بيروت 9 ديسمبر 2020 (شينخوا) أعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري اليوم (الأربعاء)، أنه قدم إلى رئيس البلاد ميشال عون تشكيلة حكومية من 18 وزيرا من أصحاب الاختصاص.
وجاء إعلان الحريري بعد لقائه الرئيس عون في قصر بعبدا بعد ظهر اليوم، بحسب (الوكالة الوطنية للاعلام) اللبنانية الرسمية.
وقال الحريري إنه "قدم الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تشكيلة حكومية كاملة من 18 وزيرا من أصحاب الاختصاص بعيدا عن الانتماء الحزبي".
وأضاف أن "الرئيس ميشال عون سيدرس التشكيلة، وسنلتقي مجددا.. الجو إيجابي".
وتابع "أملي كبير بأن نتمكن من تشكيل حكومة بسرعة، توقف الانهيار الاقتصادي ومعاناة اللبنانيين وتعيد إعمار بيروت وتعيد الثقة والأمل إلى اللبنانيين، عبر تحقيق الإصلاحات المتفق عليها ضمن المبادرة الفرنسية".
وأعلنت الرئاسة اللبنانية في بيان أن الرئيس ميشال عون تسلم من رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري تشكيلة حكومية من 18 وزيرا، وأن عون قدم للحريري بالمقابل "طرحا متكاملا حول التشكيلة الحكومية المقترحة".
وأشارت الرئاسة إلى أن عون اتفق ورئيس الوزراء المكلف على دراسة الاقتراحات المقدمة من كلا الطرفين ومتابعة التشاور لمعالجة الفروقات بين هذه الطروحات.
وكان عون كلف الحريري في 22 أكتوبر الماضي بتشكيل حكومة جديدة الا ان الحريري لم يتمكن حتى الان من تشكيل الحكومة في ظل خلافات قوية بين القوى السياسية على توزيع الحقائب السيادية اضافة الى خلافات تتعلق بالتمثيل الوزاري المسيحي.
وأطلق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زيارة الى لبنان في سبتمبر الماضي تخللها اجتماع مع رؤساء الكتل البرلمانية مبادرة بتشكيل حكومة لبنانية من اختصاصيين غير حزبيين لإجراء إصلاحات إدارية ومالية واقتصادية عاجلة غير أن تشكيل هذه الحكومة يتعثر بسبب صراعات القوى السياسية.
ولا يحدد الدستور اللبناني اية مهلة زمنية لرئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة بتشكيل حكومته كما يشير الى ان تأليف الحكومة يتم بالتشاور بين رئيس البلاد ورئيس الوزراء المكلف.
ويستمر ملف تشكيل حكومة جديدة في لبنان عالقا منذ استقالة حكومة حسان دياب في 10 أغسطس الماضي على وقع تداعيات كارثة انفجار مرفأ بيروت في أغسطس الماضي وبعد اعتذار سفير لبنان في برلين مصطفى اديب عن تشكيل الحكومة.
وكان مؤتمر دولي لمساعدة ودعم بيروت والشعب اللبناني انعقد في الثاني من ديسمبر الجاري بدعوة من فرنسا والامم المتحدة بمشاركة 32 دولة و12 منظمة دولية قد دعا في توصياته لاتفاق القادة السياسيين اللبنانيين على الإسراع في تشكيل حكومة لبنانية فعالة وذات مصداقية لاستعادة ثقة المجتمع الدولي .
ويواجه لبنان أزمات سياسية واقتصادية ومالية ادت الى تعثر سداد ديونه السيادية وسط تقييد المصارف لسحوبات الودائع بالتزامن مع شح العملة الاجنبية وانهيار العملة الوطنية وتصاعد الفقر والبطالة.
وقد فاقم الوضع في لبنان تداعيات كل من تفشي مرض (كوفيد-19) وانفجار مرفأ بيروت بسبب 2750 طنا من مادة "نترات الأمونيوم" المخزنة من دون وقاية مما أوقع نحو 200 قتيل و6500 جريح إضافة إلى تشريد نحو 300 ألف شخص وأضرار مادية ضخمة قدرت بنحو 15 مليار دولار .