هافانا 3 يوليو 2020 (شينخوا) قال خبير كوبي إن الصين فعلت أكثر من أي دولة أخرى في العالم من أجل تخفيف حدة الفقر ولديها القدرة على القضاء على الفقر المدقع بحلول نهاية العام، على الرغم من التحديات التي تمثلها جائحة كوفيد-19.
وذكر خوسيه لويس روبينا، كبير الباحثين في مركز دراسة السياسة الدولية في هافانا، "إن الصين لديها القدرة على انتشال أكثر من 700 مليون شخص من الفقر المدقع، وهو ما يفوق عدد سكان بعض الدول، والمناطق، وحتى القارات".
وقال الخبير في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، والتي جاءت قبل الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وكوبا والمقرر أن تحل في سبتمبر من هذا العام، إنه "لم يفعل أي بلد في تاريخ البشرية أكثر مما فعلته الصين من أجل تخفيف حدة الفقر".
ولفت إلى أن "الصين حكومة وشعبا، بتوجيه من الحزب الشيوعي الصيني، تعمل بلا كلل من أجل القضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2020، وهو ما سيكون ممكنا بفضل الإرادة السياسية للحكومة الصينية وتصميمها".
وذكر أن الصين ستحقق هدف الحد من الفقر المحدد في أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 قبل نحو 10 سنوات من الموعد المحدد، وهو ما يوضح "الالتزام العميق للصين على الرغم من التحديات التي يواجهها العالم".
وقال لـ((شينخوا)) "في الوقت الحالي، يؤثر ركود اقتصادي حاد على الاقتصاد العالمي ويعيش ملايين الناس في ظل ظروف متردية للغاية بسبب الفقر. وعلى هذه الخلفية، وضعت الصين تحسين الظروف المعيشية لشعبها كأولوية أساسية".
تجدر الإشارة إلى أن روبينا (73 عاما) درس التاريخ الصيني في جامعة بكين بين عامي 1963 و1966، وعمل مراسلا في بكين لوكالة الأنباء الكوبية (برينسا لاتينا) بين عامي 1980 و1989، وعمل دبلوماسيا في السفارة الكوبية بين عامي 2001 و2004.
وأشار إلى أن "التطور الاجتماعي والتكنولوجي المثير للإعجاب" الذي حققته الصين على مدى العقود الماضية هو نتيجة لسياسة الإصلاح والانفتاح الجاري تطبيقها منذ عام 1978، والتي "مهدت الطريق لعصر جديد يتم فيه التخلص من الفقر المدقع".
وقال إن تراجع عدد السكان الفقراء الصينيين "يظهر قوة النظام الاشتراكي الصيني وقيادة الحزب الشيوعي الصيني وسط أزمة هيكلية للرأسمالية في الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية".
وفيما يتعلق بالتنمية الريفية، ذكر روبينا أن البرامج الاجتماعية التي طورتها الحكومة الصينية للتخفيف من حدة الفقر المدقع عادت بالفائدة على ملايين الناس الذين يعيشون في المناطق والبلدات الريفية في البلاد، ولا سيما في أقصى غرب الصين.
وقال إن المجتمعات الريفية الصينية قد شهدت تحولا "بفضل الإدارة الفعالة للحكومة، التي خصصت التمويل والموارد لتحسين كل من البنية التحتية الصناعية، والحصول على المياه النظيفة، والظروف المعيشية للسكان في الريف".
وأضاف روبينا أن الحكومة الصينية لم تساهم فقط في التخفيف من حدة الفقر بجميع أنحاء البلاد، وإنما قدمت أيضا يد العون في الخارج من خلال برامج التعاون الدولي المختلفة لدعم البلدان النامية.
وقال لـ((شينخوا)) إنه "خلال فترة الجائحة، ساعدت الصين العديد من الدول من خلال تبرعات شملت مستلزمات طبية، وتبادلات وتعاون في المجال العلمي، وهو ما يمكن أن يترجم أيضا إلى الحد من الفقر من خلال مراعاة الأثر الخطير للجائحة على اقتصادات العالم".
وذكر الخبير الكوبي أن الإنجازات الاجتماعية التي أظهرها الشعب الصيني في الحد من الفقر هي نتاج الإرادة السياسية للصين بالاقتران مع برنامج تنموي ناجح "يعطي أهمية قصوى لدور الحكومات المحلية على المستوى القاعدي".
وسلط روبينا الضوء على أن الصين خفضت عدد الفقراء وفق مبادئ تعززها الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، قائلا إن الدول الأخرى يمكنها التعلم من الشعب الصيني في القضاء على الفقر.