دمشق 25 أبريل 2020 (شينخوا) تشتهر ليالي شهر رمضان في سوريا بتجمع أفراد العائلة والأصدقاء على مائدة طعام واحدة، وتبادل الأطعمة بين الجيران في طقس كان مميزا ينتظره الناس من عام إلى آخر.
وخلال أصعب الأوقات في الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من تسع سنوات، كانت روح الشهر الفضيل موجودة وحاضرة بين الناس، واستمتعوا بطقوس رمضان الجميلة والمحببة إلى قلوبهم.
ولكن في شهر رمضان هذا العام يخيم شبح مرض فيروس كورونا المستجد (كوفيدـ 19) على العالم بأسره بشكل عام، وعلى العالم الإسلامي بشكل خاص، مما اضطر العائلات في سوريا إلى قضاء الإفطار في منازلهم كإجراء احترازي خوفا من انتشار المرض.
وفي هذا العام أيضا، لا يستطيع الناس زيارة بعضهم البعض، بسبب خضوع عدد كبير من الناس للحجر الصحي المنزلي، بالإضافة إلى حظر التجول الجزئي الذي تفرضه الحكومة السورية والذي يبدأ من مساء كل يوم حتى صباح اليوم التالي.
بالإضافة إلى ذلك، استحوذت أخبار انتشار مرض فيروس كورونا المستجد وأرقام الوفيات والإصابات على معظم البرامج التلفزيونية مع وجود عدد قليل من الأعمال الدرامية التي تبث بغية الترفيه وإلزام الأسر بالبقاء في منازلهم.
وقالت كندة مقدسي، وهي ربة منزل سورية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنها تفتقد إلى حلويات "الناعم"، وهي حلويات خاصة تباع عادة من قبل الباعة المتجولين على الطرقات قبل الإفطار بقليل في شهر رمضان.
و"الناعم"، هي أكلة سورية مشهورة عبارة عن رغيف من الخبز المحمص ينثر فوقه قليل من الدبس المصنوع من العنب أو التمر، واقترن وجوده في دمشق بحلول شهر رمضان.
وتابعت مقدسي "هذا العام، لم يقم أي من الباعة المتجولين ببيع هذا المنتج الحلو بدافع الخوف من انتشار العدوى".
وأضافت "أفتقد أيضا إلى الإفطار مع والدي لأن حظر التجول يبدأ عند غروب الشمس".
وبالنسبة لماهر جعفر، وهو طالب جامعي سوري، يفتقد رمضان هذا العام ثلاثة أشياء: هي التجمعات العائلية، والصلاة الخاصة، والسهر بعد الإفطار مع الأصدقاء في المطاعم لوقت السحور.
وقال جعفر "أعتقد أن كل سمات رمضان وأشياءه الجميلة مفقودة، وهذا لم يحدث خلال أصعب أيام الحرب التي عشناها سابقا".
وأضاف أنه حتى المسلسلات والبرامج التلفزيونية التي تم إعدادها لرمضان مفقودة إلى حد كبير هذا العام، إذ أن العديد من البرامج التلفزيونية لم تنته من التصوير في الوقت المحدد بسبب حظر السفر وحظر التجول المفروضين في كل مكان في العالم تقريبًا.
وبالحديث عن حظر السفر، كانت نور الكردي تخطط لزيارة عائلتها في سوريا وقضاء شهر رمضان في دمشق منذ أكثر من عام.
ولكن بسبب حظر السفر لم تستطع مغادرة ألمانيا والقدوم إلى سوريا هذا العام.
وقالت الكردي لـ((شينخوا)) "لم أفكر قط في حدوث شيء من هذا القبيل، خططت للمجيء إلى دمشق وقضاء رمضان مع عائلتي لكن انتشار مرض فيروس كورونا المستجد منعني".
وأعلنت وزارة الصحة السورية تسجيل 42 إصابة بمرض فيروس كورونا المستجد في البلاد ووفاة ثلاث حالات وشفاء ست.
ووافقت الحكومة السورية يوم الخميس الماضي على تمديد ساعات فتح المحلات وكافة المهن التجارية، وإعادة المطاعم ومطاعم الخدمة الذاتية للعمل بشكل يومي، واستئناف دوام العاملين في وزارتي الصناعة والزراعة.
واتخذت الحكومة عدة إجراءات للتصدي لمرض فيروس كورونا، منها حظر تجول ليلي في المحافظات والتنقل بين مراكز المدن وتعليق الدوام في المدارس والجامعات وإغلاق المراكز الرياضية والثقافية والمقاهي وتوقيف وسائل النقل.