مقالة : "البرنامج الصيني" يساعد في حل أزمة المناخ والبيئة العالمية

بكين 24 سبتمبر 2020 (شينخوا) عُقد المنتدى الدولي لحل أزمة المناخ والبيئة في بكين مساء يوم الثلاثاء (بتوقيت بكين)، والذي أقامته منظمة التنمية والتعاون للربط العالمي للطاقة (جيدكو)، وحضره أكثر من 400 ضيف من أكثر من 40 بلدا.

وأصدرت منظمة جيدكو في المنتدى وثيقتين بعنواني "حل الأزمة و" طريق التنمية المستدامة - مسار العمل لشبكة ربط الطاقة العالمية من أجل تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030" (المشار إليه فيما بعد بـ"طريق التنمية المستدامة") اللتان تربتطان باتفاقية باريس وخطة التنمية المستدامة لعام 2030 للأمم المتحدة، وتهدفان إلى طرح " البرنامج الصيني " لإيجاد حلول لمشكلات المناخ والبيئة والتنمية المستدامة في العالم، وتعزيز ربط الطاقة العالمي وبناء مجتمع البشرية ذي مستقبل مشترك.

وتنظر وثيقة " حل الأزمة " في الأزمات الرئيسية التي تواجه البشرية حاليا وفي سبل التنمية، بهدف بناء توافق عالمي في الآراء من أجل تعزيز التنمية العالمية الخضراء والمنخفضة الكربون وذات الجودة العالية، واقتراح أفكارا للتنمية النظيفة وحلولا لربط الطاقة عالميا من أجل التغلب على المصاعب والعراقيل أمام حل الأزمة.

وتوضح وثيقة "طريق التنمية المستدامة" بشكل منهجي المساهمة الشاملة لشبكة ربط الطاقة العالمية في تحقيق الأهداف السبعة عشر الواردة في خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، وتقترح خريطة طريق للعمل في هذا الصدد وتقدم أفكاراً جديدة وخيارات جديدة للتنفيذ الكامل لأهداف الخطة.

وقال ليو تشن يا، رئيس منظمة جيدكو في كلمته في المنتدى إن بناء شبكة ربط الطاقة العالمية سيساعد في تسريع تخفيض انبعاثات الكربون على الصعيد العالمي، وتحقيق الحوكمة العالمية والتنمية النظيفة وتنفيذ اتفاقية باريس، وهو ما يتطلب الحكمة والقوة والتضامن من جميع الأطراف .

وقال ليو تشن يا : "تشير التقديرات إلى أن استخدام شبكة ربط الطاقة العالمية لتنفيذ اتفاقية باريس من شأنه أن يحقق فوائد مجمعة قدرها 9 دولارات أمريكية مقابل كل دولار يتم استثماره، وأن التكاليف الهامشية لخفض الانبعاثات الكربونية في المجتمع الدولي ككل تبلغ 15 دولاراً أمريكيا للطن الواحد فقط، وهي أقل كثيراً عن الخيارات الأخرى (30-100 دولار للطن الواحد)".

وقال ليو تشن مين، نائب الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته إنه على الرغم من أن وباء فيروس كورونا الجديد هو الأزمة الأكثر إلحاحًا التي تواجه البشرية، إلا أن تغير المناخ لا يزال أخطر تحد على المدى الطويل. وأشار إلى أننا نقف على شفا الخطر، ولم يتبق لنا سوى فترة نافذة محدودة للغاية للتصدي لأزمة المناخ، وعلينا أن نعجل بالتحول إلى الطاقة النظيفة، وأن نحل مشكلة توفير الكهرباء للسكان بدون كهرباء، وأن نحقق فوائد طويلة الأجل فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة مثل القضاء على الفقر وتمكين المرأة.

وصرح رئيس غينيا ألفا كوندي في خطابه بالفيديو أن الحكومة الغينية تعلق أهمية كبيرة على تنمية الطاقة النظيفة وقد بادرت بشكل مشترك إلى إنشاء تحالف الطاقة الافريقية للتنمية المستدامة مع منظمة جيدكو، مشيرا إلى أن البيئة الإيكولوجية في إفريقيا هشة، والطلب على الطاقة ينمو بسرعة، والإسراع في بناء شبكة الطاقة في إفريقيا له أهمية كبيرة لتحقيق التنمية المستدامة للطاقة وتعزيز التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي في إفريقيا.

وأشار بيتيري تالاس ، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في كلمته إلى أن الاحتباس الحراري وارتفاع مستوى سطح البحر وغيرها من الظواهر باعتبارها مشاكل عالمية، تؤثر على عدد متزايد من سكان العالم، الأمر الذي يتطلب منا أن نزيد من حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة، مضيفا أن التقدم الذي أحرزته الصين في مجال الطاقة المتجددة ضروري لخفض الانبعاثات العالمية.

وذكر ماو وي مينغ ، رئيس شركة شبكة الكهرباء الوطنية الصينية المحدودة ، في خطابه أنه بحلول نهاية عام 2019 وصلت القدرة المركبة لتوليد الطاقة المتجددة المتصلة بشبكة الكهرباء الوطنية إلى 580 مليون كيلوواط، وهو ما يمثل 38.4 في المائة من إجمالي القدرة، وذلك بزيادة نسبتها 8.6 نقطة مئوية عن نهاية عام 2015. وبلغ معدل استخدام الطاقة الجديدة مثل طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية 96.8 في المائة.

وفي السنوات الخمس الماضية، ونتيجة لتحسين مستوى زيادة نظافة مصادر الطاقة، خفضت الشركة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يقرب من 5 مليارات طن بشكل تراكمي في منطقة تشغيل الأعمال للشركة، في حين ستساعد الشركة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في تحقيق الإمداد الكامل بالطاقة المتجددة لأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية، وفق ما قاله ماو.

وتعد جيدكو أول منظمة دولية للطاقة أنشأتها الصين، وهي ملتزمة بتعزيز ترابط الطاقة العالمي والتنمية المستدامة في العالم، ولديها أكثر من 1000 عضو من 125 دولة حتى الوقت الراهن.