صنعاء 9 أبريل 2020 (شينخوا) أعلنت الأمم المتحدة أنها طرحت الشهر الماضي "مبادرة شاملة" لإنهاء الحرب في اليمن على أطراف النزاع المستمر منذ أكثر من خمسة أعوام، بالتزامن مع دخول وقف أحادي لإطلاق النار أعلنه التحالف العربي بقيادة السعودية حيز التنفيذ.
وذكر بيان للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، اليوم أنه "أرسل (غريفيث) في آخر مارس لكل من الحكومة اليمنية وأنصار الله (الحوثيين) مبادرة شاملة لإنهاء الحرب في اليمن".
وأوضح أن "المبادرة جاءت بعد نقاش مع الأطراف ومجموعات يمنية متنوعة وتضمنت مقترحا لإتفاق لوقف إطلاق النار يشمل عموم اليمن ويكون خاضعًا للمساءلة".
وتضمنت المبادرة أيضا "مجموعة من التدابير الاقتصادية والإنسانية للتخفيف من وطأة المعاناة عن الشعب اليمني وبناء الثقة بين الأطراف".
ونصت كذلك على "الالتزام باستئناف العملية السياسية".
وتهدف المبادرة الأممية "لتعزيز تنسيق الجهود بين الأطراف ومنسق الشؤون الإنسانية في مواجهة تهديد التفشي المحتمل لفيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) في اليمن"، بحسب البيان.
وأشار إلى أن مكتب المبعوث الأممي تلقى قبل أيام ردود فعل وتعليقات من الحكومة اليمنية والحوثيين على تلك المقترحات، وأنه يعمل الآن على مراجعتها.
وأعرب المبعوث الأممي عن أمله في أن يتمكن من جمع الأطراف في اجتماع افتراضي عبر الإنترنت في أقرب وقت ممكن لإبرام هذه الاتفاقيات رسميا.
كما أعرب عن أمله في أن تعم روح التعاون وتقديم التنازلات عملية التفاوض.
ويأتي الكشف عن هذه المبادرة بالتزامن مع دخول وقف أحادي لإطلاق النار من قبل التحالف العربي والحكومة اليمنية حيز التنفيذ اليوم.
وأعلن التحالف العربي، الذي تقوده السعودية مساء أمس الأربعاء وقفا شاملا لإطلاق النار فى اليمن لمدة أسبوعين قابلة للتمديد، تبدأ من اليوم.
وقال التحالف إن وقف إطلاق النار يهدف إلى "تهيئة الظروف" لاجتماع برعاية الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية والحوثيين وفريق عسكري منه لبحث آليات تطبيق وقف دائم لإطلاق النار في اليمن.
ودعما لإعلان التحالف، أعلنت الرئاسة اليمنية اليوم استجابتها لدعوة وقف إطلاق النار تلبية لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لمواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) التي تديرها الحكومة، أن نائب رئيس الجمهورية علي محسن صالح، عقد اجتماعاً افتراضياً مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث، لمناقشة "المستجدات على الساحة الوطنية وجهود وقف إطلاق النار".
وقال محسن خلال اللقاء، إن توجيهات رئيس البلاد عبدربه منصور هادي، تقضي بالاستجابة لدعوة وقف إطلاق النار الذي يجري سريانه اعتباراً من اليوم استجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لمواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا المستجد.
وجدد نائب الرئيس اليمني "التأكيد على موقف الشرعية الثابت في دعم الجهود الأممية المبذولة في تحقيق السلام واستئناف العملية السياسية وفق المرجعيات الثلاث وبما من شأنه استعادة الدولة اليمنية وإنهاء الانقلاب".
بدورها، دعت الحكومة اليمنية المعترف بها من المجتمع الدولي، جماعة الحوثي للإستجابة لمقتضيات الهدنة الإنسانية.
وقال رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، إن "وقف إطلاق النار فرصة جادة لتأمين اليمن والشعب اليمني من مخاطر فيروس كورونا.. لا فرصة للابتزاز واستغلال حاجات الشعب ومخاوفه".
وأضاف "نأمل أن يستجيب الانقلابيون (جماعة الحوثي) لمقتضيات الهدنة الإنسانية وألا يمضون أكثر في طريق الدم والنار".
ولم تعلق جماعة الحوثي على الهدنة.
لكنها كانت قد أعلنت الأربعاء عن مقترح للحل الشامل يتضمن "إعلان الوقف الشامل والكلي والنهائي للحرب وإيقاف كافة الأعمال العسكرية البرية والبحرية والجوية".
كما تضمن المقترح الحوثي إنهاء الحظر الجوي وفتح جميع المطارات اليمنية، بما في ذلك مطار صنعاء، وإعادة فتح المنافذ البرية وفتح الطرقات الرئيسية الداخلية ورفع القيود عن جميع الموانئ اليمنية.
وفي العملية السياسية، نص مقترح جماعة الحوثي على أن تنطلق عملية سياسية يمنية يمنية تؤسس لمرحلة انتقالية جديدة على أساس ضمان وحدة واستقلال اليمن.
وفي ظل التطورات الحاصلة لوقف إطلاق النار في اليمن، اتهم الحوثيون اليوم التحالف العربي بشن هجمات وغارات جوية على مناطق حدودية في اليمن.
ونقلت قناة (المسيرة) التابعة لجماعة الحوثي عن المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع، قوله إن "قوى العدوان تواصل تصعيدها المستمر في مختلف الجبهات، وخصوصا في جبهات الحدود".
وتابع أن التحالف "شن أكثر من خمسة زحوف على كل من حرض والبقع"، لافتا إلى أنها جرت "تحت غطاء جوي مكثف بالطائرات الحربية والأباتشي بأكثر من عشر غارات جوية".
وأكد سريع أن "جهوزية قواته التامة لمواجهة أي تصعيد على مختلف الجبهات".
وعلى الأرض، استمرت المعارك اليوم في مناطق عدة بين القوات الحكومية والحوثيين، بحسب مصادر عسكرية.
وتركزت أشرس المعارك في محافظة الجوف الواقعة على بعد (143 كلم ) شمال شرق صنعاء، حيث سيطر الحوثيون على معسكر " اللبنات" من قبضة القوات الحكومية جنوب شرقي المحافظة، وذلك بعد يوم واحدة من سيطرة القوات الحكومية.
كما شن الحوثيون هجمات على معسكر "الخنجر" الواقع في مديرية خب والشعف شمال شرق محافظة الجوف، حسب المتحدث باسم المنطقة العسكرية السادسة (قوات حكومية) العقيد ربيع القرشي.
ويشهد اليمن نزاعا دمويا منذ أواخر العام 2014، بين القوات الحكومية مدعومة بتحالف عربي تقوده السعودية وبين مسلحي جماعة الحوثي الذين يسيطرون على صنعاء، ولم تفلح جولات من مشاورات السلام واتفاقات برعاية أممية في إنهائه.