خبير: أي سياسة أمريكية لإنهاء الارتباط مع الصين مآلها الفشل

نيودلهي 14 أغسطس 2020 (شينخوا) قال خبير هندي إن أي سياسة أمريكية جديدة لإنهاء الارتباط مع الصين أو تقليصه بشكل كبير محكوم عليها بالفشل.

"إذا لم تستطع الولايات المتحدة الاستمرار في عزل الصين قبل 50 عاما، فكيف يمكنها عزل الصين واحتوائها الآن، في عام 2020، حيث أصبحت الصين أقوى بكثير وأصبح العالم أكثر ارتباطا وترابطا؟"، هكذا قال سودهيندرا كولكارني الرئيس السابق لمؤسسة أوبزيرفر للأبحاث ومقرها مومباي، في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا.

وقال كولكارني "من المؤسف أن بعض كبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية، ولا سيما وزير الخارجية السيد مايك بومبيو، لا يظهرون عدم احترام لتاريخ العلاقات الصينية الأمريكية فحسب، بل يقومون بتزويره بالفعل".

وذكر كولكارني أن "بومبيو يعيد كتابة التاريخ بقلم مليء بحبر الكذب والبهتان" من خلال الادعاء بأن سياسة الارتباط التي انتهجتها الولايات المتحدة مع الصين على مدى العقود الخمسة الماضية قد فشلت وأن هذا الارتباط أثبت أنه ضار بأمريكا وبقية ما يسمى بالعالم "الحر".

ولدى إشارته إلى أنه من المفارقة أن ينطق بومبيو بهذه الأكاذيب في خطاب ألقاه في مكتبة نيكسون بكاليفورنيا، قال الخبير أيضا إن بومبيو زيف قرار الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون الجريء والمدروس ببدء الارتباط الدبلوماسي مع الصين مع زيارته التاريخية لبكين في عام 1971.

وذكر كولكارني إن الخطوة التي اتخذها نيكسون ووزير خارجيته هنري كيسنجر كانت بوضوح نتيجة لإعادة تقييم دقيق واعتراف من جانبهما بالحقيقة التاريخية المتمثلة في أن سياسة عزل الصين التي اتبعتها الولايات المتحدة كانت ذات نتائج عكسية وغير مفيدة ومضرة بمصالح أمريكا الخاصة.

وقال كولكارني إن خطاب بومبيو "غير منطقي بشكل واضح"، مضيفا أن سياسة "تقريع الصين" التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب، وهي خطته الرئيسية في السعي لإعادة انتخابه، لا تضيف مفخرة للديمقراطية الأمريكية.

وشدد الخبير على أنه يتعين على جميع الدول احترام الاختلافات وإيجاد سبيل للعمل معا في وئام من أجل الخير المتبادل ومن أجل صالح العالم بأسره، فضلا عن تنمية عقلية التعلم المتبادل.

وأضاف أن "العقلية المنغلقة أو عقلية التفوق تتعارض مع القوة المحركة الأساسية للتطور البشري".

وقال إنه "ينبغي على كل من الولايات المتحدة والصين إدارة خلافاتهما بطريقة مسؤولة ومنسقة. وبدون ذلك، ستكون هناك عواقب سلبية ليس فقط على العلاقات الأمريكية الصينية، وإنما أيضا على السلام والاستقرار والتنمية في العالم".

وذكر أن "هذا هو عصر العولمة، وهو اتجاه لا رجوع فيه في تاريخ البشرية الحديث"، لافتا إلى أنه "لا مكان (للفصل) و(فك الارتباط) في عالم القرن الـ21".

وأشار كولكارني إلى أن العالم اليوم أصبح "مسطحا"، حيث وفرت الثورة الرقمية الأدوات للبلدان الكبيرة والصغيرة على حد سواء لصنع ابتكارات يمكن أن تفيد البشرية جمعاء.

وقال إنه لا يحق لأي دولة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مضيفا أن هذا هو أحد الجوانب الرئيسية لـ"المبادئ الخمسة للتعايش السلمي".

وأشار كولكارني إلى أنه من المؤسف أن تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين جاء في وقت يعاني فيه المجتمع الدولي من آثار مروعة لأزمتين غير مسبوقتين -- وهما جائحة كوفيد-19 والأزمة الاقتصادية الناتجة عنه.

وذكر "لقد حان الوقت لجميع الدول، وخاصة الدول الغنية والقوية، للالتقاء بروح التضامن العالمي لمساعدة بعضها البعض، وخاصة مساعدة الفئات الأشد ضعفا من سكان العالم"، مضيفا بقوله إنه ليس وقت المواجهة.