اقرا أيضا: تقرير: صحراء مووس في شنشي بشمال غربي الصين تتحول إلى واحة خضراء
تقرير: صحراء أوردوس في منغوليا الداخلية تصبح غابة خضراء مجددا
14 أغسطس 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في سبعينات القرن الماضي، بلغ متوسط الأيام المليئة بغبار الصحراء في نينغشيا 79.2 يوما في السنة. وقد أدى هذا التصحّر المعروف باسم "سرطان الأرض"، إلى تقييد عملية التنمية في نينغشيا. واليوم أصبحت المواقع ذات المناظر الخلابة التي تعتمد على الرمال الصحراوية كنقطة جذب مثل شابوتو وبحيرة شاهو وهوانغشا تجذب الضيوف من جميع أنحاء العالم كل عام، وعززت التنمية عالية الجودة للثقافة والسياحة في نينغشيا.
لقد قامت أجيال متعاقبة من الناس بشكل مستمر في مكافحة التصحر في نينغشيا، واستحدثوا "تجربة نينغشيا" في السيطرة على الأراضي الرملية في صحراء مووس (تعرف أيضا بصحراء أورودوس)، وشرعوا في بناء مسار جديد من التنمية عالية الجودة الموجهة من خلال تطوير وتعزيز التنمية الإيكولوجية الخضراء.
قبل بداية التشجير: الرياح الصحراوية تجبر الناس على هجر مناطقهم
تغطي أرض مووس الرملية مساحة قدرها 11.025 مليون مو في نينغشيا، وهي تمثل 12.32% من مساحة الأراضي الصحرواية في هذه المنطقة و 59.8% من مساحة الأراضي المتصحرة في نينغشيا.
كانت البيئة متدهورة ولم تعد النباتات تنمو، وأصبحت الرمال الهائجة والغبار المتناثر في السماء هي السمّة التي اشتهرت بها هذه الأرض في ذلك الوقت. والأخطر من ذلك هو أن هذه الأرض الصحراوية لا تبعد سوى أربعة أو خمس كيلومترات عن الضفة الشرقية للنهر الأصفر، وبالفعل تسرّبت رمالها إلى مياه النهر وصارت تشكل تهديدا لجريانه. وهكذا اجتاحت الرمال والغبار القرى المجاورة، وأجبرت البيئة المعيشية القاسية ما يقرب من 30 ألف شخص من هذه القرى المحيطة بمدينة لينغ وو على مغادرة مسقط رأسهم.
إن "عقاب ولوم" الطبيعة للبشر يتجلى باستمرار على هذه الأرض. لذلك في هذا الوقت بالذات، وُلدت عزيمة أهالي نينغشيا وأصرّوا على مكافحة التصحر.
تقهقر الصحراء أمام عزيمة الناس: من شجرة واحدة إلى واحة خضراء شاسعة
لقد صنعت باي تشونلان، وهي فلاحة عادية معجزة في مكافحة التصحر على هذه الأرض. على مدار الأربعين سنة الماضية، قامت باي تشونلان بزراعة ما يقرب من 100 ألف شجرة وإدارة أكثر من 3800 مو من الصحراء. بعد سنوات من الاستكشاف، ابتكرت باي تشونلان طريقة "نظام الخطوط الثلاثة" لمكافحة التصحر والتي يتم فيها استخدام النباتات لسد زحف الرمال، وأشجار الصفصاف لاستصلاح الأراضي، وزراعة أشجار أخرى لإعاقة تقدمها، وطورت 40 مو من الأراضي السقوية في الصحراء مما صنع معجزة "حقل طن من الحبوب في الصحراء".
قال وانغ يو ديه الباحث في مكافحة التصحر بالطريقة العلمية في نينغشيا بأنه خلال أكثر من أربعين عاما، قام مئات الرواد من الكوادر والموظفين في بايجيتان بنينغشيا بزراعة الغابات التي تصدّ الرياح والنباتات التي تثبّت الرمال وذلك باستخدام طريقة المربعات العشبية، ونسجها على كامل أراضي صحراء مووس الشاسعة. وقد منعت هذه الشبكة الخضراء بشكل فعال زحف الرمال في المنطقة الجنوبية وتوسعها في المنطقة الغربية، مما ساهم في حماية النهر الأصفر والأراضي الصالحة للزراعة الموجودة على ضفافه.
