الصورة الملتقطة يوم 1 مارس، في مدرسة ونخه الابتدائية في مدينة يانغتشو، المعلمة تشو آيهوا تسجل درس اللغة الإنجليزية للصف الرابع لكامل المدارس الابتدائية بالمدينة. |
"هل أن القيام بعملية التدريس عبر الإنترنت شيء يمكن حدوثه؟"
قبل بضعة أشهر، كان الشك يراود معلمة الفيزياء سولانرام، من مدينة شيغاتسي التابعة لمنطقة التبت ذاتية الحكم في الصين، أثناء قيامها بمشاهدة البث المباشر للمعلم المتطوع من مدرسة شنغهاي لمساعدة التبت، ياو شويتشينغ وهو يقوم بإلقاء الدرس عبر الإنترنت. وقد دفع الاندلاع المفاجئ لفيروس كورونا المستجد معلمة الفيزياء سولانرام، التي التحقت بمجال التدريس منذ 13 عاما، أمام الكاميرا. لكن، وبعد استماعها لدرس الفيزياء عبر الإنترنت، بدأت مخاوفها تتبدد شيئا فشيئا. وقالت: "التجربة عبقرية والتفاعل بين المعلم والطلاب جيد للغاية."
في عام 2003، خرجت سولانرام، التي نشأت في التبت، الهضبة الثلجية لأول مرة، وذهبت إلى مقاطعة خنان لدراسة الحوسبة في الجامعة. وقد استخدمت سولانرام الإنترنت لأول مرة في مقهى للإنترنت بجانب الجامعة، وكان كل شيء على الإنترنت جديدًا بالنسبة لها.
أما بالنسبة لطلاب سولانرام، فإن الوضع مختلف تمامًا. يفهم الطلاب الإنترنت جيدًا، حتى أن هناك العديد من النقاط الساخنة والخبرات على شبكة الإنترنت التي يكتسبها الطلاب في وقت أبكر من سولانرام.
في الصورة الملتقطة في شهر يونيو الحالي، ياو شويتشينغ، وهو مدرس في مدرسة شنغهاي التجريبية لمساعدة التبت في شيغاتسي، مع زملائه في الفصل.
وقد لاحظ ياو شويتشينغ أيضا التغييرات التي أحدثتها الإنترنت بالنسبة للأطفال. في نوفمبر من العام الماضي، قدم ياو شويتشينغ درسا عن طريق البث المباشر لطلاب الثانوية في مدينة شيغاتسي. وقبل بداية البث المباشر، قام بإرسال مقاطع فيديو تتضمن المواد التعليمية للطلاب لمعاينتها. اطّلع الطلاب على المواد قبل بداية الدرس، وهو الشيئ الذي ساعدهم كثيرا على فهم الدرس بسرعة في الفصل. بعد انتهاء الدرس، اخذ بعض الطلاب زمام المبادرة، وبحثوا عن معلمهم وتبادلوا معه بفخر المعارف المكتسبة عبر الإنترنت.
يشعر ياو شويتشينغ بالامتنان، لأن "التعليم عبر الإنترنت لا ينقل المعرفة للطلاب فحسب، ولكن يعلمهم أيضًا كيفية التعلم واكتساب المعرفة. وهذا التغيير سيمكنهم من الانخراط في وظائف أكثر تعقيدًا وتنوعًا، وسيكون له تأثير طويل المدى على الأطفال في المستقبل".
لقد مكّن وصول الموارد عبر الإنترنت من وضع حجر الأساس للمعلومات التعليمية في التبت. وفقًا لإحصاءات إدارة التعليم في منطقة التبت ذاتية الحكم ، حتى نهاية عام 2019 ، بلغ عدد المدارس الموصولة بشبكة الإنترنت في التبت إلى 826 مدرسة ابتدائية وثانوية، بمعدل تغطية 86.3 ٪ ، منها 28.98 ٪ من المدارس الابتدائية والثانوية ذات نطاق عريض خارجي ب100 ميغاواط فما فوق.
