21 سبتمبر 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/في عصر إنترنت الهاتف المحمول، يكاد يكون من المستحيل التنقل بدون الهواتف الذكية. حيث جعلت الصناعة الذكية والرقمنة المجتمع يعمل بشكل أكثر كفاءة، ولكن في ذات الوقت، خلقتا "فجوة رقمية" يصعب التغلب عليها بالنسبة لكبار السن. فكيف سيتكيف كبار السن مع عصر الانترنت، وكيف يمكن مساعدتهم؟ هذه مشاكل تنتظر حلولا من المجتمع.
وأظهر "التقرير الإحصائي عن وضع تطور الإنترنت في الصين" أنه إلى غاية مارس 2020، وصل عدد مستخدمي الإنترنت في الصين إلى 904 ملايين، وبلغ معدل انتشار الإنترنت 64.5٪. لكن نسبة مستخدمي الإنترنت الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا فما فوق هي 6.7٪ فقط. ووفقًا للبيانات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء، نسبة السكان الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا فأكثر، قد بلغت في عام 2019 حوالي 18.1٪. وتشير التقديرات إلى أن مئات الملايين من كبار السن في الصين غير مواكبين لقطار المعلوماتية حاليا.
وفي ظل عصر انترنت الهاتف المحمول، أصبح كبار السن حلقة ضعيفة في المجتمع بسبب عدم قدرتهم على مواكبة التطورات في تقنية الاتصالات. وحتى داخل الأسرة، بات المسنّون يعانون خطر التهميش. في هذا الصدد، يشير لو جيهوا، الأستاذ في قسم علم الاجتماع بجامعة بكين، إلى أن تطور إنترنت الهاتف المحمول قد أثر إلى حد ما التغيير في نمط التفاعل الاجتماعي، وتراجع فرص التواصل وجها لوجه.
لكن حتى إذا استطاع كبار السن اللحاق بقطار الانترنت السريع، فمن المحتمل أن يتحول كبار السن بسهولة إلى ضحية للتحايل عبر الانترنت، بسبب وفرة وقت الفراغ وضعف قدرتهم على التمييز وانخفاض وعيهم الحمائي. وخاصة بالنسبة لكبار السن الذين يتمتعون بقدرة مالية مستقلة، فإن عواقب الاحتيال عبر الإنترنت تكون أكثر خطورة.
ومع ذلك، هناك أيضًا العديد من كبار السن الذين يحسنون استعمال الهواتف الذكية ويستمتعون بحياتهم في عالم الانترنت. وعلى سبيل المثال، السيدة المسنة، جيانغ مينسي لديها أكثر من 370 ألف معجب على منصة بيلي بيلي. وحساب "الجدة العصرية" على تيك توك، يمكن أن تحصد فيديوهاته 2.6 مليون اعجاب وما يقرب من 100 ألف تعليق. كما يقضي عدد كبير من كبار السن أوقاتا ممتعة على الانترنت، بفضل قدرتهم على استعمال الرسائل الصوتية والدفع عبر الانترنت.
وتظهر البيانات ذات الصلة، أن عدد مستخدمي منصة الويتشات، الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و 70 عامًا قد بلغ في عام 2018 قرابة 61 مليون مستخدم. " حينما أشتاق لابني، أرسل له رسالة، فيردّ حينما يكون عنده وقت فراغ. لا أريد أن أتصل به هاتفيا كي لا أزعجه أثناء العمل." يقول أحد كبار السن الذين تعلّموا كيفية استعمال مواقع التواصل.
لكن مع ذلك، يبقى تأقلم المسنين مع تطورات تقنيات الأنترنت مهمة غير سهلة بالمرة. حيث يقول تان دينغ ليانغ، مدير معهد علم النفس التربوي في جامعة نانجينغ للمعلّمين، إنه بالإضافة إلى الخدمات العامة للمسنين، فإن المساعدة بين الأجيال و "الدعم الثقافي" داخل الأسرة عاملين بالغي الأهمية. فمهما كانت العملية سهلة بالنسبة للشباب، فقد تكون جبلًا في نظر كبار السن. وعلى الأبناء التحلّي بالصبر، في مساعدة الآباء على الاندماج في عصر إنترنت المحمول واختيار المنتجات الإلكترونية المناسبة للمسنين.
في وقت مبكر من عام 2016، افتتحت جامعة شونيي لكبار السن ببكين للمسنين فصلًا لتعلّم استعمال الهاتف المحمول بناءً على طلب الطلاب، وأصبح هذ الفصل على الفور أكثر الدورات شعبية. حيث حضر العديد من كبار السن إلى الفصل لمتابعة الدروس. وتعلّموا كيفية تثبيت تطبيقات الجوال، ومسح الرموز وطلب الوجبات، وشراء التذاكر عبر الإنترنت، وكذك منع عمليات التحيل.
ويرى لو جيهوا أن مساعدة كبار السن على التكيف بشكل أفضل مع الحياة في عصر انترنت المحمول، تتطلّب إيلاء المزيد من الاهتمام باحتياجاتهم وعاداتهم في التطور التكنولوجي. ومن حيث صياغة السياسات العامة والخدمات العامة، يجب توفير خيارات متعددة وبدائل لكبار السن الذين لا يستطيعون استخدام الهواتف الذكية.
تشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2025، سيكون هناك حوالي 300 مليون مسن تتجاوز أعمارهم الستين. وفي عصر انترنت المحمول سريعة التطور، يحق لكبار السن المتعثرين أن يمشوا على مهلهم. وبالإضافة إلى مساعدة كبار السن على الاندماج في عالم الإنترنت، يجب أيضًا قبول حقيقة تقدمهم في السن وتقديم حلول بديلة.