واشنطن 21 أكتوبر 2020 (شينخوا) ضغط وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الأربعاء، من أجل إجراء مفاوضات فورية بين واشنطن وموسكو لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق قابل التحقق، في وقت يبدو فيه أن الجانبين يقتربان من تمديد معاهدة رئيسية للحد من الأسلحة النووية.
قال بومبيو للصحفيين في مؤتمر صحفي بالخارجية الأمريكية "لقد وافقت روسيا من حيث المبدأ، على تجميد جميع رؤوسها النووية ... لكننا بحاجة للتأكد من أن المفاوضين الأمريكيين والروس يجتمعون في أقرب وقت ممكن لمواصلة إحراز تقدم لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق قابل للتحقق".
جاءت تصريحات بومبيو في وقت يبدو فيه أن القوتين النوويتين العظميين تتوصلان لأرضية مشتركة بشأن تمديد المعاهدة الجديدة لخفض الأسلحة الاستراتيجية (New START - ستارت الجديدة) لعام واحد، والتي ستنتهي في فبراير.
كانت واشنطن وموسكو قد وقعتا معاهدة ستارت الجديدة في عام 2010. والمعاهدة، التي تنص على وضع حد لعدد الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية المنشورة وأنظمة إيصالها، هي آخر اتفاقية للحد من الأسلحة النووية، باقية سارية المفعول بين القوتين النوويتين العظميين.
ويمكن تمديد معاهدة ستارت الجديدة لمدة أقصاها 5 سنوات، بموافقة البلدين. وبدون التمديد، لن يكون هناك ضبط للترسانات النووية الأمريكية والروسية، لأول مرة منذ عام 1972.
كان المسؤولون الأمريكيون والروس قد عقدوا عدة جولات من المفاوضات بشأن الحد من التسلح، في فيينا وهلسنكي، منذ يونيو، ولكن دون إحراز تقدم ملموس.
ويوم الجمعة، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تمديد معاهدة ستارت الجديدة دون شروط لمدة عام على الأقل، لكن واشنطن رفضت عرضه في الحال.
قال روبرت أوبراين، مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، إن "عرض الرئيس بوتين اليوم لتمديد معاهدة ستارت الجديدة دون تجميد الرؤوس الحربية النووية، ليس نقطة انطلاق".
وجدد التأكيد على موقف الولايات المتحدة بالتمديد لعام واحد، يقوم خلاله كلا البلدين بتغطية (أو تجميد) جميع الرؤوس الحربية النووية، في إشارة إلى كل من الرؤوس الاستراتيجية والتكتيكية.
رغم ذلك، بدا أن الجانبين يقتربان من الاتفاق هذا الأسبوع.
فقد أكدت روسيا يوم الأربعاء استعدادها لمواصلة المفاوضات مع الولايات المتحدة حول تمديد معاهدة ستارت الجديدة.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في مؤتمر صحفي يومي "إن هذا الموضوع ذو طبيعة استراتيجية وأهمية عالمية. ولا يصبّ في مصلحة بلدينا فحسب، بل أيضا في مصلحة الأمن والاستقرار بالعالم".
وأضاف أن روسيا تأمل في استمرار الحوار مع الولايات المتحدة، وتجاوز خلافاتهما.
وقالت وزارة الخارجية الروسية يوم الثلاثاء إن البلاد مستعدة لتجميد عددها الحالي من الرؤوس النووية إلى جانب الولايات المتحدة، لتمديد معاهدة ستارت الجديدة لمدة عام واحد.
على الجانب الآخر، قال المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للحد من التسلح، مارشال بيلينغسلي، في مقابلة مع ((بي بي أس-PBS)) يوم الثلاثاء، إنه "لم نتوصل لاتفاق بعد، ولكن، بالتأكيد، بالنظر إلى حقيقة أن روسيا قد تحركت في اتجاه اقتراح الولايات المتحدة بشأن الحد الأقصى، يبدو أن الجانبين يقتربان من بعضهما البعض أكثر".
ولكن إمكانية التوصل لاتفاق بين الجانبين، لا تزال سؤالا مفتوحا.
لقد ظلت إدارة ترامب تشكو طويلا من أن ستارت الجديدة تحدد فقط نشر الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية وأنظمة إيصال كلا النوعين، ولكن لا تحدد تلك التكتيكية التي تتمع روسيا بتجهيز كبير فيها.
وفي تصريحها يوم الثلاثاء، أوضحت روسيا أن تجميد الرؤوس الحربية النووية كان "التزاما سياسيا" و"غير مصحوب بأية مطالب إضافية من جانب الولايات المتحدة"، لكن واشنطن فرضت في الحال شرط التحقق، الأمر الذي يلقي بظلال من الشك على ما إذا كان كلا الجانبين يقتربان فعلا من الاتفاق.
قال بيلينغسلي "أقول بصراحة، إن التحقق ليس إضافة عندما يتعلق الأمر بالحد من التسلح"، و"هو جزء جوهري، وجزء أساسي من أي اتفاق للحد من التسلح، وظل هكذا دوما".
أشار جيمس أكتون، وهو زميل أقدم في مؤسسة كارنيغي للسلام العالمي، إلى أن التعريفات والتحقق قد لا يكونان الجزء الأكثر إثارة للجدل في مفاوضات الحد من التسلح، ولكنهما غالبا ما يستغرقان وقتا طويلا.
وأضاف هذا الخبير بالسياسات النووية "إن الاتفاق ممكن، ولكن من غير الواضح ما إذا كان قريبا. والخلاف حول ما إذا كانت هناك حاجة للتحقق، كبير فعلا".