مع تفشي فيروس كورونا المستجد وظهور أمراض خطيرة وآفات حشرية وغيرها من التحديات الخطيرة التي برزت منذ بداية العام الحالي. بذلت الصين جهودا كبيرة ركزت على الإنتاج الزراعي لضمان استقرار الإنتاج وامدادات الحبوب والخضار. حيث تمكنت الصين من التغلب على اثار الجفاف وبرد الربيع والآفات الحشرية التي شهدها النصف الأول للعام على محصول الحبوب، وتمكنت من جني محصول كبير بلغ 285.6 مليار رطل. بزيادة في الانتاج قدرها 2.42 مليار رطل، ونمو بـ 0.9٪ على أساس سنوي.
من جهة أخرى سجلت جودة الحبوب تحسنا كبيرا، وزادت كمية انتاج حبوب الدرجتين الأولى والثانية، وشكلت مساحة القمح عالي الغلوتين والقمح خفيف الغلوتين 35.8٪ ، بزيادة قدرها 2.8٪ على أساس سنوي. كما اقتربت الصين من انهاء حصاد محصول الأرز المبكر، وسجلت كمية الانتاج زيادة ملحوظة.
في هذا الصدد، قال بان ونبو، مدير إدارة الزراعة في وزارة الزراعة والشؤون الريفية أن إنتاج الأرز المبكر هذا العام قد أظهر ثلاث نقاط مضيئة. أولاً، زادت مساحة الأرز المبكر بأكثر من 4.7 مليون مو مقارنة بالعام السابق، مما عكس الاتجاه التنازلي لسبع سنوات متتالية؛ ثانيا، كارثة الفيضانات في جنوب الصين لم تغير الاتجاه العام في زيادة الإنتاج؛ ثالثًا، وصلت مساحة الأرز المبكر عالي الجودة إلى 46.2٪ ، بزيادة نقطتين مئويتين عن العام السابق. وفي ذات الوقت، زادت المساحة المزروعة لحبوب الخريف بشكل مطرد هذا العام، ونمت المحاصيل في الحقول بشكل جيد، مما يبشر بمحصول حبوب وفير على مدار العام.
وكانت كوارث الفيضانات هذا العام قد أثارت قلقا كبيرا على الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي. لكن بشكل عام، تمتلك الصين محصولا وافرا من الأرز والخضروات، وحافظت أسعار السوق على استقرار عام. ووفقا لمكتب الرقابة بوزارة الزراعة والشؤون الريفية، بلغ متوسط السعر الشهري للأرز والقمح والذرة في أسواق الحبوب الثلاثة في النصف الأول من العام 121.24 يوانًا لكل 100 رطل، وهو نفس السعر الذي سجلته هذه السلع خلال العام الماضي. وبلغ إجمالي إنتاج الخضروات الشتوية والربيعية على مستوى البلاد 170 مليون طن، بزيادة قدرها 2٪ على أساس سنوي. وانخفض متوسط سعر الأرض لأصناف الخضروات الرئيسية الثلاثين بنسبة 8.4٪ على أساس سنوي. وارتفعت أسعار الفاكهة ثم تراجعت، وانخفض متوسط الأسعار في أسواق الجملة للفواكه الرئيسية بنسبة 13.4٪ على أساس سنوي.
"في الآونة الأخير ، تسببت الفيضانات في آثار سلبية على الإنتاج الزراعي في بعض المناطق، لكن التأثيرات كانت جزئية ومرحلية." يقول بان ونبو، وأضاف إن الحكومات المحليات عززت تعافي الإنتاج بعد الكارثة في أقرب وقت ممكن للحد من خسائر الكوارث.
وفي 12 أغسطس الجاري، أعلن مكتب الدولة للحبوب ومخزونات المواد عن تقدم عمليات شراء الحبوب الصيفية في مناطق الإنتاج الرئيسية. حيث بلغت كمية مشتريات الحبوب في مناطق الانتاج الرئيسية 42.857 مليون طن، مسجلة تراجعا ب 9.383 مليون طن.
وأظهرت أبحاث السوق أنه على عكس السنوات السابقة عندما تم طرح حبوب جديدة في السوق، اتحدّ المزارعون معًا لبيع الحبوب. بينما تردد العديد من المزارعين هذا العام في البيع". وفقًا للتحليل الذي أجراه شانغ جينسوه، مدير مستودع الحبوب بمحافظة بايشيانغ من مقاطعة خهبي. فإنه في ظل ظروف الشراء الموجهة نحو السوق، تحسن وعي المزارعين بالسوق، وتغيرت عادة بيع الحبوب تدريجيًا من المبيعات المركزة السابقة إلى المبيعات المتوازنة على مدار العام. كما تم تمديد فترة مبيعات الحبوب بشكل مماثل. كما اختار بعض المزارعين تخزين الحبوب واختيار الوقت المناسب لبيع الحبوب وفقًا لظروف السوق.
ورأى الخبراء أنه في سياق تنفيذ اجراءات الوقاية من الوباء، ازداد وعي المزارعين بالمخاطر. حيث أظهرت نتائج مسح خاص حول تخزين الحبوب أجراه مكتب الدولة للحبوب ومخزونات المواد هذا العام أن كمية الحبوب التي يخزنها المزارعون في مناطق الإنتاج الرئيسية قد زادت مقارنة بالسنوات السابقة.
وقال لي غو شيانغ، الباحث بمعهد التنمية الريفية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن الصين تمتلك الاكتفاء الذاتي الكامل من الأرز والقمح. حيث يتجاوز معدل الاكتفاء الذاتي من الحبوب الرئيسية في الصين 95٪. كما تحقق فائضا كبيرا من القمح كل عام، ولا تواجه الصين مشكلة في ضمان العرض. حيث استقر إنتاج الحبوب في الصين عند أكثر من 1.3 تريليون رطل لمدة خمس سنوات متتالية، وحققت مخزونا كافيا من الحبوب".