ميركل وفون دير لين تدفعان باتجاه إنشاء صندوق للتعافي من تداعيات الجائحة وتدعوان إلى تضامن الاتحاد الأوروبي

بروكسل/برلين 2 يوليو 2020 (شينخوا) دفعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين يوم الخميس باتجاه التوصل إلى اتفاق بشأن صندوق التعافي الذي يضم عدة مليارات من اليورو لمواجهة الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا الجديد.

وإن جزءا كبيرا من الصندوق، الذي يعتبر حيويا للاستقرار الاقتصادي لأوروبا، سيكون في شكل منح للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وهو ما أثار جدلا يُخشى من أن يؤدي إلى مفاوضات طويلة.

-- الحاجة لخطة عاجلة

في مؤتمر صحفي مشترك عقد في أعقاب التحدث عبر رابط فيديو مع فون دير لين، قالت ميركل إن الجميع يعلم بوضوح الآن أن هناك الكثير من الصعوبات فيما يتعلق بالحزمة الاقتصادية وأعربت عن أملها في أن يتم التوصل إلى اتفاق في يوليو حيث "لا ترى بديلا عن التوصل إلى اتفاق خلال هذا الصيف".

دفعت حزمة الإنقاذ التي تبلغ قيمتها 750 مليار يورو (أكثر من 840 مليار دولار أمريكي) والتي اقترحتها المفوضية الأوروبية إلى حدوث انقسامات بين حكومات الاتحاد الأوروبي حيث تصر هولندا والنمسا والسويد والدنمارك -- ما يسمى بـ"فروجال فور" -- على أن صندوق التعافي لا يمكن أن يقوم إلا على أساس قروض يتعين سدادها في وقت لاحق.

وأكدت ميركل مجددا على الضرورة الملحة لوضع خطة، محذرة من أن أوروبا تواجه وقتا صعبا وأن تأثير الجائحة على الاقتصاد لم يتلاش بعد.

وقالت ميركل "نرى كل يوم أن الفيروس لم يختف"، مضيفة أن العالم يراقب ما يمكن لأوروبا أن تحققه هنا.

وذكرت المستشارة الألمانية أن الرد على هذه الأزمة غير المسبوقة يجب يكون "ضخما وله تأثير حقيقي". وقالت إن المحادثات المكثفة جارية بالفعل، مضيفة "سنعمل جاهدين، وسنظهر العزم".

-- ألمانيا تقود الدفة

اتفقت فون دير لين مع تصريحات ميركل، قائلة إن الأشهر الستة المقبلة ستكون حاسمة حيث تواجه المنطقة الآن تباطؤا اقتصاديا حادا.

وقالت فون دير لين "لذا فالوقت مضغوط بشدة، لكن الأزمة هي التي تحدد السرعة. فنحن نخسر كل يوم، وسنرى أشخاصا يفقدون وظائفهم، وشركات تنهار، وأوجه ضعف تدب في اقتصاداتنا. لذا فإن كل يوم مهم".

وتلزم موافقة البرلمان الأوروبي على صندوق التعافي، ثم مصادقة البرلمانات الوطنية للدول الأعضاء عليه.

وأضافت فون دير لين أن "المهمة العملاقة" نحو صياغة اتفاق تحتاج إلى أن تنظر الدول الأعضاء فيما وراء مصالحها وإلى توجيه جيد لرئاسة ألمانيا للاتحاد الأوروبي، والتي بدأت في أول يوليو.

وقد تم تفسير محادثة ميركل مع فون دير لين بالفعل بأنها خطوة حيوية ثانية لحشد الدعم للتمويل اللازم لتخفيف الآلام الاقتصادية التي سببتها جائحة كوفيد-19.

والتقت ميركل يوم الاثنين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأعلنا معا دعمهما لصندوق تعافي "قوي وفعال".

وأشارت ميركل إلى أنه "إذا اتفقت ألمانيا وفرنسا مع بعضهما البعض، فقد لا تتفق دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. وإذا اختلفت ألمانيا وفرنسا مع بعضهما البعض، فسيكون لذلك تأثير كبير على تضامن الاتحاد الأوروبي".

وكانت ألمانيا وفرنسا قد اقترحتا في مايو إنشاء صندوق أصغر بقيمة 500 مليار يورو على شكل منح للدول الأشد تضررا في الاتحاد الأوروبي.

-- يلزم عمل الكثير

ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أنه من المقرر أن تتخذ قمة للاتحاد الأوروبي ستعقد في 17 يوليو قرارا بشأن صندوق التعافي.

وأفادت وكالة الأنباء بأن ميركل ستعمل عن كثب مع رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل للتوسط في التوصل إلى اتفاق مع تكثيف المناقشات قبل القمة.

وقالت المصادر إنه إلى جانب معارضة مجموعة "فروجال فور"، لا يزال هناك الكثير من التفاصيل التي ستتم مناقشتها وتكمن القضية الرئيسية في كيفية تقاسم الأموال بين الدول الأعضاء.

فالبعض يصر على تخصيص الأموال على أساس معدل البطالة في فترة ما قبل الجائحة، فيما يوصي البعض الآخر بمراعاة الوضع الاقتصادي خلال الجائحة.

وكان رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي قد وصف في وقت سابق مقترح إنشاء صندوق التعافي بأنه "طموح"، لكنه أضاف "إنه يخدش فقط سطح ما يلزم القيام به". (1 يورو = 1.12 دولار أمريكي)