بكين 31 أغسطس 2020 (شينخوا) وقعت المجموعة الوطنية الصينية للتكنولوجيا الحيوية المنضوية تحت ساينوفارم اتفاقيتي تعاون مع المملكة المغربية بشأن اللقاح ضد مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) يوم 20 أغسطس الجاري، ما يشير إلى تقدم مهم آخر لتعاون الصين الدولي في تطوير لقاح كوفيد-19.
وفي هذا الصدد قال وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة إن المغرب يرى أن التعاون مع الصين نفيس وفعال، وأن توقيع هاتين الاتفاقيتين له أهمية تاريخية، حيث يعد إجراء التعاون في هذا المجال شيئا غير مسبوق في المغرب. وفي محادثة هاتفية مع ناصر بوريطة يوم 18 أغسطس الجاري، ذكر عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي أن الصين مستعدة لتعميق التعاون الإستراتيجي مع المغرب باستمرار ومواصلة مساعدة المغرب في مكافحة جائحة فيروس كورونا الجديد.
إن الدول العربية صديق وشريك حميم للصين، والصداقة بينهما تتجسد في مساندتهما لبعضهما البعض في السراء والضراء. وهذا ما اتضح جليا من خلال تضامنهما مع بعضهما البعض عند تفشي جائحة فيروس كورونا الجديد.
ففي أصعب الأوقات التي مرت بها الصين خلال تفشي الجائحة، قدمت العديد من الدول العربية المساعدة للصين في أسرع وقت ممكن. وبعد ذلك، سارعت الصين إلى إهداء بعض الدول العربية مستلزمات طبية بل وأرسلت فرقا من الخبراء الطبيين الصينيين إلى هناك لتقاسم التجارب والخبرات وتدريب العاملين في المجال الطبي وكذا بناء مختبرات متخصصة.
وفي هذا الصدد، أعرب بعض وزراء الصحة العرب عن إشادتهم بهذا التآزر بين الجانبين في أوقات الشدة وتطلعهم إلى دفع آفاق التعاون الصيني العربي في مجال الصحة مستقبلا.
فقد ذكرت وزيرة الصحة والسكان المصرية هالة زايد قبيل مغادرتها القاهرة في أول مارس في زيارة إلى بكين "نحن مهتمون جدا لمد يد العون للشعب الصيني"، لأن مساعدة الصين في التغلب على فيروس كورونا الجديد هو حماية لكل الإنسانية والدول في العالم.
وأشادت الوزيرة المصرية، بـ"الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية لاحتواء فيروس كورونا الجديد"، مؤكدة أنه لولا الخطوات الاحترازية القوية جدا التي اتخذتها الحكومة الصينية لكان الوضع الصحي في العالم أسوأ.
ومن جانبه، أكد وزير الصحة الجزائري عبد الرحمن بن بوزيد أن بلاده بصدد إعادة تنظيم إستراتيجيتها الصحية بشأن مواجهة انتشار فيروس كورونا الجديد وفق التجربة "الرائدة" للصين في هذا المجال.
وقال بن بوزيد في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية الحكومية عقب مشاركته في ندوة علمية عُقدت عن بعد عبر الفيديو في الثاني من إبريل وبُثت على المباشر انطلاقا من مقاطعة هوبي الصينية وشارك فيها خبراء من وزارة الصحة الصينية والمنظمة العالمية للصحة، لبحث كيفية مواجهة الفيروس، إن هذه التظاهرة العلمية ستسمح للجزائر "بإعادة تنظيم إستراتيجيتها لفائدة مرضاها، من خلال الاستفادة من الخبرة والتجربة الرائدة للصين، بما أن الأمر يتعلق بوباء عالمي".
أوضح أن المبادرة "ستسمح لنا بتحديد النقائص التي يعاني منها نظامنا الصحي، حيث نحظى بدعم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي وعد بتقديم كثير من الحلول بعد انحسار الوباء".
وقال "اننا في وضعية غير مسبوقة، لم يستعد لها أي بلد، أما على الأصعدة العلمية المحضة والإستراتيجية والعلاجية، فإننا في ذات التوجه الذي تبناه الآخرون، لكن بأبعاد مختلفة".
وأضاف "أنني سعيد لكون خبرائنا يمتلكون نفس رؤية وهدف الصينيين...والجزائر تثري رصيدها كل يوم بآراء الآخرين".
وبعد وصول الفريق الطبي الصيني إلى فلسطين في يونيو، أعربت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة عن شكرها للصين حكومة وشعبا على الدعم المتواصل لفلسطين، مؤكدة أن ذلك يتم في إطار العلاقة التاريخية بين البلدين.
وقالت الكيلة لـ((شينخوا)) إن "هنالك دعما مستمرا من الصين لفلسطين، ولكن بالنسبة للدعم الطبي والمجالات الصحية فهو دعم هام، وهذه زيارة هامة جدا نظرا للخبرة الصينية في مجال مواجهة كورونا".
وأشاد وزير الصحة العراقي حسن التميمي في الـ16 من مايو بالدور الكبير الذي لعبته الصين في دعم بلاده لمواجهة تفشي مرض فيروس كورونا الجديد، لافتا إلى أن التعاون بين البلدين في هذا المجال مازال مستمرا.
وقال التميمي "لدينا تعاون مع عدد من الدول في مجال مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد، ولكن الصين كان لها دور متميز في توفير عدد كبير من المستلزمات الخاصة بفحوصات هذا المرض"، مشيرا إلى أن التعاون بين البلدين في مكافحة هذا المرض مستمر.
وفي الـ28 من مايو، أشاد وزير الصحة السوداني آنذاك أكرم علي التوم خلال استقباله للفريق الطبي الصيني بمطار الخرطوم بمواقف الصين الداعمة للسودان.
وقال في تصريح صحفي "نقدر عاليا في وزارة الصحة والقطاع الصحي في السودان كل المجهودات والدعم المقدر الذي تستمر في تقديمه جمهورية الصين الشعبية الشقيقة".
وأضاف "تواجهنا بسبب الظرف الاقتصادي القاهر الذي تمر به السودان قلة في الموارد بما في ذلك الأدوية المنقذة للحياة، ونثمن في الوقت نفسه زيارة أشقائنا في الصين لأن هذا هو الوقت المحدد الذي نحتاج فيه إلى الخبرة المتراكمة للصين".
وهكذا تكثف الدعم المتبادل بين الجانبين الصيني والعربي خلال الأشهر الماضية، وازداد التعاون بينهما في مجال الصحة عمقا عبر التضامن في مكافحة جائحة كوفيد-19 وأضاف محتوى جديدا للشراكة الإستراتيجية بين الصين والدول العربية.