القاهرة 27 أبريل 2020 (شينخوا) تسعى الحكومة المصرية إلى تحقيق التوازن بين تنفيذ الإجراءات الاحترازية لمكافحة مرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) واستئناف الأنشطة الاقتصادية تدريجيا للحفاظ على النمو الاقتصادي للبلاد.
وقبل ساعات من شهر رمضان، الذي بدأ الجمعة أعلنت الحكومة تمديد حظر التجوال الليلي الذي كان مفروضا في البلاد، مع تقليص ساعاته من 10 إلى 9 ساعات وتخفيف بعض الإجراءات المتعلقة بمواجهة المرض.
وأثناء الإعلان عن تخفيف حظر التجول، قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الخميس الماضي، إن الحكومة تعمل على استئناف الأنشطة الاقتصادية تدريجيا بعد شهر رمضان.
وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري نادر سعد، لإحدى القنوات التلفزيونية أمس الأحد إن الفترة المقبلة ستشهد "عودة تدريجية للحياة اليومية الطبيعية في مصر" مع مراعاة الحذر وتنفيذ الإجراءات الاحترازية.
ويبدأ حظر التجول الجديد في مصر من الساعة التاسعة مساء وينتهي في الساعة السادسة صباحا حسب التوقيت المحلي(19:00 : 04:00 بتوقيت غرينتش).
وقال أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية رشاد عبده، إن "عودة العمل والإنتاج تدريجيا هو أمر صحيح وضروري، فنحن لا نريد الخروج من أزمة فيروس كورونا باقتصاد متدهور".
وأضاف عبده لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي اتخذتها مصر على مدى السنوات الثلاث الماضية زادت من احتياطي النقد الأجنبي وعززت قطاعي السياحة والتصدير وزادت من تحويلات المصريين بالخارج قبل أزمة كورونا.
وتابع قائلا "لهذا السبب توقع تقرير صدر مؤخرا عن صندوق النقد الدولي أن تكون مصر الدولة الوحيدة في المنطقة التي تحقق نموا اقتصاديا إيجابيا في عام 2020".
ورأى أستاذ الاقتصاد المصري "إن إقامة توازن بين محاربة وباء كورونا والحفاظ على الإنتاج أمر ضروري، وهو أيضا اتجاه عالمي حاليا".
وأصاب المرض نحو ثلاثة ملايين شخص في أنحاء العالم، وبلغ إجمالي عدد الوفيات عالميا أكثر من 200 ألف.
وقد تم الإعلان عن أول حالة إصابة بمرض فيروس كورونا في مصر في منتصف شهر فبراير الفائت.
وبلغت حصيلة ضحايا مرض (كوفيد-19) في مصر حتى اليوم 4782 إصابة و337 حالة وفاة، بحسب وزارة الصحة والسكان.
وقال أستاذ الميكروبيولوجي والمناعة المصري الدكتور علي محمد زكي، "إن عدد الحالات في مصر ليس مقلقا، فالأنفلونزا الموسمية يمكنها أن تصيب أشخاصا أكثر من هؤلاء المصابين بفيروس كورونا".
وأعرب زكي، وهو مكتشف فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس"، أحد أنواع فيروس كورونا قبل سنوات، عن اعتقاده بأن المصريين يمكنهم البدء في العودة إلى العمل، واصفا الوضع في مصر بأنه "آمن".
وقال زكي ل(شينخوا) إن "العديد من المصريين يستخدمون مترو الأنفاق ويذهبون إلى الأسواق قبل ساعات حظر التجوال، وإذا كان الوضع خطيرا لكان هناك المزيد من الإصابات".
وأضاف أن مصر تمكنت من التعامل مع الوباء والسيطرة على انتشاره بنجاح، متوقعا انخفاض تدريجي لحالات الإصابة بالفيروس بسبب طقس الصيف الحار في البلاد.
وأردف زكي قائلا، "بالنسبة لي، أعتقد أن فيروس كورونا في مصر قد أوشك على الانتهاء، وهو قرب مرحلة النهاية".
ومنذ منتصف مارس، قامت مصر بإغلاق مؤقت للمدارس والجامعات والخدمات الحكومية وأماكن الترفيه والمطاعم ومراكز التسوق والمتاحف والمواقع الأثرية، إلى جانب تعليق الرحلات الجوية ووقف الأنشطة الرياضية للحد من انتشار الفيروس.
وبدأت الحكومة أمس الأحد استئناف الخدمات الحكومية المعلقة وإعادة فتح الإدارات المغلقة مثل إدارة المرور والشهر العقاري وكذلك بعض المحاكم، مع مراعاة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية.
بدورها، أوصت استشاري البكتيريا والمناعة بمستشفى جامعة القاهرة الدكتورة نهلة عبد الوهاب، بإمكانية استئناف العمل تدريجيا ولكن ليس بكامل طاقته مع الالتزام بالإجراءات الوقائية.
وقالت عبدالوهاب ل(شينخوا) "إن تخفيض عدد الموظفين وعملهم بالتناوب فكرة جيدة، ويجب على كل من يخرج للعمل غسل اليدين باستمرار وارتداء قناع الوجه (الكمامة) والحفاظ على مسافة آمنة بينه وبين الآخرين وتجنب الزحام".
كما نصحت كل من يعاني من أعراض البرد أو الأنفلونزا مثل السعال أو العطس بالبقاء في المنزل.
وأكدت عبد الوهاب أن مسؤولي الصحة والأطباء في مصر يعملون ليلا ونهارا لاحتواء الأزمة، مما دعا منظمة الصحة العالمية للإشادة بجهود مصر في التعامل مع الوباء.
وأوضحت استشاري البكتيريا والمناعة أنه "يمكن استئناف العمل والإنتاج مع الحفاظ على الالتزام بالإجراءات الاحترازية".