تعليق سنوي: حقبة ما بعد الوباء تستدعي علاقات أوثق بين الصين والاتحاد الأوروبي

برلين 22 ديسمبر 2020 (شينخوا) شهد عام 2020 تعاونا كاملا بين الصين والاتحاد الأوروبي وسط أزمة كوفيد-19 المستمرة.

وفي حقبة ما بعد الوباء، فإن وجود علاقة أوثق بين الصين والاتحاد الأوروبي لا يصب في مصلحة الجانبين فحسب، ولكنه أيضا أمر يحمل أهمية كبيرة للعالم بأسره.

ومنذ أن أقامت الصين والاتحاد الأوروبي العلاقات الدبلوماسية قبل 45 عاما، حافظت العلاقات الثنائية على قوة دفع جيدة، وأقام الجانبان شراكة استراتيجية شاملة بينهما، ويعملان بنشاط على تعزيز الشراكات من أجل السلام والنمو والإصلاح والحضارة.

وقد حققت العلاقات السليمة والمستقرة بين الصين والاتحاد الأوروبي نتائج إيجابية. في عام 2019، تضاعفت قيمة التجارة الثنائية بين الصين والاتحاد الأوروبي 300 مرة عما كانت عليه في الأيام الأولى للعلاقات الدبلوماسية. وقد توسعت العلاقة لتشمل مجالات من بينها السلام والأمن والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والتعليم والصحة.

وعلى الصعيد العالمي، تعد الصين والاتحاد الأوروبي قوتين دافعتين رئيسيتين للتنمية السلمية في العالم، ويعمل الجانبان بشكل وثيق على مجموعة من القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية ويلعبان أدوارا مهمة في دعم التعددية.

وعندما اجتاح مرض فيروس كورونا الجديد المجتمع الدولي في وقت سابق من هذا العام، تعاونت الصين والاتحاد الأوروبي في مكافحة الوباء، مما أظهر مرة أخرى مرونة التعاون الثنائي.

وتوضح إنجازات الصين والاتحاد الأوروبي، اللذان يشكلان معا ما يقرب من ربع سكان العالم وثلث الناتج العالمي الإجمالي، كيف يتفوق التعاون على المنافسة.

وفي مواجهة عالم يشوبه الغموض على نحو متزايد، يتعين على الجانبين الحفاظ على زخمهما، وتنحية الخلافات جانبا وتعزيز التعاون من أجل مواجهة التحديات الأكثر إلحاحا مثل ضمان الانتعاش الاقتصادي العالمي ومكافحة تغير المناخ.

ومثلما علق هانز بيتر فريدريش، نائب رئيس البوندستاج الألماني (مجلس النواب) فإن التعاون بين الاتحاد الأوروبي والصين يكتسب أهمية عالمية، وهناك الكثير بينهما من أرضيات مشتركة لتعميق التعاون الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي.

علاوة على ذلك، يتعين على الجانبين تحويل الالتزامات على الورق إلى إجراءات ملموسة وبث روح جديدة في الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي في هذا الحقبة الجديدة.

إنها حقبة التغيير. ففي مواجهة جائحة غير مسبوقة، قد وصل العالم بالفعل إلى منعطف حاسم. وفي هذه اللحظة التاريخية، فإن العالم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى علاقات أقوى وأوثق بين الصين والاتحاد الأوروبي. يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي العمل معا في تضامن من أجل مستقبل مشترك أفضل للبشرية.