لا تقتصر توقعات الناس للتعليم عبر الإنترنت على التواصل فحسب، بل ويأملون أيضًا في تعزيز العدالة التعليمية. ومن خلال هذا المفهوم، ظهرت "منصة جومولانغما تشيون للتعليم في التبت" التي أنشأتها إدارة التعليم في منطقة التبت ذاتية الحكم. واليوم، هناك ما يقرب من 600000 مستخدم مسجل، كما بلغ إجمالي الموارد أكثر من 12 ألفا. وتقوم المنصة بدمج جميع أنواع مواد الدورات التدريبية، وتعليم مقاطع الفيديو والمواد التعليمية الفريدة لتعليم اللغة التبتية، ويمكن للمدرسين والطلاب استخدامها مجانًا لتعلم الدورات التدريبية والمواد التعليمية لمعلمي الدرجة الأولى في التبت وحتى البلد بأكمله.
من أجل ضمان أن الطلاب في المناطق الجبلية النائية يمكنهم استخدام التدريس عبر الإنترنت في الفصول الدراسية للتعليم عبر الإنترنت، قام موظفو شبكة الراديو والتلفزيون، يوم 8 مارس، بشرح تعليمات استخدام المعدات للطلاب في قرية جويان بمدينة بايجو.تصوير جيانغ يونغ بينغ / صحيفة الشعب اليومية أونلاين
وقال تشو شينجاو، مدير إدارة التعليم في إدارة التعليم بالتبت، "تفتقر العديد من المناطق النائية إلى المعلمين والموارد. التعليم عبر الإنترنت لا يمكّن من تقليل ضغط التدريس على المعلمين فحسب، بل يمكنه أيضًا تحسين كفاءة اكتساب الطلاب للمعرفة." بمعنى أنه إذا لم يكن هناك تعليم جيد، فقد ينتقل الفقر من جيل لآخر".
يحاول المعلمون أيضًا استخدام الإنترنت لتحسين مستويات التدريس. في شيغاتسي، أقامت 5 محافظات ومناطق بمساعدة شنغهاي في وقت واحد فصولًا مفتوحة، وأجرت بحوثًا عبر الفيديو بعد الفصل. قال مدرس محلى شارك فى التدريس عن بعد "جبال وطرق التبت بعيدة جدا. عادة ما يكون للمدرسين فرص محدودة للتبادل والتعلم، هذا إضافة إلى التكاليف الباهظة. من خلال الإنترنت، توفرت لدينا المزيد من الفرص لمواصلة التعليم."
على مر السنين، حققت التبت نتائج ملحوظة في تعزيز الحد من الفقر من خلال التعليم. وحتى نهاية نوفمبر من العام الماضي، أزالت التبت بشكل أساسي ظاهرة الأطفال الذين يتركون المدارس وهم في سن الدراسة، واستثمرت ما مجموعه 67.22 مليار يوان لتمويل التعليم منذ عام 2016. حتى يناير من هذا العام ، حققت 38.9٪ من المدارس في التبت تغطية تعليمية ذكية، وتخطط لتحقيق تغطية كاملة "الإنترنت + التعليم" للمدارس الابتدائية والثانوية خلال هذا العام.
كل هذا سيؤثر بعمق على مسار نمو الأطفال. لقد قامت الإنترنت بسحب العالم الواسع وقرّبته إلى أعين الأطفال ، مما يمنحهم الشجاعة والقدرة على احتضان المستقبل.
لقد غير التدريس عبر الإنترنت في المناطق الفقيرة والنائية بهدوء عادات المعلمين والطلاب. على هضبة تشينغهاي - التبت الشاسعة، تم تشييد جسر للإنترنت. تتدفق المعلومات، وتعبر الجبال والأنهار، وتجلب إمكانيات غير محدودة.