بلغراد 29 يوليو 2020 (شينخوا) أنشأ توماس غارباريني، المترجم والرسام المولود في نيويورك، والعالق هنا في العاصمة الصربية مع زوجته الصينية، بسبب قيود السفر العالمية نتيجة تفشي كوفيد-19، مُدوّنة لنقل "المزيد من الفهم الدقيق" عن الصين.
وفي مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، أوضح غارباريني كيف تعمل مدونته التي تحمل اسم ((Zhihu Digest)) والسبب الذي دفعه إلى إنشائها.
معنى اسم المدونة باللغة الصينية هو "هل تعلم"، وهي إحدى أشهر مواقع الأسئلة والأجوبة عن الصين حيث يتم طرح جميع أنواع الأسئلة والإجابة عليها وتحريرها وتنظيمها من قبل مجتمع مستخدميها. ومنذ إطلاقها في عام 2011، تجاوز عدد مستخدميها 200 مليون، مع طرح أكثر من 30 مليون سؤال على هذه المنصة، وفقا للمشرفين عليها.
قال غارباريني إن أحد أسباب إنشاء ((Zhihu Digest))، التي تتضمن طرح الأسئلة بالإنجليزية، هو تسهيل فهم الجمهور الناطق بالإنجليزية للصوت الحقيقي للشعب الصيني العادي.
وأشار إلى أن الفجوة بين مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعية الغربية والصينية، يساهم في تقليل الفهم والتعاطف بين الاثنين.
وخلال إشارته إلى أنه بدأ تعلم اللغة الصينية في عام 2011 عندما زار بكين وكان يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتحسين مهاراته اللغوية، أضاف غارباريني أنه أنشأ هذه المدونة في فبراير لاستخدامها كمنصة لتبادل تجربته مع طلاب اللغة الصينية الآخرين.
ولكنه اكتشف لاحقا أن الزوار أبدوا اهتماما أكبر بالرأي العام في الصين، ما دفعه إلى تحويل تركيزه على ما يناقشه الصينيون، ومشاطرته مع بقية العالم.
قال "في الأصل، كنت أهدف لأن يكون هذا موقعا لتعلم اللغة"، و"لكن معظم الزوار كانوا مهتمين بالثقافة والأخبار والسياسة، لذلك بدأت أركز عليها".
والموضوعات المطروحة على هذه المدونة غالبا ما تكون تلك التي تجذب معظم الاهتمام والمناقشات حول ((Zhihu))، وخاصة ما تمثله الأحداث في الولايات المتحدة وانعكاساتها في الصين.
وأضاف "على سبيل المثال، عندما يكون هناك مليونان أو 3 ملايين حالة من فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة"، و"عندما يكون هناك تقرير جديد عن ذلك، من المثير للاهتمام أن نسمع ما الذي يراه الصينيون العاديون حوله".
وأوضح أنه "في بعض الأحيان، من المثير للاهتمام سماع قصص لا علاقة لها بالغرب، وهي حول الصين فقط، لأنه في كثير من الأحيان لا توجد تقارير عنها في وسائل الإعلام الغربية".
وفي معرض حديثه عن أن وسائل الإعلام الغربية تصور الصين بطريقة سلبية مؤخرا، قال "إن هدفي هو ليس تغيير وجهات نظر الناس، بل ببساطة نقل ما يتحدث عنه الناس على هذه المنصة".
وأخذ فيضان نهر اليانغتسي مؤخرا كمثال، وقال إن تعليقات الناس الذين يعيشون في تلك المناطق يمكن أن تساعد القراء على معرفة "مباشرة حول كيف تؤثر الفيضانات عليهم (الناس بالمنطقة)، وكيف يشهدون إجراءات الوقاية من الفيضان".
وقال "آمل بأن يحصل قرائي على فهم أكثر دقة وأن يعززوا المزيد من التعاطف"، و"إذا قرأت الأخبار دون معرفة مشاعر الناس المتأثرين بها، فيمكن أن تصبح الأمور سوداء وبيضاء (متصلبة)".