موسكو 2 سبتمبر 2020 (شينخوا) قال المحارب الروسي المخضرم تاراس شكودلو، البالغ من العمر 93 عاما، إن ذكريات وحقائق حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني، ينبغي الحفاظ عليها.
يصادف هذا العام الذكرى الـ75 للانتصار في حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني، والحرب العالمية ضد الفاشية، والتي تصادف في 3 سبتمبر. وكانت المقاومة الصينية ضد العدوان الياباني واحدة من أكثر الفصول بطولة في الحرب العالمية ضد الفاشية.
في أغسطس 1945، تم نقل مليون ونصف من القوات السوفيتية إلى شمال شرقي الصين. وقاتلوا إلى جانب الشعب الصيني وهزموا جيش كوانتونغ الياباني. وفي مقابلة مع ((شينخوا))، تبادل شكودلو، وهو لواء متقاعد شارك في تلك العملية، ذكرياته عن أحداث تلك السنوات.
وقال "في عام 1945، تخرجت من معهد بينزا للمدفعية، وعمري 18 عاما، ثم تم إرسالي إلى جبهة ترانس- بايكال، وانتهى بي الأمر في الجيش الـ39"، و"بعد يومين أو ثلاثة، في 9 أغسطس، توجهنا إلى شمال شرقي الصين، للقتال".
في ذلك الهجوم، كان على القوات السوفيتية المرور عبر سلسلة جبال خينجان الكبرى. ومع استمرار هطول الأمطار وعدم وجود طرق سالكة للسير، كان من الصعب على الجنود عبور تلك الجبال بالمعدات العسكرية، وفقا لقول هذا المحارب القديم.
وأضاف "في البداية، مشينا لما يقرب من يومين قبل الوصول إلى سلسلة جبال خينجان الكبرى، واجتزناها بصعوبة بالغة. عندما نزلنا إلى الوادي، بدأت معارك حقيقية مع اليابانيين هناك. سأبقى أتذكر كل ذلك حتى آخر حياتي".
وخلال استذكاره المساعدة والدعم اللذين قدمهما الشعب الصيني للقوات السوفيتية، تأثر شكودلو بشدة.
وقال "لقد ساعدنا المحليون كثيرا في عبور الأنهار وغيرها من العوائق. حتى أنهم قاموا بتفكيك منازلهم لتوفير مواد البناء التي يمكننا استخدامها لعبور الأنهار بشكل أسرع على الرغم من موسم الأمطار. لقد ساعدونا بقدر استطاعتهم".
وأضاف أن الهجوم الذي شنته القوات السوفيتية من سلسلة جبال خينجان الكبرى، التي كان يُعتقد أنها لا يمكن اجتيازها، كان غير متوقع أبدا للمعتدين اليابانيين.
وبسرعة خاطفة، انتهت العملية بالنصر بعد 10 أيام من بدئها.
منذ التسعينات، وبدعوة من الجانب الصيني، يتوجه شكودلو إلى الصين كل عام تقريبا، ويقوم بزيارة بكين وداليان ومدن أخرى.
وقال "لدي أروع الذكريات عن الصين، خاصة من النجاحات الحالية لأعز أصدقائنا، الشعب الصيني. البلاد تتغير أمام عيني".
في عام 2015، دُعي شكودلو إلى بكين، حيث شارك في النشاطات التذكارية المخصصة للذكرى الـ70 للانتصار في حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني، والحرب العالمية ضد الفاشية. كان من بين 18 من قدامى المحاربين الروس الذين حصلوا على ميدالية تذكارية في تلك المناسبة.
وبصفته مراقبا منذ فترة طويلة للعلاقات الروسية - الصينية، وصف العلاقات الحالية بين البلدين بأنها "ممتازة".
وقال "في رأيي، نحن على الطريق الصحيح، ونعزز صداقتنا بكل قوتنا. وهذا له تأثير ليس في آسيا، فحسب، ولكن أيضا بجميع أنحاء العالم. وأعتقد أن دور الصين في العالم سيستمر في التنامي".
وخلال تهنئته الشعب الصيني بالذكرى الـ75 للنصر، دعا هذا المحارب المخضرم إلى الحفاظ على الذكريات وتذكر حقائق تلك الحرب.
وقال "يجب أن نتذكر ذلك. يجب أن نتحدث عن تلك الأحداث، ونتحدث عن كيف حدث كل شيء. الجميع يجب أن يهتموا بهذا. والأهم، هو أن الجميع بحاجة إلى الحقيقة".