بكين 4 ديسمبر 2020 (شينخوا) صرح شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، يوم الخميس بأن الصين قد أنجزت هدفها في الحد من الفقر في العصر الجديد كما هو مقرر وحققت انتصارًا كبيرًا نال إعجاب العالم.
وفي أثناء ترؤسه اجتماع اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، قال شي إنه بفضل ثمانية أعوام من العمل المتواصل، انتشلت الصين كل الفقراء في المناطق الريفية وفق المعيار الحالي من الفقر، وتخلص ما يقرب من 100 مليون نسمة من الفقر.
وقال شي إن الصين حذفت جميع المحافظات الفقيرة من قائمة الفقر، وقضت على الفقر المدقع والفقر على المستوى االإقليمي .
البطل العالمي للحد من الفقر
منذ بداية الإصلاح والانفتاح في 1978، عكفت الصين على تعديل معيار الفقر المطلق لإبقائه متماشيا مع التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد.
ويبلغ خط الفقر الريفي الحالي 2300 يوان (351.1 دولار أمريكي) للفرد سنويا عند مستوى الأسعار لعام 2010، ويخضع الرقم المحدد للتعديل مع تغير مستويات الأسعار في البلاد.
ونقلت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني جهود الحد من الفقر إلى مكانة أكثر بروزا منذ المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، وتبنت إجراءات أصيلة ومتخصصة، وخاضت أكبر وأقوى معركة ضد الفقر في التاريخ.
وانخفض عدد الفقراء في البلاد من 98.99 مليون نسمة في نهاية عام 2012 إلى 16.6 مليون في نهاية عام 2018، مما أدى إلى انخفاض نسبة الفقراء في جميع أنحاء البلاد من 10.2 بالمئة في عام 2012 إلى 1.7 بالمئة في عام 2018.
وفي عام 2019 وحده، انتشلت البلاد 11.09 مليون شخص من براثن الفقر.
وأعلنت مقاطعة قويتشو بجنوب غربي الصين الأسبوع الماضي أن محافظاتها التسعة الفقيرة المتبقية قد تم انتشالها من الفقر المدقع، ما يعني أن جميع المحافظات الفقيرة المسجلة في أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان قد تخلصت من الفقر.
وعلى مدى السنوات الأربعين الماضية من الإصلاح والانفتاح، تم انتشال أكثر من 700 مليون شخص في الصين من براثن الفقر- أكثر من 70 بالمئة من الحد من الفقر على الصعيد العالمي.
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بنجاح البلاد في الحد من الفقر، ووصف الإنجازات بأنها "قوية للغاية".
استراتيجيات مبتكرة للتخفيف من حدة الفقر
ولتحقيق هدف القضاء على الفقر المدقع في المناطق الريفية بحلول نهاية عام 2020، تنفذ الصين استراتيجية أساسية للنهج المستهدف، والذي يتطلب من المسؤولين على جميع المستويات تحديد الفقراء والعوامل التي أدت إلى فقرهم.
ويتم إعطاء كل أسرة أو فرد خطة مخصصة لتخفيف حدة الفقر، كما تم اختيار المسؤولين الأكفاء والمناسبين لتوجيه أعمال الإغاثة من الفقر على مختلف المستويات.
وعلى سبيل المثال، تم إرسال مسؤولين من ذوي الخبرة في مجال الأعمال إلى القرى الفقيرة، بينما تم إرسال المسؤولين ذوي المعرفة الصناعية المتخصصة إلى القرى ذات القواعد الصناعية.
ومنذ عام 2012، تم إرسال أكثر من 2.9 مليون مسؤول في القطاع العام من المدن والبلدات إلى القرى لمكافحة الفقر على خط المواجهة.
كما تعمل الدولة على تحسين جودة الزراعة وكفاءتها وقدرتها التنافسية، وتنفيذ مبادرات التنمية الريفية، وإعطاء البناء الريفي مكانة مهمة في التحديث الاشتراكي.
وفي الوقت نفسه، سعت الصين جاهدة للحد من الفقر في الريف من خلال الابتكارات التكنولوجية التي تساعد في تعزيز الإنتاج الزراعي. وفي السنوات الخمس الماضية، ركزت الصين على المصاعب التقنية للصناعة الزراعية وروجت لأكثر من 50 ألف نوع جديد من المحاصيل والتقنيات لزيادة جودة وكفاءة الصناعة الزراعية في المناطق الفقيرة.
التحديات المنتظرة
وأوضح شي أن الانتصار الكبير في الحد من الفقر شكل أساسا متينا لتحقيق الهدف المئوي الأول وعزز بشكل كبير شعور المواطنين بالمنفعة والسعادة والأمان.
وقال شي إنه خلال جهود التخفيف من حدة الفقر، دعمت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مفهوم إعطاء الأولوية للشعب واتخذت من ضمان تحقيق مجتمع رغيد الحياة للفقراء والأفراد من جميع المجموعات القومية نقطة انطلاق وهدفا نهائيا معا.
وذكر الاجتماع أن البلاد ما زالت تواجه حاليا مشكلات حادة ناجمة عن التنمية غير المتوازنة وغير الكافية وكذلك المهام الشاقة لتدعيم وزيادة الإنجازات في الحد من الفقر.
وشدد الاجتماع على الجهود المبذولة لضمان التوظيف الثابت وتعزيز التدريب على المهارات المهنية للمواطنين ممن جرى انتشالهم من الفقر، وسط تحركات تهدف إلى تعزيز التعاون بين المنطقتين الشرقية والغربية لتعزيز التوظيف.
كما أكد الاجتماع أن الصين ستعمل على تعزيز دعم المتابعة للأشخاص المعاد توطينهم لضمان استقرارهم والبقاء في وظائفهم وتحقيق الثراء بشكل مطرد.
وفي مؤتمر صحفي عقد يوم الأربعاء، شدد أو تشينغ بينغ، نائب مدير مكتب المجموعة القيادية لتخفيف حدة الفقر والتنمية بمجلس الدولة، على أهمية الجهود المبذولة لتحسين آلية المراقبة والمساعدة لمنع الشعب من الوقوع في براثن الفقر مجددا.
وقال أو إنه بعد تحقيق النصر الكامل على الفقر، ستسمح الدولة بفترة انتقالية تظل خلالها السياسات الداعمة والمساعدة للفقراء دون تغيير، مع الحفاظ على الاستقرار العام للإجراءات.