تظهر الصورة أحمد محمد جابر وهو يسجل فيلمه الوثائقي "الحقيقة". (مصدر الصورة: أحمد محمد جابر) |
أحمد محمد جابر (من العراق)
(ممثل في مجموعة ليشوان للثقافة والاعلام الدولية القابضة بنينغشيا)
2 يونيو 2020 /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أنا ممثل وأعمل في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم. منذ عام 2014، شاهدت التطور السريع لنينغشيا يوما بعد يوم. الجبال والأنهار هنا جميلة، والأشجار كثيفة الظل والنظام العام ممتاز. الناس ودودون ومحترمون للغاية. منذ عام 2017، شاركت في تصوير أكثر من 20 فيلما، وقد زرت شينجيانغ وسيتشوان وجيانغسو وقوانغدونغ وأماكن أخرى وفي كل مكان لدي أصدقاء. أشعر حقا أن الصين تتمتع بحيوية قوية وفرص تنمية لا نهاية لها، وأصبحت أكثر جاذبية للمواهب. كل هذا جعلني أتطلع إلى حياة أكثر إشراقا في المستقبل.
تحدثت عبر الهاتف مع والدتي الموجودة في العراق، وعلمت بأن بعض وسائل الإعلام الأجنبية قدمت تقارير كاذبة واتهامات غير معقولة بشأن إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد في الصين وحاولت تشويه صورتها في الخارج. كنت غاضبا جدا وقلت لأمي، "أنت لا تعرفين مدى جدية الصين وصرامتها في إجراءات مكافحة المرض والسيطرة عليه. سأقوم بعمل مقاطع فيديو عن حياتي هنا للسماح للمزيد من الناس بمعرفة الوضع الحقيقي في الصين".
طلبت من مُخرج صديق لي مساعدتي في صنع فيلم وثائقي قصير أكون أنا الممثل الرئيسي فيه. وعندما خرجت من المنزل سجلت هذه الصور بعدسة هاتفي الجوال: قمت بكل عناية بتسجيل مدخل المجمع السكني وعمليات تسجيل الدخول والخروج بالنسبة للسكان القاطنين فيه، صورت جانبا من الطريق السريع حيث يقوم الموظفون الذين يرتدون ملابس واقية بقياس درجة حرارة أجسام الأشخاص في المركبات المارة بكل عناية. في المغازات الكبرى كانت السلع متوفرة بشكل كاف وتميز العملاء بدرجة كبيرة من الوعي حيث حافظوا على مسافة البعد الاجتماعي. في الشوارع، كانت المركبات الخاصة بتجميع الأقنعة الواقية المُستعملة تعمل بكل جد وذلك للحد من خطر استمرار انتشار الفيروس. كل هذه المشاهد يمكن رؤيتها في كل مكان وفي كل شوارع وممرات الصين، مما يعني بأن أعمال الوقاية وإجراءات مكافحة المرض والسيطرة عليه في الصين هي حقيقية.
قمت بدعوة جميع الأصدقاء الأجانب الذين يعيشون في الصين لنتقاسم عبر الفيديو حيثما كانت حياتنا اليومية. وسرعان ما تلقيت الكثير من التعليقات: أخبرتني صديقة باكستانية تعيش في تشانغتشون بمقاطعة جيلين، أن رفوف المغازات المحلية مرتبة جيدا، وأن العملاء اصطفوا بهدوء وبشكل منظم للدفع. قال صديق يمني يعمل في قوانغتشو إن الناس هناك يعملون ويعيشون بطريقة منظمة ومنهجية. كلهم مثلي، كلنا ندعم الصين بقوة، ونحن واثقون من النصر النهائي للصين في حربها على كوفيد-19.
بعد إصدار هذا الفيلم الوثائقي القصير بعنوان "الحقيقة"، ترك صديق أجنبي رسالة تقول: "شكرا لك لأنك ساعدتني لأكتشف الحقيقة"، وأعرب بعض الناس عن مشاعرهم لأن المجتمع الصيني أثناء تفشي المرض حافظ على هدوئه وظل يسير بسلاسة ونظام وامتثل الناس بكل وعي لأحكام إجراءات مكافحة المرض، كما أعرب آخرون عن أملهم في زيارة هذا البلد المتحضر والجميل بعد نهاية هذا الوباء. كل هذه الرسائل جعلتني أشعر بسعادة غامرة.
والشيء المثير في كل هذا هو أنه وبغض النظر عن التحديات التي يواجهها الشعب الصيني فهو دائما واثق من نفسه. الحكومة الصينية تضع دائما سلامة وصحة الشعب في المقام الأول. كما دأبت وسائل الإعلام على تذكير الناس بضرورة الاهتمام بأعمال الوقاية ونشر المعرفة بينهم. وهرعت الطواقم الطبية من جميع أنحاء البلاد إلى مدينة ووهان لمواجهة الصعوبات وتقديم يد المساعدة. كما قدم الناس العاديون مساهمات كبيرة في كل صمت وجمعوا قوة كبيرة وإصرارا وإرادة لهزيمة المرض.
في الوقت الحاضر، حققت حرب الوقاية التي خاضتها الصين ضد كوفيد-19 نتائج استراتيجية رئيسية، وتمت استعادة النظام الاقتصادي والاجتماعي بسرعة. يمكنني مواصلة العمل نحو هدفي: أخطط لبناء شركة تجارية دولية لبيع منتجات نينغشيا المميزة مثل الحضض وشاي الكنوز الثمانية، إلخ إلى العراق، حتى يتمكن سكان مسقط رأسي من تذوق المنتجات الصينية عالية الجودة.