بيروت 24 أغسطس 2020 (شينخوا) أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو" اليوم (الإثنين) أن المنظمة ستقوم بتنسيق تعبئة جهود إعادة إعمار المدارس والمباني التراثية المدمرة والمتضررة في انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس الجاري.
وقال بيان لليونسكو تلقت وكالة أنباء (شينخوا) نسخة منه إن المديرة العامة للمنظمة أودري أزولاي ستقوم بزيارة رسمية للبنان بعد غد (الأربعاء) للقاء المتضررين وتفقد مدارس بيروت ومبانيها التراثية التي تكبدت أضرارا جسيمة.
ولفت البيان إلى أنه في سياق استجابة الأمم المتحدة إثر الانفجار أنيطت باليونسكو مسؤولية تنسيق الاستجابة الدولية في مضمار التعليم.
وأوضح البيان أن أزولاي ستلتقي مسؤولين وممثلين عن المجتمع المدني من أجل تقييم الوضع وتحديد الأعمال التي ستضطلع بها اليونيسكو تضامنا مع الشعب اللبناني في سعيه إلى إعادة إعمار عاصمته.
وأكدت أزولاي وفق البيان أن "الشعب اللبناني يستطيع التعويل على الدعم الذي تقدمه اليونيسكو عن طريق تعبئة كل الجهات الفاعلة والمساعدة في صون الغنى الكامن في الحياة الثقافية والتراث في بيروت".
وأعلنت أنها ستتكفل بأن "يتبوأ التعليم والثقافة مكانة مركزية في خضم جهود إعادة الإعمار، وأن تولى الفئات الأشد ضعفا اهتماما خاصا ويجب أن يكون التعليم والتراث والثقافة الأساس الذي تستند إليه جهود إعادة الإعمار".
وذكر بيان اليونيسكو أن "الانفجار ألحق أضرارا بقرابة 160 مدرسة رسمية في بيروت وضواحيها، الأمر الذي سلب أكثر من 85 ألف طالب لبناني وغير لبناني الحق في التعليم".
وأضاف أن "إعادة تأهيل المدارس يمثل شرطا ضروريا لضمان الانتفاع بالتعليم الابتدائي والثانوي وأن اليونيسكو كلفت بقيادة الجهود التي يبذلها الشركاء والجهات المانحة لإعادة تأهيل المدارس والحرص على عدم توقف التعليم".
وأشار البيان إلى "تأثر 8 آلاف مبنى على الأقل في بيروت بانفجار المرفأ وخصوصا في منطقتي "الجميزة" و"مار مخايل" المحاذيتين للمرفأ اللتان تضمان 640 مبنى تراثي، بينها 60 مهددة بالانهيار".
وأكد البيان أن "اليونيسكو ستتصدر التعبئة الدولية الرامية إلى إنعاش معالم الثقافة والتراث في بيروت وإعادة إعمارها، استنادا إلى تقييم الاحتياجات التقنية للبنان وخطة العمل الدولية للثقافة في بيروت بمعية شركائها كافة في لبنان والخارج".
وكانت كارثة الانفجار الذي ضرب بيروت قد أوقعت أكثر من 180 ضحية وما يزيد على 6 آلاف جريح بالإضافة إلى أضرار مادية ضخمة في أحياء العاصمة اللبنانية وتدمير المنشآت والبنى التحتية في أحياء عدة وتعطل وتضرر 5 مستشفيات.
وقد أتى هذا الانفجار في وقت يواجه لبنان أزمات متعددة ومتشابكة، حيث أدت الأزمة الاقتصادية إلى تزايد الفقر والبطالة والتضخم المالي وانهيار العملة الوطنية وارتفاع الإصابات بمرض (كوفيد-19) إلى تفاقم أوضاع البلاد مما دفع العديد من الدول إلى الإسراع في تقديم مختلف أشكال الدعم والمساعدة إلى لبنان.