غزة 21 سبتمبر 2020 (شينخوا) أعلن مسئولون في القطاع الصحي اليوم (الإثنين)، عن وجود نقص حاد في الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية في قطاع غزة لإجراء الفحوصات اللازمة لاكتشاف المصابين بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، ما ينذر ب"كارثة إنسانية".
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة أشرف القدرة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن مسحات (PCR) الخاصة بفحص فيروس كورونا على وشك الانتهاء ولا تكفي إلا ليومين فقط، محذرا من أن ذلك ينذر "بكارثة حقيقية".
وأضاف القدرة، أن الأيام الأولى من انتشار الفيروس كان يتم إجراء فحوصات لـ1000 مواطن، ولكن في هذه الأيام يتم إجراء فحوصات لـ2000 مواطن، مما يزيد من حاجة القطاع للمسحات الطبية.
وأشار إلى عدم توريد مسحات بشكل مستمر إلى غزة، مما يعني احتمالية انتشار الفيروس بشكل أكبر داخل المجتمع وبالتالي عدم السيطرة على المرض داخل القطاع.
وأوضح القدرة، أن الأزمة لا تتعلق بالأدوية الخاصة بكورونا فقط، لكنها تشمل أيضا أدوية مرضى الكلى والسرطان والقلب، وجميعهم يعانون من ضعف المناعة وفي حال إصابتهم بالفيروس يعني "المخاطرة بحياتهم بشكل كبير".
بدوره، قال مدير عام الصيدلة بوزارة الصحة منير البرش لـ((شينخوا))، إن نسبة العجز في الأرصدة الدوائية بلغت 47 في المائة، فيما بلغت نسبة العجز في المستهلكات الطبية 33 في المائة.
وذكر البرش، أن الخدمات الصحية التخصصية مثل السرطان وأمراض الدم أكثر تأثرا حيث بلغت نسبة العجز 63 في المائة، وخدمات الرعاية الصحية 66 في المائة، وصحة الأم والطفل 56 في المائة، وخدمة الطوارئ والعمليات 21 في المائة، وخدمات الكلى وغسيل الكلى 41 في المائة.
وأشار إلى أن الواقع الدوائي ومستلزمات الوقاية المرتبط بالخدمات التي تقدم لمرضى كورونا قاربت على الخلاص، محذرا من أن ارتفاع عدد حالات الإصابة سيستنزف الكمية المتبقية إلى أقل من تلك الفترة.
من جهته، اعتبر مدير المختبرات بالوزارة عميد مشتهى، أن نسبة العجز في أرصدة مواد الفحص "مؤشر خطير بالنظر إلى تطورات الحالة الصحية في غزة".
وقال مشتهى، إن "المستهلكات الخاصة بأجهزة غازات الدم ووظائف الكلى والفحوص الضرورية لمصابي كورونا يوجد بها شح كبير، الأمر الذي يعيق عمل الطواقم الصحية".
ودعا مشتهى إلى "تدعيم المختبر المركزي بأجهزة إضافية لضمان رفع قدرته على إجراء الفحوص الخاصة بمرض كورونا".
وألقت أزمة كورونا بظلالها السلبية على كافة مناحي الحياة في القطاع، عقب اكتشاف أول حالات مصابة داخل المجتمع في 24 أغسطس الماضي وفرضت السلطات المحلية إغلاقا شاملا، ما فاقم الوضع الصحي والاقتصادي.
وطالبت منظمات أهلية وحقوق إنسان تنشط في غزة، المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإنقاذ الوضع الصحي والإنساني المتدهور في القطاع ما يزيد صعوبة التعامل مع الحالة المرضية.
وحذر مدير شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا، من وجود خطر حقيقي على حياة السكان في حال استمرار هذا الوضع الصحي الذي يعاني في ظل انتشار المرض والحصار الإسرائيلي المفروض.
وقال الشوا لـ((شينخوا)) إن "هناك نقصا في الأدوية وعجزا كبيرا في الطواقم الطبية التي من المفترض أنها تعمل على متابعة أحوال المرضى بشكل مستمر".
ودعا الشوا، إلى تحرك دولي جدي لرفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع وإدخال كافة الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية من أجل مواجهة أزمة مرض فيروس كورونا.
من جهته، مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان عصام يونس، أن الوضع في قطاع غزة الذي يقطنه 2 مليون نسمة ويحاصر من قبل إسرائيل منذ 2007 "كارثي" بكافة المقاييس، محذرا من أن "الأسوأ قادم".
وقال يونس لـ((شينخوا)) "يتعين التحرك العاجل من كافة الجهات الفلسطينية الرسمية والعربية والدولية لتحمل مسؤوليتهم وتوفير كافة المتطلبات اللازمة لحماية السكان من الموت المحتم".
وأشار يونس، إلى أن البنية التحتية الصحية غير قادرة على مكافحة مرض كورونا، مطالبا السلطات الحكومية في غزة بمشاركة مكونات المجتمع الفلسطيني في صياغة خطط قوية لمواجهة المرض.
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في غزة في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، عن تسجيل 42 إصابة جديدة بالفيروس خلال 24 ساعة الماضية.
وبذلك يرتفع مجمل الإصابات منذ مارس الماضي بحسب البيان، إلى 2400 إصابة بينهم 1830 حالة نشطة، 553 حالة تعاف، و17 حالة وفاة.
وكان عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حذر الليلة الماضية، إسرائيل من عدم الالتزام بالتفاهمات التي تم التوصل اليها نهاية الشهر الماضي لاحتواء توتر ميداني، برعاية قطرية، على أن تتضمن عددا من المشاريع لصالح سكان القطاع.
وقال الحية في تصريح لإذاعة صوت الأقصى المحلية "لن نقبل أن تضاف معاناة جديدة على شعبنا بسبب فيروس كورونا، (..) ونستطيع أن ندخل كل الإسرائيليين إلى الملاجئ" في تلميح لإمكانية العودة لإطلاق الصواريخ من غزة.
وأضاف "يجب على الاحتلال الإسرائيلي وحكومته تلبية مطالب غزة قبل فوات الأوان"، منوها بأنه انقضى شهر من المهلة التي تم منحها لتنفيذ التفاهمات".
وشهد أغسطس الماضي توترا بين الجانبين جراء إطلاق بالونات حارقة ومتفجرة، وقصف الجيش الإسرائيلي أهدافا تتبع لحماس مترافقة مع خطوات عقابية ضد القطاع، وإطلاق قذائف صاروخية من غزة تجاه إسرائيل.