدة أسهمت في تغيير حياته. "مركز التعليم والتدريب هو نقطة تحول رئيسية في حياتنا ونقطة انطلاق جديدة بالنسبة لنا"، يقول أبلاي.
ردًا على أسئلة وسائل الإعلام حول ما أسمته بـ "معسكرات إعادة التعليم"، قال المتحدث باسم المكتب الصحفي للحكومة الشعبية لمنطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور، إنه لا وجود لما سمّي ب "معسكرات إعادة التعليم" في شينجيانغ، وأن مراكز التعليم والتدريب ليست كذلك على الإطلاق.
وقال إن مركز تعليم المهارات المهنية والتدريب في شينجيانغ، تم إنشاؤه وفقًا للقانون، وهو مدرسة متخصّصة في نزع التطرف، وهو مشابه لبرنامج "الإصلاح المجتمعي" الذي روجت له الولايات المتحدة، ومشروع ("التحول وفك الارتباط") الذي أنشأته المملكة المتحدة، ومركز إزالة التطرف الذي أنشأته فرنسا. وليس هناك أي فرق بين مركز التعليم والتدريب في شينجيانغ وهذه المراكز، فهي كلها محاولات مفيدة واستكشافات نشطة في سبيل مكافحة الإرهاب بشكل وقائي وإزالة التطرف، وتتماشى مع مبادئ وروح قرارات مكافحة الإرهاب، مثل استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب.
هل يُجبر الويغور على ممارسة العمل القسري؟
"لقد خرجنا للعمل، ولم نكن مكرهين على ذلك كما يقول البعض. لقد كسبنا المال وتعلمنا المهارات وغيّرنا حياتنا بأيدينا، فهل يحتاج ذلك إلى أن يجبرنا الآخرون على فعله؟" يقول علي محمد آمين من محافظة مويوي التابعة لإقليم خوتان، في المؤتمر الصحفي، ردّا على ما وصفته الصحافة الأجنبية ب "العمل القسري ضد الويغور". في السابق، كان علي يعمل في الزراعة وبعض الأعمال الوقتية لكسب رزقه. وفي عام 2017 انتقل مع زوجته إلى إقليم ايلي، للعمل في شركة لصنع الملابس، بعد أن عرف بأن هذا العمل سيجعله يكسب أكثر.
ويضيف علي الذي تمت ترقيته إلى مدير ورشة لاحقا، قائلا" نظام العمل بـ 8 ساعات في اليوم، وتحتوي الشركة على مطعم حلال وسكن للموظفين. وأجرة العمل تحسب على أساس الآداء، فكلما زاد عملك، حصلت على المزيد، ولا يوجد وضع يكسب فيه موظفو الهان أكثر من موظفي الويغور". "وإذا لم نخرج للعمل، فهل هناك من سيعطينا المال؟ يقولون بأن أجورنا منخفضة وهذا ليس صحيح. هم لم يزوروا شركتنا، ولم يتواصلوا معنا وجهًا لوجه، ولا يعرفون الوضع، رغم ذلك ينشرون الشائعات.
وفي هذا الصدد، قال شو قوي شيانغ، نائب مدير إدارة الدعاية بلجنة الحزب لمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم، في المؤتمر الصحفي أن العمال المهاجرين من جميع المجموعات العرقية في شينجيانغ يعملون طواعية وفقًا لقانون العمل وقانون عقود العمل. وأن محتوى ومكان العمل يخضعان لحرية الاختيار، ولا توجد مشكلة "العمل القسري". وأضاف شو بأن اتهامات بعض الجهات الغربية للصين بإجبار عمال الأقليات على العمل القسري وانتهاك حقوق الإنسان وحقوق العمل، تعد تضليلا للرأي العام ولا أساس لها من الصحة.
ما الهدف من كاميرات المراقبة في المساجد؟
وحول وضع كاميرات المراقبة داخل المساجد، قال ايشان، خطيب جامع الجمعة بخوتان أثناء المؤتمر الصحفي "إن نصب الكاميرات في مساجد شينجيانغ هو إجراء يهدف للحفاظ على سلامة رجال الدين والمؤمنين ومنع ومكافحة الأعمال الإجرامية والإرهابية، ونحن ندعم ذلك بشدّة". وذكّر ايشان وسائل الاعلام الحاضرة، بأن الإرهابيين قد قاموا في عام 2014 باغتيال نائب رئيس الجمعية الاسلامية بشينجيانغ الملا جمعة، داخل مسجد أتيغير بمدينة كاشغر بعد صلاة الفجر. وقد أظهر الفيلم الوثائقي الذي أنتجه تلفزيون الصين المركزي عن الارهاب في شينجيانغ تفاصيل هذه العملية الوحشية. وأضاف بأن عدم وجود كاميرات مراقبة سيوفر حماية للارهابيين لارتكاب جرائمهم. وأشار ايشان إلى أن اعتبار كاميرات المراقبة في المساجد على أنها آلية ترصد ومعاقبة للمصلّين، هي محاولة لبث الفتنة بين المسلمين وغير المسلمين في شينجيانغ.
وقال ايشان أن مسجد الجمعة مجهز بمختلف المنشآت الضرورية لتأمين العبادة، كما يمتلك المسجد بيئة جميلة. وقال إنه حتى أثناء تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، ظل المسجد يقيم الصلوات بشكل طبيعي.
وأكّد الامام على أن المسلمين في شينجيانغ يتمتعون بحرية العبادة والصوم والاحتفال بالأعياد سواء داخل المساجد أو في بيوتهم. وأن هذه الأنشطة تحظى بالحماية القانونية ولا تخضع لتدخل السلطات.
وقال شو قوي شيانغ أن الوضع الاجتماعي العام في شينجيانغ يستمر في الاستقرار والتحسن، ويتخلّص تدريجيا من آثار فترة الأنشطة الإرهابية السابقة. حيث لم تشهد شينجيانغ أعمال عنف وإرهاب لمدة 4 سنوات متتالية. وأضاف شو: "شينجيانغ منطقة مفتوحة. ونحن نرحب بالأصدقاء من جميع أنحاء العالم لزيارة شينجيانغ والتعرف على الوضع الحقيقي عن كثب".