تعليق: تعزيز روح الشراكة لحماية البشرية

سيحضر الرئيس شي جين بينغ قمة مجموعة العشرين الاستثنائية حول الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) يوم 26 مارس الجاري ببكين، وتعتبر أول محادثات بالفيديو بين القادة في تاريخ مجموعة العشرين، وأول حدث رئيسي متعدد الأطراف يحضره الرئيس شي جين بينغ منذ تفشي كوفيد-19. كما أن حضور الرئيس الشي جين بينغ في القمة سيعزز التعاون الدولي في مكافحة الوباء، ويعزز التنسيق والتعاون بين مجموعة العشرين، واستقرار الاقتصاد العالمي، وتبادل الخبرات والحلول الصينية، ويظهر للعالم دور الصين كدولة كبرى.

قال تيدروس غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية :"إن الالتزام السياسي لمجموعة العشرين يعني التضامن القوي، مما يساعدنا على المضي قدماً ومحاربة هذا الوباء بأقوى طريقة ممكنة"،. ومع اجتياح كوفيد-19 العالم بشكل متسارع، أبلغت جميع البلدان تقريبًا عن حالات جديدة لمنظمة الصحة العالمية ، بإجمالي تراكمي يبلغ حوالي 400 ألف حالة مؤكدة. وتعد كيفية صياغة "خطة زمن الحرب"، وتنسيق الإجراءات، ووقف انتشار الوباء، وتعزيز التعاون العلمي، وإيجاد اللقاحات وطرق التشخيص والعلاج ، وتنسيق توريد المواد الطبية والوقائية على رأس أولويات جميع البلدان حول العالم. وفي الوقت نفسه ، أثر انتشار الوباء بشدة على السياسة والاقتصاد والمجتمع. وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن مخاوف الناس: "بات شبه مؤكد من تراجع الاقتصاد العالمي تحت تأثيركوفيد-19، وربما يصل إلى مستوى قياسي ". ويتوقع المجتمع الدولي من أعضاء مجموعة العشرين أن يستجيبوا معا ويساعدوا العالم على الخروج من مأزقه.

يجب علينا تعزيز روح التضامن والتعاون في مواجهة التحديات الشديدة . ويتذكر الناس أنه بعد اندلاع الأزمة المالية العالمية في عام 2008 ، التزمت مجموعة العشرين بروح الشراكة وساعدت على إعادة الاقتصاد العالمي الذي كان ينزلق إلى الهاوية إلى الاستقرار والانتعاش. واليوم ، يتطلع العالم إلى تولي مجموعة العشرين مهمتها التاريخية مرة أخرى، وتوحيد جميع القوى التي يمكن توحيدها ، وبذل كل الجهود الممكنة للوقاية من الوباء والسيطرة عليه ، والتقليل من تأثيره.

"الفيروس لا يعرف حدودا ولا أجناسا، يتوجب على البشر جميعا القتال من أجل هزيمته ". وفي الأيام القليلة الماضية ، تحدث الرئيس شي جين بينغ مع العديد من القادة عبر الهاتف لتوضيح أن الصين تتمسك بمفهوم المصير المشترك للبشرية ، وتعزز التعاون الدولي في الوقاية من الوباء ومكافحته، وتقاوم تأثير الوباء على الاقتصاد العالمي. وبصفتها عضوًا مهمًا في مجموعة العشرين ، تدعو الصين إلى تعزيز الدول للتعاون في إطار الأمم المتحدة ومجموعة العشرين ، ودعم منظمة الصحة العالمية من أجل القيام بالدور المنوط به، وتعزيز تحسين إدارة الصحة العالمية، وتعزيز تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي، وتحقيق الاستقرار في الأسواق، والحفاظ على النمو، وحماية سبل عيش الناس والتأكد من أن سلسلة التوريد العالمية مفتوحة ومستقرة وآمنة.

إن حضور الرئيس شي جين بينغ في قمة مجموعة العشرين الاستثنائية حول الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد سيسمح للناس رؤية تجربة الصين وأهميتها العالمية. وقد تم حظر انتشار الأوبئة في مدينة ووهان ساحة المعركة الرئيسية وجميع أنحاء الصين، ويشهد نظام العمليات الاقتصادية والاجتماعية تعافيا بشكل مطرد. واكتسبت تدابير الوقاية والسيطرة في الصين الوقت وقدمت مرجعا للكفاح العالمي ضد الوباء. وأقامت الصين نحو 20 اجتماع للخبراء بالفيديو مع أكثر من 100 دولة في شمال شرق آسيا وجنوب آسيا ووسط وشرق أوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وجنوب المحيط الهادئ ، بالإضافة إلى المنظمات الدولية مثل الآسيان والاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي ومنظمة شانغهاي للتعاون ، ومجموعة الكاريبي وغيرهم من المنظمات الدولية الاخرى، لتبادل الخبرات بشأن الوقاية من الأوبئة في الصين ومكافحتها. واستأنفت الصين إنتاج مواد الوقاية من الوباء ووسعت نطاقه ، وقدمت الضمانات المادية اللازمة للبلاد وغيرها من البلدان لمكافحة الوباء. وإن عمل الصين المثمر ودور الصين المسؤول للغاية هي الممارسات الحية لبناء مجتمع صحي مشترك ومجتمع المصير المشترك للبشرية.

لقد أظهرت التجربة التاريخية للمرور بالصعاب وعبور الأخطار مرارًا وتكرارًا أن روح الشراكة هو الكنز الأكثر قيمة لمجموعة العشرين. وينبغي على مجموعة العشرين تحمل المسؤولية التاريخية في هذه المرحلة الحاسمة في الكفاح العالمي ضد الوباء، من أجل تحقيق رفاهية الشعوب في جميع البلدان، وتعزيز روح الشراكة، والعمل بنشاط كناشط يحترم حياة الإنسان ويثبت الاستقرار الاقتصادي، ويعزز الوحدة والتعاون والتنسيق وجعل نور المصير المشترك للبشرية يضيء الكوكب المشترك للبشرية .