خلال عطلة "العيد الوطني وعيد منتصف الخريف" التي انتهت لتوها، انتعش الاستهلاك المحلي في الصين بقوة، وأصبح "الاقتصاد الليلي" و "الاقتصاد المنزلي" من المعالم البارزة الجديدة.
ولعل البيانات هي خير دليل على ذلك. إذ أنه وفقا لحسابات مركز البيانات التابع لوزارة الثقافة والسياحة، خلال الإجازة التي استمرت 8 أيام، بلغت إيرادات السياحة المحلية 466.56 مليار يوان، وهو ما يمثل انتعاشا سنويا بنسبة 69.9٪. وفقًا لتشاينا يونيون باي "UnionPay"، بلغ حجم معاملات UnionPay عبر الإنترنت 2.16 تريليون يوان خلال سبعة الأيام الأولى للعطلة الطويلة. وقد أدى التعافي المتسارع لمختلف الصناعات بما في ذلك السياحة إلى ضخ الثقة في تعزيز التنمية الاقتصادية.
في الوقت الحالي، لا يزال كوفيد-19 في الانتشار على المستوى الدولي، كما أن الاقتصاد العالمي لايزال في حالة ركود. لكن الصين التي صمدت أمام اختبار هذه الجائحة واستعادت حيويتها تدريجيا، أظهرت النتائج الباهرة خلال هذا "الأسبوع الذهبي"، مما سمح للعالم بمشاهدة آفاق الانتعاش في الصين والإمكانيات الهائلة للتنمية التي تتمتع بها. وفي هذا الصدد، أشادت وسائل الإعلام الأجنبية بأن "الانتعاش الاقتصادي للصين يعتبر بمثابة قصة نجاح عالمية". حيث تمكنت الصين من السيطرة على الوباء وأعادت الدورة الاقتصادية إلى ما كانت عليه قبل تفشي الجائحة، ما جلب راحة البال والطمأنينة إلى الشعب الصيني، وبالتالي فإن هذه النتائج الباهرة تظهر مجددا حكمة الصين وقوتها.
بالطبع لا يمكن فصل تحقيق الإنجازات عن الجهود التي بذلتها الصين للسيطرة على كوفيد-19، وهي أيضا بداية جيدة للاقتصاد الاجتماعي لتحقيق انتعاش مستقر ومنظم في ظل الوضع الطبيعي للوقاية من هذا الفيروس ومكافحته. وبالتالي فإن الجهود الدؤوبة والمتواصلة في جميع أنحاء البلاد هي التي تقف وراء راحة بال المواطنين وتمكن أكثر من 600 مليون شخص من التمتع بالسياحة في مختلف الأماكن في الصين. ولولا الضمانات السياسة الوطنية والمشاركة الواسعة للشعب لكان من الصعب السيطرة على هذه الجائحة، وإلى العودة للعمل واستئناف الإنتاج وتحقيق الانتعاش التدريجي للاستهلاك وضخ دماء جديدة في الاقتصاد. وبالتالي يمكن القول إن إعادة الحياة إلى طبيعتها في الصين لا تظهر فقط قدرتها في نفس الوقت على عمليات السيطرة على المرض من جهة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى، ولكن أيضا عملها على تطوير الخطوة التالية بشكل أفضل، وتراكم الخبرات والفرص من أجل انتعاش الاقتصاد العالمي.
خلال أيام العطلة، هناك بيانات ذات مغزى كبير: على منصة التجارة الإلكترونية زاد عدد عمليات البحث عن الأقنعة بنسبة 271 بالمائة على أساس سنوي، وزادت قيمة المعاملة بنسبة 585 بالمائة. أي بمعنى آخر فإن هذا يظهر أن الناس لا ينسون حماية أنفسهم عندما يخرجون، وأن عمليات المنع والسيطرة في مختلف الأماكن لم يتم التراخي فيها.