بكين 24 أغسطس 2020 (شينخوا) أعربت دول آلية تعاون لانتسانغ-ميكونغ عن استعدادها لتوسيع نطاق التعاون في مجالات موارد المياه والارتباطية والصحة العامة، وذلك مع انطلاق الاجتماع الثالث لقادة الآلية عبر رابط فيديو اليوم (الاثنين).
شارك في رئاسة الاجتماع الذي حمل عنوان "تعزيز الشراكة من أجل الرخاء المشترك"، كل من لي كه تشيانغ رئيس مجلس الدولة الصيني، وثونغلون سيسوليث رئيس وزراء لاوس، الدولة الرئيس المشارك للآلية. وشارك الاجتماع هون سن رئيس وزراء كمبوديا، ويو وين مينت رئيس ميانمار، وبرايوت تشان-أو- تشا رئيس وزراء تايلاند، ونجوين شوان فوك رئيس وزراء فيتنام.
---اقتراحات الصين
قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي خلال الاجتماع "بداية من هذا العام، ستشارك الصين بيانات نهر لانتسانغ الهيدرولوجية للعام بأكلمه مع بلدان ميكونغ".
وأشار لي إلى أن الصين ستعمل مع الدول الأخرى الأعضاء في الآلية لإنشاء منصة لتبادل المعلومات في إطار التعاون في مجال الموارد المائية بين دول لانتسانغ-ميكونغ، وذلك من أجل تعزيز معالجة تغير المناخ والكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف.
وفي سبيل تعزيز الارتباطية، اقترح لي إقامة تضافر بين آلية لانتسانغ-ميكونغ والممر التجاري البري-البحري الدولي الجديد، الذي يمر عبر غربي الصين ويربط جنوب شرق آسيا بقارة أوراسيا.
وقال لي "المزيد من التضافر بين الآلية والممر سيجعل طرق التجارة أكثر ملاءمة وسيتيح الاستفادة من المزيد من الموارد في غربي وجنوب غربي الصين ودول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وبالتالي يوجه المزيد من المدخلات إلى دول ميكونغ".
وفي تعليقه على الجهود العالمية لمكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، قال لي إنه الأولوية في توفير لقاحات (كوفيد-19) ستمنح لدول ميكونغ، بمجرد تطوير اللقاحات واستخدامها في الصين.
وقال رئيس الوزراء الكمبودي خلال الاجتماع "كمبوديا تثمن بشدة جهود الصين في إنتاج اللقاحات، والتزامها بجعلها متاحة للدول النامية بأسعار معقولة".
وقال تشانغ لي لي، الأستاذ بجامعة الشؤون الخارجية الصينية، "الصين تشارك المعلومات الهيدرولوجية مع دول آلية لانتسانغ-ميكونغ، وتمنح لدول الآلية الأولوية في توفير اللقاحات، الأمر الذي يظهر دور الصين كدولة مسؤولة ويظهر جهودها في تعزيز بناء مجتمع مصير مشترك".
---خطة للتعاون المستقبلي
عقب الاجتماع، صدر إعلان فينتيان الذي شدد على عزم دول الآلية الست على تعزيز الشراكة بشأن التعاون السياسي والأمني، والتعاون الاقتصادي والتنمية المستدامة، والتبادلات الاجتماعية والثقافية والشعبية، وتعزيز آلية لانتسانغ-ميكونغ.
وقال الإعلان "نجدد تأكيد أن تعزيز التعددية بهدف دعم التعاون المربح لجميع الأطراف، أمر أساسي في مواجهة التحديات وضمان تحقيق مصلحة جميع الأعضاء".
يذكر أن الاجتماع كان مقررا في الأصل أن ينعقد في فينتيان عاصمة لاوس في بداية العام الجاري، لكنه أرجئ بسبب تفشي المرض.
وقال هون سن خلال الاجتماع "في هذا الوقت الذي يتباطأ فيه النمو العالمي، يمثل تأمين موارد جديدة للنمو في منطقتنا أمرا حتميا".
وقال رئيس الوزراء التايلاندي إن هذا الاجتماع أظهر عزم جميع الأطراف على الاشتراك في توسيع نطاق التعاون، معربا عن استعداد بلاده للعمل بشكل مشترك في مواجهة التحديات وتحويل الأزمات إلى فرص، لضمان التنمية المستدامة والرخاء المستدام.
وبحسب بيان الرئيسين المشاركين بشأن إقامة تضافر بين الآلية والممر، وهي المسألة التي نوقشت أيضا خلال الاجتماع، جددت جميع الأطراف تأكيد "التزاماتها بتعزيز التعاون بشأن الارتباطية والتجارة والاستثمار وقدرات الإنتاج".
وتابع البيان "نعتزم تعزيز التعاون في الاقتصاد الرقمي وتطوير الموارد البشرية، فضلا عن الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، من أجل تجاوز التداعيات السلبية للمرض، ودعم التوظيف ومواصلة الإنتاج والتعافي الاقتصادي".
وفي حديثه إلى وكالة أنباء ((شينخوا))، قال لي فان ماي، الباحث بمعهد الدراسات الصينية التابع لأكاديمية فيتنام للعلوم الاجتماعية "من الملاحظ أن التعاون في إطار آلية لانتسانغ-ميكونغ تحسن خلال السنوات الأخيرة، من خلال مشاركة أكثر نشاطا للبلدان".
ووسط تفشي مرض (كوفيد-19)، تواصل بلدان الآلية الست تبادل المساعدة في الاحتواء الفعال للفيروس، والإسهام في مكافحة المرض.
وعلى الرغم من الصعوبات التي تسعى دول المنطقة لتجاوزها خلال فترة تفشي المرض، فهي لا تزال تشارك في التعاون العملي من أجل مواصلة العمل والإنتاج في داخل كل بلد على حدة، وتعزيز التعافي الاقتصادي في المنطقة بأكملها.
خلال النصف الأول من العام الجاري، أصبحت بلدان آسيان أكبر شريك تجاري للصين. وبين دول لانتسانغ-ميكونغ الست، زاد الحجم الإجمالي للواردات والصادرات بين الصين وفيتنام بنسبة 18.1 بالمئة، لتحتل فيتنام المرتبة الأولى بين دول آسيان في حجم التجارة الخارجية، ما يظهر إمكانات التنمية الاقتصادية الهائلة لمنطقة لانتسانغ- ميكونغ.
وقال تشاي كون، أستاذ الدراسات الدولية بجامعة بكين، "الاجتماع سيضخ طاقة جديدة تستعين بها بلدان المنطقة في إقامة التعاون وفي المساعدة في دفع التعاون العالمي التعددي الضعيف في العودة إلى الوضع الطبيعي في أسرع وقت ممكن".