بكين 19 يونيو 2020 (شينخوا) قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان اليوم (الجمعة)، إن الصين تتطلع إلى أن تتعاون الهند معها في التمسك بالسلام والاستقرار في المناطق الحدودية بين البلدين.
وقال تشاو "تتطلع الصين إلى أن تعمل الهند معنا، وأن تلتزم بإخلاص بالتوافق الهام الذي جرى التوصل إليه بين زعيمي البلدين، وتلتزم بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين الحكومتين، وتعزز التواصل والتنسيق بشأن التعامل الصحيح مع الوضع الراهن عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية".
صرح تشاو بذلك في إطار حديثه عن موقف الصين بشأن تسوية الوضع بشأن حادث وادي جالوان.
وقال تشاو إن وادي جالوان يقع على الجانب الصيني من خط السيطرة الفعلية، في القطاع الغربي من الحدود الصينية-الهندية. ومنذ سنوات طويلة، تنفذ القوات الحدودية الصينية دوريات في تلك المنطقة وتنفذ فيها المهام.
وأضاف أنه منذ أبريل العام الجاري، تبني القوات الحدودية الهندية على نحو أحادي ومستمر الطرق والجسور وغير ذلك من المنشآت عند خط السيطرة الفعلية في وادي جالوان. وتقدمت الصين باحتجاجات رسمية في العديد من المناسبات، لكن الهند واصلت عبور الخط والاستفزازات.
وأضاف أنه في صباح 6 مايو، بنت القوات الحدودية الهندية، التي عبرت الخط ليلا ودخلت إلى الأراضي الصينية، تحصينات وحواجز، ما أعاق عمل دورية للقوات الحدودية الصينية.
وتابع تشاو "لقد ارتكبوا أعمالا استفزازية سعيا إلى القيام بشكل أحادي بتغيير الوضع الراهن للسيطرة والإدارة"، مضيفا أن القوات الحدودية الصينية اضطرت حينها إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للاستجابة للوضع القائم على الأرض وتعزيز الإدارة والسيطرة في المناطق الحدودية".
وسعيا إلى تخفيف حدة الموقف، حافظت الصين والهند على تواصل وثيق عبر القنوات العسكرية والدبلوماسية. واستجابة للمطالب القوية من الجانب الصيني، وافقت الهند على سحب الأفراد الذين عبروا خط السيطرة الفعلية، وتدمير المنشآت التي أقيمت، وهذا ما جرى تنفيذه.
وفي 6 يونيو، عقدت القوات الحدودية من البلدين اجتماعا قياديا رفيع المستوى وتوصلت إلى توافق بشأن تخفيف حدة الوضع.
وأضاف "وعد الجانب الهندي بأنه لن يعبر مصب نهر جالوان للقيام بدوريات أو بناء منشآت، وأن الجانبين سيناقشان ويقرران انسحابا تدريجيا للقوات خلال اجتماعات بين القادة الميدانيين".
وتابع تشاو "وما كان مثيرا للصدمة هو قيام قوات الجبهة الأمامية الهندية في مساء 15 يونيو، وفي انتهاك للاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال الاجتماع على مستوى القادة، بعبور خط السيطرة الفعلية مرة أخرى للقيام بأعمال استفزازية في وقت كان الوضع فيه في وادي جالوان يتجه بالفعل نحو الاستقرار، بل وشنت القوات الهندية هجوما عنيفا على الضباط والجنود الصينيين الذي ذهبوا إلى هناك للتفاوض، ما أدى إلى حدوث مشاحنات بدنية عنيفة وإلى وقوع خسائر بشرية".
وتابع تشاو "لقد قوضت الأفعال المتهورة التي قام بها الجيش الهندي، بشدة، استقرار المناطق الحدودية، ومثلت تهديدا على أرواح الجنود الصينيين، وانتهكت الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الجانبين بشأن القضية الحدودية، وانتهكت الأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية. وقد تقدمت الصين باحتجاج رسمي شديدة للجانب الهندي".
وخلال محادثة هاتفية مع وزير الشؤون الخارجية الهندي اس. جايشنكار، شدد عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي، على موقف الصين الصارم بشأن مطالبة الهند بإجراء تحقيق شامل في الحادث، وإنزال العقوبات الشديدة بمن تثبت إدانتهم، وفرض الانضباط الشديد على قوات الجبهة الأمامية الهندية، والتوقف فورا عن جميع الأفعال الاستفزازية، من أجل ضمان عدم تكرار وقوع تلك الحوادث.
وأوضح تشاو أن اجتماعا ثانيا على مستوى القادة بين الجيشين سيعقد في أقرب وقت، لتناول الوضع الميداني.
وأوضح تشاو أن الجانبين اتفقا على معالجة هذا الوضع الخطير الناجم عن الصدام الذي وقع في الوادي، على نحو عادل، والالتزام بالاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال الاجتماع السابق، وتخفيف حدة الوضع على الأرض في أقرب وقت ممكن، والتمسك بالسلام والهدوء في المناطق الحدودية، بالتوافق مع الاتفاقات الثنائية التي تم التوصل إليها حتى الآن.