دمشق 30 إبريل 2020 (شينخوا) اجتمع عدد من الشباب والشابات السوريين مدفوعين بحماسهم لمساعدة العائلات الفقيرة خلال شهر رمضان الكريم بإعداد وجبات الطعام ليتم توزيعها على العائلات الأكثر تضرراً في هذه الظروف الصعبة ، في محاولة منهم لرسم بسمة على وجوه تلك العائلات .
هؤلاء الشباب الذين يطلقون على أنفسهم فريق " عمرها " من طلاب الجامعة والخريجين الجدد لديهم إصرار قوي ويعملون بنشاط كبير لتعبئة وجبات الطعام ليتم توزيعها لاحقًا على المحتاجين.
يبدو أن السنوات الطويلة للحرب السورية أوجدت وعيًا خاصًا للجيل الجديد بالحاجة إلى المساعدة وعدم الاكتراث لآلام الآخرين كما في أوقات ما قبل الحرب ، لم يكن هناك العديد من الفرق التطوعية كما هو في الوقت الحاضر، وهذا الوعي وحب المساعدة من دون انتظار أي أجر في النهاية هو ما يدفع الشباب في الوقت الحاضر إلى الاجتماع وخلق أفكار لمساعدة مجتمعهم.
مراسلوا وكالة (( شينخوا )) بدمشق زاروا المستودع الذي يعمل به الفريق ، حيث يوجد حوالي 20 متطوعا جميعهم يرتدون أقنعة وقفازات ، ويقومون بتعبئة وجبات الطعام بنشاط ويتلقون أيضًا المواد الغذائية من تجار التجزئة ، وأهل الخير .
وانقسم هؤلاء الشباب إلى فرق ، فبعض منهم يقوم بحزم الوجبات ، والبعض الآخر يتلقى مواد جديدة ومجموعة أخرى تجمع الأكياس البلاستيكية الفارغة وتنظيف الغرفة.
يقوم فريق "عمرها" الذي يضم حوالي 200 شاب ، بتوزيع الوجبات الغذائية كل عام في رمضان ولديهم أنشطة مختلفة على مدار العام.
وفي شهر رمضان يقوموا بتوزيع 2000 وجبة غذائية والحصول على تبرعاتها من رجال الأعمال وأي شخص يرغب في التبرع.
يقول هؤلاء المتطوعون إنهم يصبحون سعداء للغاية عندما يساعدون الفقراء ويرون الابتسامة على وجوه أولئك الذين يتلقون المساعدة.
وقال محمد بطاح هو أحد المتطوعين لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأنه يعمل مع المجموعة منذ عامين.
وأضاف بطاح ، وهو مهندس معماري ويستعد حاليًا للحصول على درجة الماجستير ، إن العمل التطوعي يعلم الناس كيفية العطاء والمساعدة دون انتظار أي مقابل ، مشيرا إلى أن الجماعة تطلق مبادرتها خلال شهر رمضان "شهر الخير".
وتابع " نهدف إلى مساعدة الناس وهذا جزء من العمل الإنساني الذي نقوم به وهو ما يحفزنا على العمل والالتقاء للمساعدة في خضم الحرارة أو أزمة مرض فيروس كورونا المستجد ( كوفيد ـ 19 ) ".
وبدورها سيدره العدس ، 20 سنة ، طالبة في كلية الحقوق قالت " لقد عملت مع الفريق لمدة عام ونصف ".
وأضافت الطالبة الشابة إن الشباب يدركون الآن أهمية العمل الخيري والتطوعي لأن هناك حاجة إلى أعداد كبيرة من العائلات هذه الأيام نتيجة للأزمة السورية طويلة الأمد وأزمة مرض فيروس كورونا الحالية.
وقالت إنه " شعور رائع عندما تساعد شخصًا وترى الفرح في عينيه".
ومن جانبها قالت صديقتها مرح الزين ، وهي طالبة أدب عربي تبلغ من العمر 21 عامًا ، إن ابتسامة الناس أثناء تلقي المساعدة تعطي إحساسًا لا مثيل له بالإنجاز.
وقالت "خلال هذه الأوقات ، نساعد أولئك الذين هم في حاجة فعلية للمساعدة في شهر رمضان بالرغم من وجود حظر التجول الجزئي بسبب مرض فيروس كورونا حتى نتمكن من رؤية الابتسامة على وجوههم مرة أخرى".
وقال أحد مشرفي الفريق ، محمد فطيري إن حاجة الشريحة الفقيرة من الشعب السوري هي ما يحفز الناس على تقديم المساعدة.
وأضاف أن هناك حاجة متزايدة لشرائح المجتمع السوري الفقيرة ، بما في ذلك الأطفال ، مضيفا أن الفقراء أصبحوا غير قادرين على تأمين احتياجاتهم من الغذاء ، مبينا أن وجبات الطعام الان في متناول تلك الأسر.
وقال "هذا الأسبوع والأسبوع المقبل ، نخطط للوصول إلى 1000 عائلة سورية وخلال بقية رمضان للوصول إلى 1000 عائلة أخرى".