بكين 17 أغسطس 2020 (شينخوا) ذكر محللان، بحسب ما نقلت عنهما شبكة ((سي إن إن)) الأمريكية، أن القيود التي فرضتها الإدارة الأمريكية على شركات التكنولوجيا الصينية قد تأتي بنتائج عكسية وتسبب أضرارا للشركات الأمريكية.
مع قيام الولايات المتحدة باستهداف شركات التكنولوجيا الصينية الرائدة مثل ((هواوي)) و((بايتدانس))، فقد أبدى المحللان قلقا من أنه إذا اتخذت واشنطن تدابير جديدة مثل إجبار ((أبل)) على إزالة تطبيقات "غير موثوق بها" لشركات ((تينسنت)) و((بايتدانس)) و((علي بابا)) من متجر التطبيقات في الصين، فإن ((أبل)) قد تعاني من خسارة فادحة.
وقال شاو تشينغشياو، مؤسس ((ريد غايت)) لإدارة الأصول، وهو مدير استثمار مستقل يركز حصريا على أسواق الأسهم في الصين، إنه "إذا أزالت ((أبل)) تطبيق "ويتشات" من متجر التطبيقات الخاص بها، فإن هذا شيء آخر".
ويستخدم "ويتشات" من قبل مئات الملايين من الصينيين كل يوم لإرسال رسائل للآخرين أو نشر الصور أو طلب سيارات الأجرة أو طلب الطعام. وهناك أكثر من 50 مليون شركة فردية من المستخدمين النشطين لميزة "ويتشات باي"، وهي واحدة من منصتي الدفع الرئيسيتين للأطراف الثالثة في البلاد، وفقا لتقرير صادر عن "ويتشات".
إذا تمت إزالة تطبيق "ويتشات"، فإن عدد الصينيين الراغبين في شراء أجهزة "أيفون" سينخفض. وبيّن شاو أن "الضرر الذي سيلحق بشركة ((أبل)) سيكون أقوى بكثير من الضرر الذي لحق بشركة ((تينسنت))".
وبلغت عائدات مبيعات ((أبل)) في البر الرئيسي الصيني وتايوان وهونغ كونغ 44 مليار دولار أمريكي في عام 2019، وهو ما يمثل حوالي 17 في المائة من مبيعاتها العالمية.
في وقت سابق من هذا الشهر، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يحظر أي معاملات أمريكية مع شركة التكنولوجيا الصينية ((بايتدانس))، مالكة تطبيق "تيك توك" الشهير لمشاركة مقاطع الفيديو.
وذكر أليكس كابري، وهو زميل باحث في مؤسسة ((هينريش)) وكبير المحاضرين في جامعة سنغافورة الوطنية، أن المسؤولين الأمريكيين يوجهون "المزيد من الاتهامات" ضد شركات التكنولوجيا الصينية، ما يدل على أن "الإدارة تتطلع حقا إلى فك ارتباط" صناعة التكنولوجيا.
وأفاد كابري أنه إلى جانب ((بايتدانس)) و((هواوي))، اللتين وسعتا أعمالهما في الأسواق الغربية، فإن واشنطن قد تستهدف شركة ((علي بابا)) لمجرد كونها شركة وطنية رائدة في مجال التكنولوجيا في الصين.
وأضاف "نحن في تحول أنموذجي، والجغرافيا السياسية تمر بتحول تاريخي في الوقت الراهن".