الرباط 7 يوليو 2020 (شينخوا) قال وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، إن الصين تعتبر "شريكا موثوقا في العلاقات الثنائية"، وعامل توازن مطلوب في التعاطي مع القضايا العربية الكبرى، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
ونقلت وكالة الأنباء المغربية اليوم (الثلاثاء) عن بوريطة تأكيده في تدخل عبر تقنية "المناظرة المرئية"، أمام الدورة التاسعة للاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون العربي الصيني المنعقد أمس الإثنين، أن الصين "تمثل عامل توازن من أجل دعم مسار السلام كخيار استراتيجي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والوصول إلى حل عادل، دائم وشامل يمكن الشعب الفلسطيني من استرجاع حقوقه المشروعة، وإقامة دولة مستقلة، قابلة للحياة وذات سيادة، عاصمتها القدس الشرقية، ويضمن لكل شعوب المنطقة العيش في أمن واستقرار ووئام".
وأبرز أن الصين تعتبر أيضا عنصرا محوريا لتعزيز الشراكة مع دول الجنوب عموما والدول العربية خصوصا، مشيرا إلى أن تقوية التعاون العربي الصيني ستشكل رافدا مهما يضاف إلى الروافد الأخرى للحوار والتعاون والتضامن التي نسجها العالم العربي منذ عقود".
وذكر بوريطة بأن العلاقات العربية الصينية "مبنية دائما على روابط تاريخية، أساسها المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة والتضامن الفعلي، مبرزا مكانة جمهورية الصين الشعبية ودورها الفاعل على الصعيد العالمي سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي أو التكنولوجي أو غيره".
من ناحية أخرى، قال الوزير المغربي إن التعاون بين بلاده والصين "شهد طفرة نوعية متميزة منذ 2016، حيث تم التوقيع ببكين بحضور العاهل المغربي الملك محمد السادس على "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" بين البلدين، ومذكرة تفاهم سنة 2017 بشأن انضمام المغرب إلى مبادرة الحزام والطريق، والتي تُرجمت إلى نتائج ملموسة في علاقات التعاون بين البلدين.
يشار الى أن الوزراء الـ21 الذين حضروا الاجتماع، فضلا عن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أشادوا خلال الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، بالثقة والدعم المتبادلين بين الصين والدول العربية، وأثنوا على الإنجازات المهمة التي حققتها الصين في إطار مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
واتفق ممثلو الجانب العربي مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على الخصوص بشأن العمل مع الصين في سبيل تنفيذ خطة تحدد ملامح العلاقات الصينية - العربية في العامين المقبلين، وتسريع التعاون في إطار الحزام والطريق، وتعميق التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والتكنولوجيا والسياحة والثقافة، من أجل تحقيق التنمية المشتركة.
وفي معرض إشارتهم إلى أن الجانبين الصيني والعربي يتمسكان بالأعراف الأساسية للعلاقات الدولية المتمثلة في التعددية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، قال ممثلو الجانب العربي إن بلدانهم تدعم الصين بقوة في حماية سيادتها ووحدة أراضيها، وأعربوا عن تمسك بلدانهم القوي بمبدأ صين واحدة، ودعمها موقف الصين ومناهجها المشروعة بشأن هونغ كونغ وشينجيانغ، ومعارضتها التدخل في شؤون الصين الداخلية.
يذكر أن الجانبين أصدرا خلال الاجتماع إعلانا مشتركا بشأن التضامن في مكافحة (كوفيد-19)، وهو الإعلان الذي حمل اسم (إعلان عمان)، فضلا عن خطة عمل لمنتدى التعاون الصيني - العربي 2020 - 2022.