مقالة : شابة صينية تحصل على جائزة مرموقة من الأمم المتحدة لجهودها الرائدة في تعزيز جودة المياه

نيروبي 15 ديسمبر 2020 (شينخوا) رن شياو يوان، ناشطة بيئية صينية تبلغ من العمر 29 عاما، من بين سبعة فائزين بجائزة أبطال الأرض للأمم المتحدة لعام 2020، بفضل ابتكاراتها الرائدة لتعزيز جودة المياه في المناطق الريفية.

هذه الشابة التي أسست منصة ((MyH20))، وهي منصة رقمية تسهل المشاركة المدنية لتحسين جودة المياه والحصول عليها في المناطق الريفية في الصين، ستستفيد من الإرشاد والتمويل لتوسيع نطاق عملها.

الشابة رن هي من بين مجموعة من الرواد الشباب الذين تم اختيارهم من جميع أنحاء العالم، وتم تقديرهم من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، لضخهم حيوية جديدة في أجندة التنمية الخضراء والمستدامة.

قال يواكيم هارلين، رئيس وحدة المياه العذبة في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، "إن شبكة ومنصة MyH20 التي ابتكرتها رن شياو يوان، تعالج الأسباب الجذرية لتدهور جودة المياه مع الحفاظ على موارد المياه في المجتمعات المحرومة".

وقال أيضا إن برنامج الأمم المتحدة للبيئة قد حشد الدعم لابتكارات مثل ((MyH20))، التي تهدف إلى توفير حلول دائمة لتلوث المياه وقلتها والتي تؤثر على المجتمعات الريفية في مساحات شاسعة من العالم النامي.

نشأت رن في بكين، وتطور لديها اهتمام بالقضايا الخضراء أثناء دراستها في المدرسة الثانوية، وانضمت لاحقا إلى ((جذور وبراعم))، وهي حركة شبابية عالمية تنشط بمجال الحفاظ على البيئة، أسستها العالمة البريطانية المختصة بالمُقدّمات، جين غودال.

تكرس رن، الحاصلة على درجة الماجستير المزدوجة في الهندسة البيئية والتكنولوجيا والسياسة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في الولايات المتحدة، تكرس جهودها لمساعدة المجتمعات الريفية في الحصول على المياه النظيفة.

قالت رن التي تعيش عائلتها خارج بكين "تخيّل كأسين من الماء، كلاهما يبدو متشابها، ولكن أحدهما نظيف، والآخر يمكن أن يجعلك مريضا. فكيف تختار؟".

وأضافت "تلك هي المعضلة التي واجهت أجدادي. نحن نسعى لتغيير ذلك. الماء ينبغي أن لا يكون سلعة فاخرة".

لقد شعرت رن بضرورة تقديم حلول لتحديات جودة المياه في المناطق الريفية في الصين أثناء إجرائها بحوثا في الهند حيث تتوفر قاعدة بيانات تغطي الصرف الصحي وجودة المياه في المناطق الريفية، في جميع الآبار العامة.

وكشفت دراسة استقصائية تجريبية أجريت من خلال منصة ((MyH20))، واستهدفت المجتمعات الريفية في الصين، أن 40 في المائة كانوا قلقين بشأن جودة مياه الشرب لكنهم يفتقرون إلى القدرة على التأكد منها، بينما اعتقد 10 في المائة أن مياههم نظيفة، في حين أظهرت الاختبارات العكس.

يتم تشغيل منصة ((MyH20)) التي تتضمن تطبيقا على الهواتف المحمولة، من قبل شبكة على مستوى البلاد، من المتطوعين الشباب المدربين على كيفية اختبار جودة المياه وتسجيل النتائج في المنصة التفاعلية.

وبالمثل، يقوم المتطوعون أيضا بإجراء دراسات استقصائية لاستخدام المياه وتقييم الطلب عليها، ويتم تحديد المعلومات لتقديم صورة أوضح عن حالة المياه في المناطق الريفية في الصين.

تطبيق ((MyH20)) على الهواتف المحمولة، يسهل الاستخدام ويمكن المجتمعات الريفية من الحصول على معلومات في الوقت المناسب حول جودة المياه بالإضافة إلى الحلول التي يمكن اعتمادها لتنقية المياه.

وهذه المنصة تربط أيضا سكان الريف بالمنظمات والشركات المتخصصة في تنقية مصادر المياه الملوثة مثل الآبار والأنهار والجداول.

قالت رن إن هدفها الشامل هو توفير حلول تعتمد على البيانات لتحديات جودة المياه في المناطق الريفية بالصين، وتحسين صحة الإنسان والبيئة.

وأوضحت قائلة "سأربط موارد المياه المعتمدة على البيانات والحلول بآلاف المجتمعات المحرومة في جميع أنحاء الصين"، مضيفة أن منصة ((MyH20)) غطت 1000 قرية في 26 مقاطعة صينية.

أضافت رن أنها متحمسة لإلهام أقرانها لاتخاذ إجراءات، وعلاج كوكب يعاني بالفعل من تغير المناخ والتلوث وفقدان الموائل.

وأشارت أيضا إلى "نحن نعمل مع طلاب يدرسون العلوم والتكنولوجيا والهندسة والطب. وسيواصلون تطوير أعمالهم في هذه المجالات وإيجاد حلول لبعض المشكلات البيئية التي يرونها أثناء العمل معنا".

وقالت إن وباء كوفيد-19 قد أجبر المتطوعين الذين يجمعون البيانات، على تقليص تنفيذ مشاريع الأشغال العامة الهادفة إلى تحسين سبل الحصول على المياه النظيفة في المناطق الريفية بالصين.

وأكدت على أنها متفائلة بأن جهودها الخضراء ستنمو وتتعزز، رغم صدمات الوباء، مضيفة أنها تعتقد أن جهودها تتماشى مع الأهداف الطموحة المحددة في عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظم البيئية 2021-2020.