في صحراء مووس، يواصل عمال مكافحة التصحر في نينغشيا استكشاف سلسلة من أنظمة الحماية والتحكم في زحف الرمال، ومن خلال تنفيذ المشاريع الإيكولوجية، وأمام عزيمة الناس وإصرارهم على التقدم والتغلب عليها، أجبر الهجوم المضاد المثالي الصحراء على التراجع.
في الماضي ومع بداية التشجير في صحراء نينغشيا كان يوجد فقط 20 نوعا من النباتات، أما اليوم فقد وصل عدد هذه الأنواع النباتية إلى 453، كما تخطط المنطقة لاستكمال تشجير 5 ملايين مو بحلول عام 2022 وزيادة معدل الغطاء النباتي إلى 16 بالمائة. ومن المقرر استكمال مكافحة التصحر لـ 33 ألف هكتار في عام 2020.
الانسجام بين الإنسان والرمال: تخضير الصحراء يجلب منافع اقتصادية كبيرة للناس
حماية البيئة الايكولوجية تستوجب تطوير الإنتاجية.
تعد نبتة القرغانة واحدة من أكثر النباتات شيوعا على الأراضي الرملية في صحراء مووس بنينغشيا. في الماضي كان دور هذه النبتة يقتصر فقط على تثبيت الكثبان الرملية، أما اليوم فقد تحولت هذه النباتات إلى علف جيد للأغنام في محافظة يانتشي. وقال سون قوه نائب مدير مركز الغابات بمكتب الموارد الطبيعية في محافظة يانتشي للصحفيين. "في الوقت الحالي، تم زراعة أكثر من 2.6 مليون مو من نباتات القرغانة، وتم بناء 8 مصانع لمعالجة الأعلاف، وتم دفع أكثر من 200 نقطة معالجة بالإشعاع. ويمكن أن توفر ما يقرب من 40 ألف طن من الأعلاف لأغنام يانتشي كل عام، مما يحقق فوائد اقتصادية بأكثر من 10 ملايين يوان.
من خلال عزيمة وإصرار أجيال عديدة قامت بمكافحة التصحر، ظهرت في نينغشيا تدريجيا الزراعة في المنطقة الصحراوية، ونشأت الغابات الاقتصادية الإيكولوجية، وصار هناك صناعة للبطيخ والفواكه، وظهرت أيضا صناعات أخرى لمواد البناء ومواد الطب التقليدي الصيني، وصناعة الطاقة الجديدة، والسياحة الصحراوية وصناعة الترفيه والتي تعتمد كلها على الرمال كمواد أساسية لها، وبالتالي بلغت قيمة الإنتاج السنوي لهذه الصناعات الرملية السبعة الرائدة أكثر من 3.5 مليار يوان، مما شجع الشركات والأفراد على المشاركة في عمليات مكافحة التصحر. كما بلغ عدد المؤسسات التي قامت بمكافحة التصحر لمساحات تفوق أكثر 1500 مو في نينغشيا أكثر من 60 مؤسسة.
في الخطوة التالية، ستعمل نينغشيا على تعزيز إدارة المجمعات الصغيرة للمياه، وتعزيز مكافحة التصحر من خلال تنفيذ نظام الإصلاح الإيكولوجي للمراعي، وزيادة التشجير الاصطناعي، ومنع الوصول إلى التلال لإعادة كسائها بالغطاء النباتي من جديد، وزراعة الغابات الاقتصادية المميزة، والسيطرة على تآكل التربة ومنع الانجراف، والاستفادة الكاملة من الظروف المواتية لمختلف المناطق وتأسيس الصناعات الرملية وتحقيق التنمية البيئية والاقتصادية المنسقة وتعزيز إنجازات التخفيف من حدة الفقر.