بيروت 16 يوليو 2020 (شينخوا) قال الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم (الخميس)، إن بلاده لن تعتدي على أحد، مؤكدا أن التزام الدول بالحياد في الصراعات الإقليمية التي تشهدها المنطقة، لا يعني التنازل عن الحق بالدفاع عن النفس.
وجاء تأكيد الرئيس عون بحسب بيان صدر عن مكتب الاعلام الرئاسي، خلال استقباله وفدا من "تجمع العلماء المسلمين في لبنان".
وأكد عون أن "الحياد لا يعني تنازل الدول عن حقها بالدفاع عن نفسها، ومن هنا علينا أن نبقى على موقفنا بحيث أننا لن نعتدي على أحد ولن نؤيد الخلافات والحروب مطلقا، فيما نحن ملزمون بالدفاع عن أنفسنا أكنا حياديين أو غير حياديين".
وكان بطريرك الكنيسة اللبنانية الكاردينال بشارة الراعي أطلق الأسبوع الماضي دعوة إلى "حياد لبنان" أثارت جدلا في البلاد في ضوء اتهامات جهات محلية وخارجية للحكومة اللبنانية برئاسة حسان دياب بأنها حكومة حزب الله.
وأوضح البطريرك أن دعوته للحياد هي "لحماية لبنان من أخطار التطورات السياسية والعسكرية في المنطقة، ومن أجل تجنب الانخراط في سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية، والحؤول دون تدخل الخارج في شؤون لبنان".
وأكد البطريرك "الحرص على وحدة لبنان الوطنية وسلمه الأهلي والتزام قرارات الشرعية الدولية والإجماع العربي والقضية الفلسطينية المحقة، والمطالبة بانسحاب الجيش الإسرائيلي من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر".
وشدد عون على أن "لا عودة للارهاب على الأراضي اللبنانية، لأن من طرد الإرهابيين من جبالنا وسهولنا لن يسمح لهم بالعودة إليها مجددا".
وكان الجيش اللبناني قد خاض في صيف عام 2017 عملية عسكرية باسم "فجر الجرود" في منطقة البقاع الشمالي الحدودية مع سوريا بشرق البلاد تمكن خلالها من تحرير المنطقة من سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) الذين تسللوا إليها من سوريا وأقاموا قواعد فيها.
ولفت الرئيس اللبناني، من جهة ثانية، إلى أن "الأجهزة المعنية ساهرة على تأمين الحدود جنوبا في ظل حرص لبنان على حل الأمور المتنازع عليها مع إسرائيل برعاية الأمم المتحدة" في اشارة إلى انسحاب اسرائيل من الأراضي اللبنانية التي تحتلها وترسيم الحدود البحرية والبرية.
وأعلن عون أن "لبنان وضع أخيرا خطة عودة النازحين السوريين، على أن تتم في المرحلة المقبلة الدعوة إلى اجتماع للسلطات اللبنانية المعنية بترتيب عودتهم بالتنسيق والاتفاق مع سوريا ومع الدول التي تهتم بشؤونهم".
وقال "لطالما طالبنا الدول المعنية بشؤونهم بالقيام بما عليها في سبيل تأمين عودتهم إلى بلادهم وانتظرنا مواقفها، بحيث أنه بات علينا اليوم أن نقوم بما هو عملي لدفع هذه الدول للقيام بواجباتها حيال النازحين السوريين".
ويدعو لبنان إلى عدم ربط الحل السياسي للأزمة السورية بعودة النازحين إلى ديارهم ويعتبر أن "الحل المستدام للنازحين السوريين يكمن في عودتهم الآمنة والكريمة وغير القسرية إلى سوريا".
وتقدر كلفة النزوح السوري على لبنان بأكثر من 40 مليار دولار، بحسب رئيس الوزراء حسان دياب ، وذلك وسط تحديات كثيرة ومتزامنة يعانيها البلد.
ويعيش في لبنان نحو مليون لاجئ سوري مسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بينما تقدر الحكومة اللبنانية أن عدد النازحين السوريين في لبنان حوالي مليون و300 ألف نسمة يعيش معظمهم في أكثر من 1400 مخيم عشوائي في مختلف المناطق اللبنانية.