أعلنت مؤخرا مجموعة السكك الحديدية الوطنية الصينية المحدودة في "برنامج المخطط المتقدم للسكك الحديدية للدولة القوية في العصر الجديد" أنه بحلول سنة 2035 ستصل شبكة السكك الحديدية في الصين إلى حوالي 200 ألف كلم، منها حوالي 70 ألف كلم من السكك الحديدية فائقة السرعة. وقد شرحت في هذا المخطط البنود العريضة لبناء السكك الحديدية في الصين إلى حدود سنة 2035، ومن المتوقع أنه بحلول سنة 2050 ستصبح الصين دولة أقوى فيما يتعلق بتحديث السكك الحديدية فائقة السرعة.
إلى حدود نهاية شهر يوليو من هذا العام بلغ طول السكك الحديدية في الصين 141400 كلم، لتحتل بذلك المرتبة الثانية في العالم، بينما بلغ طول السكك الحديدية فائقة السرعة 36 ألف كلم لتكون بذلك هي الأولى عالميا.
صرح ليانغ دونغ نائب مدير إدارة التخطيط في المعهد الوطني لأبحاث التخطيط الاقتصادي لشركة السكك الحديدية المحدودة: "لقد أصبحت الصين تحتل المرتبة الأولى عالميا من حيث: طول السكك الحديدية فائقة السرعة، السرعة الفائقة لقطاراتها، ضخامة حجم نطاق الأشغال واكتمال النظام التكنولوجي لهذه السكك. كما لديها أفضل سيناريوهات التشغيل وأفضل خبرة إدارية في العالم". إن التغطية الحالية لشبكة السكك الحديدية الصينية في المدن التي يزيد عدد سكانها عن 200 ألف نسمة قد توسعت من 94٪ في عام 2012 إلى 98٪ في عام 2019، كما زادت تغطية شبكة السكك الحديدية فائقة السرعة في المدن التي يزيد عدد سكانها عن 500 ألف نسمة من 28٪ في عام 2012 إلى 86٪ في عام 2019. وقد تم ربط جميع عواصم المقاطعات باستثناء لاسا بقطارات فائقة السرعة.
أوضح "برنامج المخطط" هذا أنه بحلول سنة 2035 سيبلغ الطول الإجمالي للسكك الحديدية في البلاد حوالي 200 ألف كلم، وستغطي كافة المدن التي يزيد عدد سكانها عن 200 ألف نسمة. وسيبلغ طول شبكة السكك الحديدية فائقة السرعة في الصين حوالي 70 ألف كلم وستغطي المدن التي يزيد عدد سكانها عن 500 ألف نسمة. وهذا يعني بأن طول السكك الحديدية فائقة السرعة في الصين سيكون ضعف ما هو عليه الآن.
لأكثر من 10 سنوات من تشغيل السكك الحديدية فائقة السرعة في الصين، تطورت تكنولوجيا القطارات فائقة السرعة بسرعة. حتى الآن، وصل عدد هذه القطارات في الصين إلى أكثر من 3600 قطار، منها حوالي 690 قطار من نوع الرصاصة "فوشينغ"، وهو ما يمثل أكثر من نصف العدد الإجمالي للقطارات فائقة السرعة في العالم، أي أكثر مما لدى كافة بلدان العالم مجتمعة.
وقال نائب مدير إدارة المركبات لمجموعة السكك الحديدية الصينية وو قوه دونغ: مع ذلك لا تزال للسكك الحديدية فائقة السرعة في الصين أهداف أسمى تريد أن تبلغها مثل: أن تكون سرعتها أكبر، أن توفر طاقة أكثر وأن تكون صديقة للبيئة بشكل أفضل، أن يكون الركوب فيها مريحا أكثر، ومعداتها ومرافقها أكثر ذكاء، وتكاليف صيانتها على مدى الحياة أقل. كما أضاف بأن هذه هي الأهداف المشتركة لمشغلي السكك الحديدية والمصنعين في مختلف البلدان، كما نصّ " برنامج المخطط" أيضا على تعزيز عملية البحث والتطوير فيما يتعلق بالمركبات الجديدة.
ووفقا لـ "برنامج المخطط" ستحقق الصين اختراقات في إتقان التقنيات الأساسية الرئيسية وتبتكر بشكل مستقل وتؤسس مجموعة كاملة من أنظمة التكنولوجيا الرئيسية بما في ذلك المعايير الفنية للسكك الحديدية فائقة السرعة بسرعة 400 كلم في الساعة وما فوق. هذا وتقوم حاليا مجموعة السكك الحديدية الصينية أيضا بالتخطيط الشامل والاستفادة من خطوط السكك الحديدية فائقة السرعة الحالية لإجراء الأبحاث اللازمة لتطوير جيل جديد من القطارات فائقة السرعة.
ويقترح "برنامج المخطط" تطوير نوع جديد من نظام التحكم الذكي في القطارات بشكل مستقل. وفقا لموتشي سونغ، مدير قسم الاتصالات والإشارات بوحدة الصناعة والكهرباء لمجموعة السكك الحديدية الصينية، فإن نظام التحكم الذكي الجديد في القطارات سيستخدم تقنية الملاحة عبر الأقمار الصناعية بيدو وتكنولوجيا الاتصالات المرتبطة بشبكة الجيل الخامس لتشكيل نظام تحكم متكامل أرض-جو في القطار. ويمكن تقصير الفترة الزمنية لتتبع القطارات من ثلاث دقائق حاليا إلى حوالي دقيقتين فقط، مما يزيد من سعة النقل للخط بأكثر من 30٪.
كما أضاف قائلا: سينتقل نظام التحكم الذكي الجديد في القطار تدريجيا من القيادة اليدوية إلى القيادة التلقائية ثم إلى القيادة الذكية. واستنادا إلى وظائف القيادة التلقائية الحالية، سوف ندرس إضافة تقنيات ذكية مثل الوعي ببيئة القطار النشط وتقييم حالة السلامة التلقائية لتقليل القيادة لدى السائق وتحسين تجربة السفر للركاب.
استهلاك طاقة أقل وصديقة للبيئة بشكل أفضل. تعتبر القطارات فائقة السرعة هي الأكثر استهلاكا للطاقة عند زيادة سرعتها ولكن أثناء تقليص السرعة هي لا تستهلك الكهرباء فحسب بل تولّده أيضا، وهو مصدر للطاقة المتجددة. وقال موتشي سونغ أنه في الوقت الحاضر، يتم أخذ التحكم المنسق لمجموعة القطارات باعتبارها اتجاها بحثيا مهما وذلك لإعادة التدوير الداخلي للطاقة الكهربائية أثناء زيادة السرعة لمجموعة من القطارات عند خروجها وتقليص الدفعة الأخرى من القطارات لسرعتها عند وصولها للمحطة. من الناحية النظرية يمكن تقليل استهلاك الطاقة بالنسبة للفرد في كل مائة كلم بحوالي ثلاثين بالمائة، وإذا أخذنا السكك الحديدية فائقة السرعة بين بكين وشانغهاي كمثال، يمكن لجيل جديد من القطارات فائقة السرعة أن توفر حوالي 9 آلاف كيلوواط في الساعة من الكهرباء.