توصلت القمة الخاصة للتضامن بين الصين وافريقيا لمكافحة كوفيد-19 إلى توافق واسع في الآراء وحققت نتائج ثرية، مما يدل على تصميم الصين وأفريقيا الراسخ على " توحيد المعركة ضد الوباء والتغلب على الصعوبات معا" في اللحظة الحاسمة. ومع ذلك، بقي وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يشعر بالقلق بشأن ذلك، ليصدر بعد أسبوع من القمة بيانًا إعلاميًا مزعومًا، يشوه بغطرسته التزام الصين، ويحاول تقويض التضامن بين الصين وأفريقيا. لكن، مثل هذه المحاولات لإنكار الحقائق الأساسية لن تغير الوضع العام للتعاون بين الصين وافريقيا ولو تكرر مرات. وإن هذا الخداع والمهزلة ستجعل العالم أكثر وعياً بأن الساسة مثل بومبيو قلقون من الصداقة الصينية ـ الافريقية الغير قابلة للكسر.
الذهب الحقيقي لا يهاب من النار، والأصدقاء الحقيقيون يمكنهم تحمل اختبار الزمان ومواجهة الأمواج. وفي مواجهة وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد، تتنفس الصين وأفريقيا معًا، وتتشاركان مصيرًا مشتركًا، وتدعمان بعضهما البعض، وتقاتلان جنبًا إلى جنب. وقد قدمت الصين دفعات متعددة من المساعدة المادية لأفريقيا، وأرسلت أكثر من 10 فرق من خبراء طبيين لمكافحة الوباء، وشاركت دون تحفظ تجربة الوقاية من الوباء ومكافحته وتشخيصه وعلاجه، وأعلنت سلسلة من التدابير لدعم البلدان الأفريقية في مكافحة الوباء وتعزيز قدرات الصحة العامة للبلدان الأفريقية. وصرح قادة الدول الإفريقية بصدق أن الصين قد ضربت مثالاً لمساعدة أفريقيا في مكافحة الأوبئة، وأثبتوا مرة أخرى أن الصين "صديق حقيقي" و "شريك يمكن الاعتماد عليه عندما يواجه تحديات صعبة" من خلال الإجراءات العملية. ويجب على بومبيو عند سماع هذه الأصوات من إفريقيا أن يفهم أن نشر "الفيروسي السياسي" لتشويه سمعة الصين لن تجدي نفعا لان الشعب الافريقي لديه أحكام رصينة، وسيتصدون "بلا هوادة" لأكاذيب وافتراءات بومبيو التي تريد تشويه واقع التعاون الصيني الافريقي الذي يقوم على قدم المساواة ومتبادل المنفعة.
من الواضح أن بومبيو لا يملك سوى عقلية لعبة محصلتها صفر ومن أجل المصلحة السياسية الذاتية، ولا يعمل شيئا إلا اثارة الضجة وفقا لـ "النص القديم" البعيد عن الواقع. ومثل هذا الشخص الذي يفتقد للنزاهة لا يفهم بالتأكيد، وربما من المستحيل مواجهة مفهوم السياسة الحقيقي والصادق ونظرية العدالة والمنفعة التي طالما أيدتها الصين.
إن الدور الإيجابي الذي يلعبه التعاون الصيني ـ الافريقي في مجال الاستثمار من أجل تنمية افريقيا وتحسين سبل عيش الناس واضح للجميع. وقد أشار قادة الدول الأفريقية بوضوح في القمة الخاصة للتضامن بين الصين وأفريقيا لمكافحة الوباء إلى أن بعض البلدان تتحدث وتوعد فقد دون تنفيذ، في حين أن الصين تهتم حقًا بأفريقيا وتساعد إفريقيا بصدق. والعالم أجمع يشيد بالغرض من التعاون الصيني ـ الافريقي الذي يدمج تنمية الصين بشكل وثيق مع التنمية في أفريقيا. حيث ساعدت الصين في بناء سلسلة من مشاريع الإنتاج ومشاريع البنية التحتية واسعة النطاق بناءا على طلب الدول الأفريقية، مما ساعد الاقتصاد الوطني للدولة الأفريقية بشكل كبير على البدء والتفعيل والرفع من قدراتها للتنمية الذاتية. كما أعلنت الصين أنها ستقوم، على أساس تنفيذ مبادرة مجموعة العشرين لتخفيف عبء الديون، بزيادة دعمها للبلدان الأفريقية التي يتم التأكيد عليها بشكل خاص من أجل مساعدة البلدان الأفريقية على التغلب على تأثير الوباء.
حاليا، يقفز بومبيولتسييس مشكلة الديون والتشهير المتعمد للتعاون متبادل المنفعة بين الصين وأفريقيا، ونيته شريرة للغاية، لكن من المقدر لها أن تذهب سدى. وأشار غاييدمور، كبير الباحثين في مجال السياسات في مركز التنمية العالمي إلى أن التمويل الصيني خيار لا غنى عنه بالنسبة للدول الافريقية، وأن نظرية فخ الديون لا تعكس الواقع الافريقي، ولكنها تعكس مخاوف البعض بشأن التأثير المتزايدة للصين. وأن البلدان الافريقية تعرف جيدا من هو صديق الحقيقي. وأجرى الاقتصادي الزامبي ومؤلف كتاب "المساعدة الفادحة" دان بيزا مويو تحليلاً متعمقًا للخطر المتمكن في ما يسمى "المانحين التقليديين" من الغرب إلى إفريقيا، ويعتقد أن استثمار الصين في إفريقيا "هو أفضل أمل للتنمية الاقتصادية الأفريقية ".
"قاد بومبيو الولايات المتحدة إلى اتخاذ موقف غير ذي صلة بالمرة في مواجهة أزمة عالمية كبرى للمرة الأولى منذ عام 1945." "لقد ألحق ضررا شديدا بسمعة وزارة الخارجية الأمريكية، وهذا الأمر محزن وخطير." كما ان كلمات وأفعال بومبيو تنضح دائمًا بكل أنواع الطاقة السلبية، التي تتخلى تمامًا عن مسؤولياتها الدبلوماسية، وتنتهك تمامًا الصفات المهنية والمعايير الأخلاقية لكبير الدبلوماسيين الأمريكيين.
لا يمكن للعدالة الدولية أن تكون تجديفًا، وأي محاولة لتشويه سمعة العلاقات الصينية الأفريقية لا جدوى منها ومخجل أيضا. ولا يمكن لأحد أن يقوض الوحدة العظيمة للصينيين والأفارقة، ولا يمكن لأحد أن يوقف وتيرة صعود الشعبين الصيني والافريقي، ولا يمكن لأحد أن ينكر الإنجازات الرائعة للتعاون الصيني الأفريقي بالخيال والمضاربة، ولا يمكن لأحد أن يتوقف ويتدخل في دعم المجتمع الدولي الإجراءات الإيجابية من أجل التنمية الأفريقية.